الطيب و الحياة
الجزء الخامس و الثلاثون
***********************
ماجي تذهب إلى الشركة وتطلب من نازلي الحضور إلى قاعة الإجتماعات ، و بالفعل أتت نازلي إلي ماجي في قاعة الإجتماعات.....
ماجي : كيف حالك يا نازلي ؟
نازلي : تمام يا مدام ماجى.
ماجي : إيه آخر الأخبار مع زكي ؟
نازلي : تبتسم كله تمام زي ما حضرتك أمرتي، وأصبح جاهزا
الآن لأي مهمة يكلف بها .
ماجي : برافوا عليكي نازلي.
نازلي: شكرا مدام ماجى .
ماجي : أخبريني أين كنتى بالأمس؟
نازلي : توترت ولاحظت ماجي هذا التوتر .
ماجي : يوجد شيء ما نازلي؟
نازلي : لا يوجد شيء أبدا مدام ماجي .
ماجي : تصرخ وتقول نازلي أخبريني أين كنتى بالأمس ثم قامت و تجولت في القاعة حتي أتت خلف نازلي ثم أمسكت رقبتها من الخلف بذراعها الأيمن و قالت تكلمي يا نازلي تكلمي وإلا سوف أقتلك بيدي.
نازلي : وجهها زاد إحمرارا و عينيها جاحظتان كادت أن تختنق و سعلت كثيرا و قالت مدام ماجى سوف أتكلم و لكنك سوف تقتليني بهذه الطريقة.
ماجي : تخفف ذراعها شيئا فشيئا وأخذت نازلي نفسها بصعوبة.
نازلي : حضرتك أنا كنت بالأمس مع زكي سهرنا معا في أحد المطاعم بالفنادق في وسط البلد .
ماجي : و بعد أن سهرتم معا, لماذا ذهبتي مع زكي الى شقته ؟
نازلي : لقد سكرت من كثرة في الشراب كثيرا وانتي تعلمين ذلك ،
أخذني زكي إلي شقته وأنا سكرانه ، و لم أعرف إلا بعد أن عدت إلى الوعي .
ماجي : و ماذا حدث بعد ذلك ؟
نازلي : لم يحدث شيئا يا مدام ماجى .
ماجي : تكشر عن أنيابها و تقول نازلي لن ادعك تعيشين هذه المرة .
نازلي : وهي تبكي و مرتبكه ، أبدا يا مدام ماجي ، عندما رأي زكي أن الوقت متأخرا أصر علي أن ابيت معه تلك الليلة .
ماجي : تنظر إلي نازلي و يملؤها الغيظ والغضب، و ماذا حدث في تلك الليلة ؟
نازلي : لم يحدث شيئا مدام ماجى.
ماجي : تضغط على أسنانها بكل قوة من الغيظ ، لم يحدث بينكم اي شيء أو حتى لم تمارسوا الحب معا .
نازلي : أبدا أبدا يا مدام ماجى أنا اقول ذلك بكل صدق .
ماجي : لم تتحدثي مع زكي بخصوص أعمالنا السرية ؟
نازلي : أبدا يا مدام ماجي ، وإن فعلت ذلك إني أعرف سوف تكون نهاية حياتي ، إن أخبرته عن اعمالنا السرية، وأعرف أيضا أنه يوجد لديك اثباتات خاصة بي من الممكن أن تكون سببا في ادخالي الى السجن.
ماجي : برافو نازلي جيد أن تعرفي كل هذا ، وأنا متأكدة من إخلاصك لي و إلي عملك ، وأنتي تعلمي أن زكي يخصني جدا و لا أريد لأحد أن يشاركني فيه ، والآن من الممكن أن تخرجي يا نازلي .
بعد المشادة التي تمت بين ليلى و وليد وهم في طريقهم من العين السخنة إلى القاهرة ، وصل وليد بسيارته إلي منزل ليلى ثم دخل هو وليلي المنزل وكانت والدة ليلى تجلس في الصالة فلما رأتهم رحبت بهم ولكن ليلي دخلت مباشرة إلي غرفتها ، أما وليد فجلس بجوار ، والأم رأت الغضب و الوجوم على وجوه وليد وليلى .......
الأم : ماذا الذي حدث يا وليد ، لماذا ليلي دخلت مباشرة إلي غرفتها ؟
وليد : لا يوجد شيء يا أمي.
الأم : كيف لا يوجد شيء والغضب و الوجوم علي وجهك أنت وليلي.
وليد : والله يا أمي لا أدرى ماذا أقول لك .
الأم : قل يا وليد لقد أصبحت الآن فردا من عائلتنا .
وليد : كنا نتناقش أنا و ليلي بخصوص زميلها حسان .
الأم : حسان وماذا فعل حسان لكم ؟
وليد : حسان لم يفعل شيئا , ولكن كنا نجلس أنا وليلى في الكافتيريا ، وجدناه أقبل علينا هو ومعه المرأة صاحبة النادي الصحي بالمبني التجاري الذي كانت تعمل فيه ليلي .
الأم : و ما الذي حدث يا ابني من أجل أن تغضب أنت و ليلي هكذا .
وليد : طبعا أن أعرف صاحبة النادي الصحي بحكم أني أذهب هناك من أجل ممارسة الرياضة.
الأم : إذا أين المشكلة يا وليد؟
وليد : المشكلة يا أمي أن هذه المرأة أكدت لي حسان يحب ليلي من قبل أن اخطبها .
الأم : و ما الذي فعلته أنت بعد ما عرفت هذا الموضوع من تلك المرأة التي تريد أن تفرق بينكم .
وليد : مدام ماجى تريد أن تفرق بيننا .
الأم : نعم وإن لم تكن تريد ذلك ما كانت أخبرتك بهذا الموضوع ، و بالطبع أنت ناقشت الموضوع مع ليلي ، وانت بالتأكيد لم تسيطر علي نفسك من الغضب و انفعلت أنت علي ليلي ، من أجل ذلك دخلت ليلي مباشرة إلى غرفتها .
الأم : إسمع يا وليد يا ابني إلي الكلام الذي سوف أقوله لك ، أنت عندما طلبت من ليلي أن لا تذهب إلي العمل في المجمع التجاري مرة أخرى ، أنا ضغطت علي ليلي حتي وافقت علي مضض ، و هذا غير مبدأ ليلي إطلاقا.
أولا : يا ولدي إذا كنت تفكر أننا لا نقدر علي جهاز ليلي ، تبقي غلطان في تفكيرك ، وأنت لم تعرف ليلي بعد ، ليلي حساسة جدا ، وكرامتها قبل أي شيء ، وإذا كنت تشك في أخلاقها ، ليلى ابنتي لا تخبئ عني شيئا ، أنت جرحتها في كرامتها، وإذا كنت تعتقد أنه يوجد علاقة بين ليلي و حسان ، فإن ليلي عندما اتخطبت لك جعلت ذلك في الماضي ، لأنها تحترم الرجل التي سوف تكون زوجته في المستقبل ، هذه هي الحقيقة ، يا وليد أنت مثل إبني ، إذا كنت سوف تستلم إلي الشكوك التي في راسك فهذه هي مشكلتك أنت وليست مشكلتنا ، نحن مازلنا في أول الخطبة ، و من الممكن أن
نخرج بالمعروف كما دخلنا بالمعروف ، و كرامة ليلي ابنتي عندي بالدنيا .
وليد : ماذا تقولين يا أمي ، أنتم علي راسي من فوق لا طبعا ، أنا أحب ليلي وأريد أن تكون زوجتي في المستقبل ، وأنا آسف جدا يا ماما علي ما بدر مني .
الأم : لماذا تتأسف لي ، عندك ليلي في غرفتها إذهب إليها و صالحها .
ذهب وليد إلي غرفته ليلي وطرق الباب وأذنت له ليلي بالدخول ، و عيون ليلي مبللة بالدموع الكثيرة جلس وليد بجوار ليلي علي السرير ثم نظر إليها وقال ......
وليد : حقيقي أنا اسف جدا يا ليلي علي ما سببته لك من الآلام وجرح مشاعرك .
ليلي : تنظر إليه وقالت له هل هذا الإعتذار سوف يحل هذا الموضوع بهذه السهولة.
وليد : أنا أعرف أني سريع الغضب و غيور جدا ، ولكن ماذا أفعل ، لقد جننت عندما رأيت هذا المدعو حسان أمامي .
ليلي : إن حسان ليس له ذنب ، إنما صاحبة الذنب هذه المرأة المدعوة ماجي صاحبة النادي الصحي .
و ليد : و ما هي مصلحة ماجي في هذا الموضوع .
ليلي ؛ إذهب إليها ثم اسألها ما مصلحتك في هذا الموضوع .
وليد : لا أذهب و لا تأتي ، أنا هنا معك و أقدم لك كل أنواع الإعتذارات .
ليلي : يجب تضبط انفعالات نفسك ، و لا تترك نفسك للآخرين يعبثوا معها .
وليد : حاضر يا ليلي ، ممكن بقي نخرج سوي إلي ماما من أجل أن تعرف أننا تصالحنا.
ليلي : سوف أجعلها تمر هذه المرة ، إنما لو حدثت مرة أخري ستكون آخر مرة بيني و بينك، اتفقنا .
وليد : اتفقنا يا لولو
خرج وليد ممسكا يد ليلي و عندما رأت الام ذلك فرحت و أمرت ليلي بإحضار الطعام من أجل أن يتناولوا عشائهم في لمة جميلة
في الشركة ماجي تجلس مع زكي في مكتبه يتناقشون في العمل ، و زكي ينظر إليها و قلبه كله غيظ بعد ما عرف من إبراهيم المفك أنها كانت السبب في تركه للعمل نهائيا بالمجمع التجاري.........
ماجي : إيه يا زيكو كيف اخبارك في العمل .
زكي : الحمدلله يا ماجي كله تمام .
ماجي : يعني يا بيبي اتعلمت كل خاجة هنا ، كيف يسير العمل ، وأيضا تعلمت اللغات الثلاثة .
زكي : كله تمام مائة في المائة .
ماجي : ماشي يا بيبي ، اعمل خسابك إنك سوف تسافر إلى نيويورك الأسبوع المقبل بمفردك .
زكي : بمفردي ألم يأتي معي الأستاذ فتحي سند ؟
ماجي : لا يا بيبي ، فتخي سند سوف ينتظر مكانك في إدارة الشركة .
زكي : خلاص كما تحبين يا ماجي
ماجي : نريد منك يا زكي أن ترفع راسنا عند اصدقائنا .
زكي : لا يكون عندك أي قلق أنا زكي و لست زكيه .
ضحك كل من زكي و ماجي بصوت عال معا ، حتى لاحظ ذلك كل من في الشركة ، وبعد ذلك تركت ماجي زكي في مكتبه و ذهبت إلى النادي الصحي ، وأبلغت نازلي بأن تأتي إليها بعد الانتهاء من العمل في الشركة
إلى اللقاء في الجزء التالي باذن الله
القاهرة
13/12/2025
د.رمضان عبد الباري عبد الكريم
شاعر وكاتب روائي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق