الأحد، 26 أكتوبر 2025

هل العاطفة الجديدة تطرد من حياة الإنسان العاطفة التي سبقتها؟ بقلم الكاتب عبد الفتاح حموده

 هل العاطفة الجديدة تطرد من حياة الإنسان العاطفة التي سبقتها؟

يروى أن رجلًا كان يعيش في سعادة تامة مع زوجته، وقبل ذلك كان له صديق يميل إلى زوجته كل الميل، ولكنها لم تُبالِ به ولا بمشاعره، وفضّلت زوجها عليه، فتزوجت منه ضاربةً عرض الحائط بمشاعر هذا الصديق.

ومرت الأيام واضطر الزوج إلى مواجهة حرب ضارية شنّها العدو على بلاده.

وتناقلت الأخبار عن موت بعض الجنود، ومنهم زوجها، فقد جاء بعض زملائه لمواساة الزوجة.

وكان على الصديق أن يقف إلى جوار زوجة صديقه، فبذل كل جهده ليُخرجها من هذه المأساة، وبالفعل بدأت الأمور تخف عنها تدريجيًا، بل فتحت الباب المغلق لتتفهّم طبيعة صديق زوجها وتكتشف فيض المشاعر التي حاول أن يعبّر عنها، وتذكّرت موقفًا أحزنها، وهو أنه ذات مرة استخدم رمال الشاطئ في بناء بيتٍ كان يتمنى أن تعيش معه فيه، ولكنها دعسته بقدمها بلا مبالاة واستخفافًا بما يحلم به ويتمناه..!

وبدأت الزوجة تعيد تفكيرها وتوجّه إحساسها إليه بعد محاولاته للوصول إلى قلبها، فقد حاول ذلك من خلال رسالة أرسلها لها واحتفظت بها.

وفي ذات ليلة، وفي وسط الليل، طرق بابها رجلٌ، فعرفته وأسرعت إليه وفتحت له بابها، فإذا به زوجها الذي استطاع الفرار من موتٍ محقق.

وفي اليوم التالي وجد الزوج الرسالة المحفوظة، وعرف أن هناك من كان يحاول التقرب إليها في غيابه، وهذا ما دفعه لعدم لمسها إحساسًا منه أن هناك من سبقه إليها.

أما هي، فقد وجدت نفسها في حيرة، لا تستطيع التحكم في مشاعرها في هذا الموقف العصيب، ولا تدري ماذا تفعل، وأيهما تفضل: زوجها أم صديقه؟

لا شك أن الجميع سيرى أنها تعود إلى زوجها، فهذا أمر بديهي، ولكن المرأة اختلطت المشاعر في قلبها...

هذه مجرد خاطرة للإجابة على التساؤل:

هل العاطفة الجديدة تطرد العاطفة التي سبقتها؟

مع تحياتي،

عبد الفتاح حموده



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق