الجمعة، 28 نوفمبر 2025

مرثية لبرعم..إنكسر قبيل انفتاح الزهور * بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

مرثية لبرعم..إنكسر قبيل انفتاح الزهور *

(لروحك ألف سلام..يا مهجة الروح)


تصدير : 


 ذُقتُ طَعمَ الغُيوبِ**العِظام

وأَعرفُ مَن كانَ ذاقا

وأَعرفُ أَن أَحفرَ الأَرضَ بحثاً عن الشمسِ

إن شَحَّ أُفقٌ وضَاقا

لِكثرةِ ماجَربَتني اللياليُ

وجَربتُها،قَتَلتني عِناقا


(مظفر النواب)


أنا لا أريد الرحيل-يا إبني-

لا أريد القطار المعدّ لرحلتنا

لا أريد أن يهجع البحر 

على كفتي

أو أن يسرج القلب أفلاكه

                         للرحيل

فقط ما تبقى-منك-سوى عزف غيم

تعاويذ ضد الفراق

ونجمتك-يا إبني-أراها

                   تضيء هذي الطريق..

تمهل قليلا يا توأم الروح.. 

      ولا تترك الغيم يبكي

تمهل-قبيل الرحيل-ودَع منك شيئا

يرتّب موعدا لفجر يجيء

علّ تجيء الفصول 

   بما وعدته الرؤى

لكن..ترى ما سأقول..

وقد جاءني البحر بأشرعة..

              مزقتها السيول

و مرّت بحذوي غيومك

                      جذلى..

تداعب نرجس القلب

وقد لاح لي بين ثنايا المدى..

                             طيفك

يطرّز وهْمَ المسافة..

وشاحا للذي سوف يأتي

      ربّما أظل أداعب صوتي

أحاور روحي..

                    أرتّب حزني

كزهرة لوز أهملتها الحقول..

كغيمة في الأقاصي..

               أربكتها الفصول..

وداعا يا ساكن الروح..

      والعقل والقلب والدم

أنت نجم هوى..

    في منعطفات الأفول..


محمد المحسن


*القصيدة مهداة لروح إبني ذاك الفتى اليافع..الذي اكتملت رحلته في عمق اللجة..بعد أن استرددت برحيله حقي في البكاء..

**الغيوب"هو جمع كلمة"الغيب"،وهو ما يختفي ويغيب عن الإدراك البشري سواء بالحواس أو بالعلم.يُستخدم المصطلح لوصف كل ما هو خفي وغير ظاهر للناس،ويرتبط في القرآن الكريم بصفة الله تعالى "علام الغيوب" كناية عن علمه المطلق بكل ما غاب عن الخلق.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق