السبت، 13 ديسمبر 2025

الطيب و الحياة الجزء الخامس و الثلاثون بقلم د.رمضان عبد الباري عبد الكريم

 الطيب و الحياة 

الجزء الخامس و الثلاثون 

***********************

ماجي تذهب إلى الشركة وتطلب من نازلي الحضور إلى قاعة الإجتماعات ، و بالفعل أتت نازلي إلي ماجي في قاعة الإجتماعات..... 

ماجي : كيف حالك يا نازلي ؟

نازلي : تمام يا مدام ماجى. 

ماجي : إيه آخر الأخبار مع زكي ؟

نازلي : تبتسم كله تمام زي ما حضرتك أمرتي، وأصبح جاهزا 

 الآن لأي مهمة يكلف بها .

ماجي : برافوا عليكي نازلي. 

نازلي:  شكرا  مدام ماجى .

ماجي : أخبريني أين كنتى بالأمس؟ 

نازلي : توترت ولاحظت ماجي هذا التوتر .

ماجي : يوجد شيء ما نازلي؟ 

نازلي : لا يوجد شيء أبدا مدام ماجي .

ماجي : تصرخ وتقول نازلي أخبريني أين كنتى بالأمس ثم قامت و تجولت في القاعة حتي أتت خلف نازلي  ثم أمسكت رقبتها من الخلف بذراعها الأيمن و قالت تكلمي يا نازلي تكلمي وإلا سوف أقتلك بيدي. 

 نازلي : وجهها زاد إحمرارا و عينيها جاحظتان كادت أن تختنق و سعلت كثيرا و قالت مدام ماجى سوف أتكلم و لكنك  سوف تقتليني بهذه الطريقة. 

ماجي : تخفف ذراعها شيئا فشيئا وأخذت نازلي نفسها بصعوبة.

نازلي : حضرتك أنا كنت بالأمس مع زكي سهرنا معا في أحد المطاعم بالفنادق في وسط البلد .

ماجي : و بعد أن سهرتم معا, لماذا  ذهبتي مع زكي الى شقته ؟

نازلي : لقد سكرت من كثرة  في الشراب كثيرا وانتي تعلمين ذلك ،

 أخذني زكي إلي شقته  وأنا سكرانه  ، و لم أعرف إلا بعد أن عدت إلى الوعي .

ماجي : و ماذا حدث بعد ذلك ؟

نازلي : لم يحدث شيئا يا مدام ماجى .

ماجي : تكشر عن أنيابها و تقول نازلي لن ادعك تعيشين هذه المرة .

نازلي :  وهي تبكي و مرتبكه ، أبدا يا مدام ماجي ، عندما رأي زكي أن الوقت متأخرا أصر علي أن ابيت معه  تلك الليلة .

 ماجي : تنظر إلي نازلي  و يملؤها الغيظ والغضب، و ماذا حدث في تلك الليلة ؟

نازلي : لم يحدث  شيئا مدام ماجى. 

ماجي : تضغط على أسنانها بكل قوة من الغيظ ، لم يحدث بينكم اي شيء أو حتى لم تمارسوا الحب معا .

نازلي : أبدا أبدا يا مدام ماجى أنا اقول ذلك بكل صدق .

ماجي :  لم تتحدثي مع زكي بخصوص أعمالنا السرية ؟

نازلي : أبدا يا مدام ماجي ، وإن فعلت ذلك إني أعرف سوف  تكون نهاية حياتي ، إن أخبرته عن اعمالنا السرية، وأعرف أيضا أنه يوجد لديك اثباتات خاصة بي من الممكن أن تكون سببا في ادخالي الى السجن. 

ماجي : برافو نازلي جيد أن تعرفي  كل هذا ، وأنا متأكدة من إخلاصك لي و إلي عملك ، وأنتي تعلمي أن زكي  يخصني جدا و لا أريد لأحد أن يشاركني فيه ، والآن  من الممكن أن تخرجي يا نازلي .


بعد المشادة التي تمت بين ليلى و وليد وهم في طريقهم من العين السخنة إلى القاهرة ،  وصل وليد بسيارته إلي منزل ليلى ثم دخل هو وليلي المنزل وكانت والدة ليلى تجلس في الصالة فلما رأتهم رحبت بهم ولكن  ليلي دخلت مباشرة إلي غرفتها ، أما وليد فجلس بجوار ، والأم رأت الغضب و الوجوم على وجوه وليد وليلى .......

الأم : ماذا الذي حدث يا وليد ، لماذا ليلي دخلت  مباشرة إلي غرفتها ؟

وليد : لا يوجد شيء يا أمي. 

الأم : كيف لا يوجد شيء والغضب و الوجوم علي وجهك  أنت وليلي. 

وليد : والله يا أمي لا أدرى ماذا أقول لك .

الأم : قل يا وليد لقد أصبحت الآن فردا من عائلتنا .

وليد : كنا نتناقش أنا و ليلي بخصوص زميلها حسان .

الأم : حسان وماذا فعل حسان لكم ؟

وليد : حسان لم يفعل شيئا , ولكن كنا نجلس أنا وليلى في الكافتيريا ، وجدناه أقبل علينا هو ومعه المرأة صاحبة النادي الصحي بالمبني التجاري  الذي كانت تعمل فيه ليلي .

الأم : و ما الذي حدث يا ابني من أجل أن تغضب أنت و ليلي هكذا .

وليد : طبعا أن أعرف صاحبة النادي  الصحي بحكم  أني أذهب هناك من أجل ممارسة الرياضة. 

الأم : إذا أين المشكلة يا وليد؟ 

وليد : المشكلة يا أمي أن هذه المرأة أكدت لي حسان يحب ليلي من قبل أن اخطبها .

الأم : و ما الذي فعلته أنت بعد ما عرفت هذا الموضوع من تلك المرأة التي تريد أن تفرق بينكم .

وليد : مدام ماجى تريد أن تفرق بيننا .

الأم : نعم وإن لم تكن تريد ذلك ما كانت أخبرتك بهذا الموضوع ، و بالطبع أنت ناقشت الموضوع مع  ليلي ، وانت بالتأكيد لم تسيطر علي نفسك من  الغضب و انفعلت أنت علي ليلي ، من أجل ذلك دخلت ليلي مباشرة إلى غرفتها .

الأم : إسمع يا وليد يا ابني إلي الكلام الذي سوف  أقوله لك ، أنت عندما طلبت من ليلي أن لا تذهب إلي  العمل في المجمع التجاري مرة أخرى ، أنا  ضغطت علي ليلي حتي وافقت علي مضض ، و هذا غير مبدأ ليلي إطلاقا.

 أولا : يا ولدي إذا كنت تفكر أننا لا نقدر علي جهاز  ليلي ، تبقي غلطان في تفكيرك ، وأنت لم تعرف ليلي بعد ، ليلي حساسة جدا ، وكرامتها قبل  أي شيء ، وإذا كنت تشك في أخلاقها ، ليلى ابنتي لا تخبئ عني شيئا ، أنت جرحتها في كرامتها، وإذا كنت تعتقد أنه يوجد علاقة بين ليلي و حسان ، فإن ليلي عندما اتخطبت لك جعلت ذلك في الماضي ، لأنها تحترم  الرجل التي سوف تكون زوجته  في المستقبل ، هذه هي الحقيقة ، يا وليد أنت مثل إبني ، إذا كنت سوف تستلم إلي الشكوك التي في  راسك فهذه هي مشكلتك أنت وليست مشكلتنا ، نحن مازلنا في أول الخطبة ، و من الممكن أن 

نخرج بالمعروف كما دخلنا بالمعروف ، و كرامة ليلي ابنتي عندي بالدنيا .

وليد : ماذا تقولين يا أمي ، أنتم علي راسي من فوق  لا طبعا ، أنا أحب ليلي وأريد  أن تكون زوجتي في المستقبل ، وأنا آسف جدا يا ماما علي ما بدر  مني .

الأم : لماذا تتأسف لي ، عندك ليلي في غرفتها إذهب إليها و صالحها .     

    ذهب وليد إلي غرفته ليلي وطرق الباب وأذنت له ليلي بالدخول ، و عيون ليلي مبللة بالدموع  الكثيرة جلس وليد بجوار ليلي علي السرير ثم نظر إليها وقال ......

 وليد : حقيقي أنا اسف جدا يا ليلي علي ما سببته لك  من الآلام وجرح مشاعرك .

ليلي : تنظر إليه وقالت له هل هذا الإعتذار سوف يحل هذا الموضوع بهذه السهولة. 

وليد : أنا أعرف أني سريع الغضب و غيور جدا ، ولكن  ماذا أفعل ، لقد جننت عندما رأيت هذا المدعو حسان أمامي .

ليلي :  إن حسان ليس له ذنب ، إنما صاحبة الذنب هذه المرأة المدعوة ماجي صاحبة النادي الصحي .

و ليد : و ما هي مصلحة ماجي في هذا الموضوع .

ليلي ؛ إذهب إليها ثم اسألها ما مصلحتك في هذا الموضوع .

وليد : لا أذهب و لا تأتي ، أنا هنا معك و أقدم لك كل أنواع الإعتذارات .

ليلي  :  يجب تضبط انفعالات نفسك ، و لا تترك نفسك للآخرين يعبثوا معها . 

وليد : حاضر يا ليلي ، ممكن بقي نخرج سوي إلي ماما من أجل أن تعرف أننا تصالحنا. 

ليلي : سوف أجعلها تمر هذه المرة ، إنما لو حدثت مرة  أخري ستكون آخر مرة بيني و بينك، اتفقنا .

وليد : اتفقنا يا لولو 

    خرج وليد ممسكا يد ليلي و عندما رأت الام ذلك فرحت و أمرت ليلي بإحضار الطعام من أجل أن يتناولوا عشائهم في لمة جميلة 

  

     في الشركة ماجي تجلس مع زكي في مكتبه يتناقشون في العمل ، و زكي ينظر إليها و قلبه كله غيظ بعد ما عرف من إبراهيم المفك أنها كانت السبب في تركه للعمل نهائيا بالمجمع التجاري......... 

ماجي : إيه يا زيكو كيف اخبارك في العمل .

زكي : الحمدلله يا ماجي كله تمام .

ماجي : يعني يا بيبي اتعلمت كل خاجة هنا ، كيف يسير العمل ، وأيضا تعلمت اللغات الثلاثة .

زكي : كله تمام مائة في المائة .

ماجي : ماشي يا بيبي ، اعمل خسابك إنك سوف تسافر إلى نيويورك الأسبوع المقبل بمفردك .

زكي : بمفردي ألم يأتي معي الأستاذ فتحي سند ؟

ماجي : لا يا بيبي ، فتخي سند سوف ينتظر مكانك في إدارة الشركة .

زكي : خلاص كما تحبين يا ماجي 

ماجي : نريد منك يا زكي أن ترفع راسنا عند اصدقائنا .

زكي : لا يكون عندك أي قلق أنا زكي و لست زكيه .

ضحك كل من زكي و ماجي بصوت عال معا ، حتى لاحظ ذلك كل من في الشركة ، وبعد ذلك تركت ماجي  زكي في مكتبه و ذهبت إلى النادي الصحي ، وأبلغت نازلي بأن تأتي إليها بعد الانتهاء من العمل في الشركة 

    

       إلى اللقاء في الجزء التالي باذن الله


القاهرة 

13/12/2025

د.رمضان عبد الباري عبد الكريم 

شاعر وكاتب روائي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق