الجمعة، 28 نوفمبر 2025

مع حديث الجمعة / بقلم الكاتب : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 مع حديث الجمعة /

بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 [ اجتنبوا السبع الموبقات ]

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات " ٠  متفق عليه 

و الموبقات أي المهلكات ٠

٠٠٠٠٠٠٠٠

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول و بعد :

في البداية عندما ننظر في الكتاب و السنة النبوية المطهرة ، نجد وصايا غالية جامعة و أوامر و نواهي هدفها و مقصدها الاستقامة في الطاعة و العمل الصالح حتى نشعر بالرحمة و العدل في الحياة ٠

و هذا الحديث الشريف جمع خصال الخير التي يصلح بها أمر الإنسان في الدنيا و الآخرة ٠٠

عزيزي الكريم ٠٠

 اقد طوفت حول فقرات هذا الحديث و تفسير المعاني من بنات أفكاري الخاصة و تأملاتي المتواضعة من خلال النظر إلى المقاصد و المنافع التي يتضمنها الحديث الذي بمثابة قانون ينظم حياتنا من منظور واقعي جميل يرسم الأخلاق ظلال للوجود الحقيقي في حب و سلام لا حرب و كراهية تفرق وحدتنا و تعطل الهدف من قصة الخَلق ٠

و بهذا العمل الطيب يفوز بالفوز الكريم الجنة لأن سلعة الله غالية ألا سلعة الله غالية و سلعته الجنة بعد الالتزام بالقول و العمل منهج حياة٠

 و بهذا يفعل الخير و يجتنب الشر فهذه ( السبع الموبقات ) تبين للإنسان الملتزم عموما تعاليم الإسلام بجانب الأركان الخمسة التي هي جوهر الدعوة الإسلامية ٠

و الموبقات أي المهلكات التي تضيع عمل الفرد في المجتمع و تجلب الخسارة و الظلم لنفسه بهذه الأفعال الواضحة فترديه إلى الهلاك و تبعده عن الهدى حيث الهوى و الغواية و الشيطان و المعصية عن الحق المبين و تدمر رحلته فيشقى هكذا ٠

و هذه السبع من الكبائر كما وردت في الحديث متخصصة مع كبائر كثيرة لها صدى أيضا في أحاديث أُخرى كثيرة و متعددة تكمل الحلقة و الدائرة و منها على سبيل المثال لا الحصر ٠٠ لتلك ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻭﺍﻟﺬﻧﻮﺏ :

ﻛﻌﻘﻮﻕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ، ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺰﻭﺭ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮ.

فالشرك يحبط العمل لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله و هو الخالق العظيم الحي قيوم السموات و الأرض ٠

و السحر أثره خطير على الفرد و المجتمع و ارتكابه يولد الحقد و الحسد و يجلب الفقر و المرض ٠

و قتل النفس و سفك الدماء من أعظم الكبائر بعد الشرك لخطورة هذا العمل الذي يهدد السلام  و الأمن و يورث العداء ٠

و الربا الذي يقوض الحركة التي تكبل حياة الإنسان عندما تنزل به فاقة فبالعطاء الحسن و الميسور يتعافى المحتاج في تبادل و تكامل و دعم بالحسنى ٠

و عدم أكل حق اليتم و يبتعد عن أصوله فيكون معلوما فلا يتلفه بطُرق تؤدي للضياع ٠

و عدم الفرار من الجهاد المشروع عن طريق الدولة وولي الأمر مع العدو الذي يتصارع معه بعد طرق سبل السلام و وقوع الضرر على النفس و العرض و الأرض و عدم احترام الخصوصيات و الممتلكات ٠

و عدم قذف المرأة بالقول الفاحش كلمة زنا و ما شباهها من مفردات تضر بها و أسرتها و تنشر الفتن و الرذيلة في المجتمع ٠

فما اجمل ان يعيش الفرد و المجتمع في حالة سلام حيث الرحمة و الخير و العدل و الحق فكل هذا من باب الإحسان الذي يضمن الاستمرارية في اطمئنان دائما ٠

فيا رب ارشدنا إلى الطريق المستقيم قولا و عملا و ابعدنا عن الظلم لأنفسنا و لغيرنا فالظلم مدخل إلى الهلاك و العدل هو ميزان النجاة و الفوز الكبير حيث النعيم المقيم في جنة الرحمن ٠

و على الله قصد السبيل ٠


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق