هنا سيدي بوزيد*.
على هامش إحياء الذكرى 15 لاندلاع الشرارة الأولى للثورة.
تمر اليوم خمسة عشر ربيعاً على اليوم الذي شهدته أرض سيدي بوزيد،عندما أشعل الشاب محمد البوعزيزي النار في جسده،محتجا على مصادرة عربة خضرواته ومهانته من قبل سلطة لا تسمع صوت المهمشين.كانت تلك الشعلة التي أضرمها في 17 ديسمبر 2010 شرارة أطلقت الثورة التونسية المجيدة،التي هزت أركان النظام وأطلقت رياح التغيير عبر الوطن العربي.
في تلك المدينة الصامدة في الوسط الغربي،حيث الفقر والبطالة والتهميش،قرر-البوعزيزي-أن يقول كلمته الأخيرة بطريقة أحرقت الصمت والخوف.لم تكن احتجاجاً فردياً،بل كانت صرخة شعب متكامل الأوصال،مثقلة بالآمال المحطمة والكرامة المنتهكة.وسرعان ما انتقلت الاحتجاجات من سيدي بوزيد إلى القصرين ثم إلى مختلف المدن التونسية.وسقط شهداء برالرصاص المنفلت من العقال،لكن إرادتهم انتصرت.في 14 جانفي/يناير 2011،هرب الرئيس المخلوع/ الراحل، لتبدأ صفحة جديدة في تاريخ تونس الحديث.
واليوم، ونحن نحتفي بذكرى هذه الانتفاضة المجيدة،نسأل أنفسنا: هل حققت ثورة الكرامة أهدافها؟ هل تحسنت أحمال سكان المناطق المهمشة مثل سيدي بوزيد؟
الأسئلة كثيرة والإجابات تحتاج إلى صدق وجرأة وشجاعة.
لقد تعلمنا من ثورة سيدي بوزيد أن الكرامة الإنسانية أقوى من كل أجهزة القمع،وأن صوت المظلوم لا بد أن يسمع،وأن التغيير الحقيقي يبدأ من القاعدة،من تلك المدن والقصبات التي تُحمل عبء التنمية غير المتوازنة.
وإذن ؟
سيدي بوزيد إذا،ليست مجرد مدينة في خريطة تونس،بل هي رمز للكبرياء الشعبي،وشاهد على أن التاريخ يُصنع أحياناً من لحظات اليأس التي تتحول إلى إرادة لا تقهر.
في ذكراها الخامسة عشرة،نحيي شهداء الثورة، ونعاهد على الحفاظ على مكتسباتها،والسعي نحو تحقيق أهدافها الكاملة: حرية،كرامة،عدالة اجتماعية.
متابعة محمد المحسن
*أحيت ولاية سيدي بوزيد اليوم الأربعاء،الذكرى 15 لاندلاع الشرارة الأولى للثورة بحضور والي الجهة فيصل بالسعودي وعدد من الأهالي والإطارات العسكرية والأمنية والإدارية وممثلي المنظمات الوطنية واعضاء من المجلس الجهوي والمجالس المحلية،وتم بالمناسبة بساحة محمد البوعزيزي تحية العلم وإطلاق 17 طلقة نارية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق