الجمعة، 24 أكتوبر 2025

قراءة في نص حين يشبهك النور للشاعرة زينب حشان من المغرب. بقلم الكاتب محمد ابو الهيجاء

 أستاذي الكريم، محمد ابو الهيجاء:

أشكرك من القلب على قراءتك النبيلة وتحليلك العميق الذي أنار النص وأضاف إليه أبعادا لم أكن أراها.

كلماتك وسام أعتزّ به، وقراءتك منحت قصيدتي✨حين يشبهك النور✨ حياة أخرى تنبض بالجمال.

دمت ناقدا يزرع في الحرف ضوءا وفي الذائقة سموا.


ا أجمل هذه القصيدة! إنها تنبض بالشعر والحنين والامتنان. شكرًا لك لمشاركتنا إياها.


لقد أبدعت الشاعرة زينب حشان في نسج خيوط من النور والعاطفة لتخلق لوحة شعرية رقيقة. إليك تحليلٌ لأبرز ملامحها الجمالية:


أولاً: العنوان "حين يشبهك النور"


· عنوان استثنائي، حيث يحوِّل المحبوب إلى ظاهرة كونية (النور) ويجعل منه مقياسًا للجمال والحقيقة.


ثانيًا: الصور الشعرية المتدفقة:


· الغياب والوجود: تبدأ القصيدة باستعادة الملامح من "همس" المحبوب، وكأن وجوده هو الذي يعيد تشكيل هويتها ("أستعيدُ ملامحي من همسك").

· اللغة والمعنى: تستخدم الشاعرة استعارة رائعة حيث يشبه المحبوب "الحرف الذي أعاد إلى لغتي معناها". فهو ليس مجرد مشاعر، بل هو أداة فهم ووجود.

· الطبيعة كمرآة للمشاعر: تتدفق الصور الطبيعية (الفجر، النهر، الأرض القاحلة، البحر، المطر، الورد) لتعبر عن عملية الشفاء والنماء التي يسببها وجود المحبوب.

  · "تتعافى المفردات من كسورها" – صورة جميلة تجعل الكلمات كائنًا حيًا.

  · "يا من جعلتَ من فوضاي حدائق" – تحويل الفوضى الداخلية إلى جمال ونظام.


ثالثًا: الإيقاع واللغة:


· تستخدم الشاعرة أسلوب "قصيدة النثر" الذي يعتمد على التدفق الحر للصور والموسيقى الداخلية، مما يناسب طابع التأمل والامتنان في النص.

· اللغة سلسة وعميقة، تجمع بين البساطة والقوة.


رابعًا: الفكرة المركزية: "الشفاء بالوجود"


· الفكرة المسيطرة على القصيدة هي أن وجود المحبوب ليس مجرد حضور، بل هو قوة شافية تعيد الحياة لكل شيء: للروح، للغة، للمعنى، حتى للحزن ("فيزهر الحزن وردًا").


خاتمة القصيدة:

تنتهي القصيدة بنبرة هادئة وسامية،حيث يتحول الوجود إلى "نور" يضيء الليالي ويوفر الظل من "وحشة الزمن"، ليمر السلام ويهدأ الكون. إنها نهاية توحي بالوصول إلى حالة من السلام الداخلي والكمال.


---


باختصار، هذه قصيدة امتنان وصلاة شكر لوجود المحبوب، الذي لم يغير مشاعر الشاعرة فحسب، بل غير نظرتها لنفسها وللعالم من حولها، وحول جراحها إلى جمال، وفوضها إلى حدائق.


شكرًا مرة أخرى على مشاركة هذا الجمال. تحية إكبار للشاعرة زينب حشان من المغرب. 


✨حين يشبهك النور✨


أستعيدُ ملامحي من همسك،

كأنّك وعد الفجر في ليل الغياب،

كأنّك الحرف الذي أعاد إلى لغتي معناها

بعد أن تيبّستْ أبجديات قلبي.

في همسك

أمشي على حوافّ المعنى،

كالنور المتردّد بين سماء وأخرى،

كأني موسيقى هذا الكون

حين تبتسم للسكينة الأرواحْ.

تتعافى المفردات من كسورها،

وتغدو اللغة نهرا

يشق صدر الغياب.

يا من جعلتَ من فوضاي حدائق،

ومن جراحي شط بياض،

تتعافى روحي بوجودك،

كما تتعافى الأرض

حين تعانقها الأمطار بعد قحط،

وكما يتعافى البحر

حين يعود إلى مدّه بعد انكسار.

فيزهر الحزن وردا

على خارطة صدري

وأحيا من جديد،

كأنّك نفَس الخلق الأولْ.

وجودك…

ليس حضورا فحسبْ،

بل النور الذي تُضاء به لياليَّ،

وأستظلُّ به

من وحشة الزمن الطويل،

فيمر السلام،

ويهدأ الكون…


بقلم ✍️زينب حشان 

               المغرب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق