تونس العتيقة..بوابة الزمن العتيق
عندما تدخل من أحد أبواب المدينة السبعة التاريخية، تشعر فجأة بأنك اخترقت حاجز الزمن. "باب البحر" أو "باب الجزيرة" أو "باب السعدون" - كل بوابة تحمل قصصاً مختلفة ترويها حجارة أثرية شهدت قروناً من الحضارات.الهواء هنا مختلف،مشبع بروائح الماضي والحاضر الممتزجة: عبق الياسمين التونسي،رائحة الخبز الطازج من الأفران التقليدية،ونسمات بحرية قادمة من بحيرة تونس.
وعندما تميل الشمس نحو المغيب،تتحول ألوان الحجارة إلى ذهبية،وتضاء الفوانيس القديمة واحدة تلو الأخرى.الأصوات تتحول إلى همسات، وتبدأ المدينة بكشف سحرها الحقيقي.في هذا الوقت،تسمع أذان المغرب يتداخل مع أجراس كنيسة القديس فنسون دو بول في حوار روحي فريد.
سقت هذه المقدمة كي أشير إلى أن قصر أحمد باي بالمرسى،سيحتضن الأحد 7 ديسمبر 2025،حفل تقديم الكتاب الجديد للدكتور محمّد العزيز ابن عاشور" المدينة في زمن الباشا بايات".
وسيتولى تقديم هذا الكتاب الإعلامي والكاتب حاتم بوريال وذلك بدايةً من العاشرة والنصف صباحا.
يشار إلى ان هذا الكتاب يأخذنا في رحلة ساحرة داخل اسوار مدينة تونس العتيقة مستعرضا أبرز معالمها المعمارية من منازل وقصور ومدارس وثكنات العسكرية ومؤسسات خيرية ومدافن..
كما يتناول خصائص المجتمع والحياة اليومية في المدينة،مبرزا "شخصية "البلدي" والعائلات والمصاهرات قبل أن يرسم صورا حيّة لتنظيم الأسواق والمعاملات فيها.
ويتطرق المؤلف،أيضا،إلى عادات أهل المدينة في التنزّه مع اشراقة الربيع،في المناطق المجاورة،وحرص البعض منهم على تشييد منازل وقصور لهم سواء في باردو ومنوبة أو بالضاحية الشمالية،ولاسيما سيدي بوسعيد.
وجاء الكتاب محلّى بعديد الصور التاريخية والتصاميم المعمارية ورسوم شخصيات هامّة بما يثري الرصيد المعرفي للقراء.
على سبيل الخاتمة :
المدينة التي لا تنام..في قلب من يحبها..
عندما تغادر المدينة العتيقة،تدرك أنك لم تغادرها حقاً.فمدينة تونس العتيقة ليست مجرد مكان،بل هي حالة تبقى في روح الزائر.هي ذاكرة حية، نسيج من البشر والحجارة،حاضر متواصل مع ماض عريق.كل زقاق هنا يحمل قصصاً،وكل باب يفتح على عالم،وكل لقاء مع أهلها الكرماء يترك في القلب سبباً للعودة.
هذه المدينة لا تُزار بالقدمين فقط،بل بالقلب الذي يتعلم هنا كيف ينبض بإيقاع مختلف،إيقاع تونس العتيقة-الحاضرة دوماً بجمالها وعراقتها..
متابعة محمد المحسن

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق