حكيم رغم بساطته
سألني العريف كوكب في محاولة منه معرفة ما إذا كنت متدينا بحق أم أن لحيتي هذه مجرد خدعة و تمويه، قال: هل يجلس المصلي أربع جلسات للتشهد في صلاة المغرب ؟
قلت: - ببساطة شديدة، و ببلاهة مني - عقلا و منطقا ذلك غير وارد إذ كيف تكون أربع جلسات للتشهد في صلاة قوامها ثلاث ركعات ؟!!
قال: - ضاحكا من جهلي - أولا: الدين لا يؤخذ بالعقل ولا بمنطق ولا يعبقرية ولا بذكاء بل يؤخذ الدين بعلم و بخبر صادق [ أقسم بالله أنني أعجبت كثيرا بكلماته هذه ]
ثم أتبع قائلا: هذا أولا، و أما ثانيا: فإن إجابتك هذه لا تشير إلى أنك متدين بحق، و لذا وجبت عليك العقوبة
قلت: نعم قد وجبت علي العقوبة، لكن ذلك لا يمنعني من الاعتراف بروعة تلك اللفتة منك في مسألة كيفية تناول أمور الدين، و يسعدني جدا أن أسمع إجابتك عن سؤالك الذي لم أحسن الإجابة فيه
قال العريف كوكب و هو يؤكد لي أن العلم في كل مجالاته يؤخذ بالتعلم و بحسن قيام بمقتضيات الخبر الصادق الذي نقل عن امرئ صادق، قال: يدخل المصلي الصلاة وراء إمام جلس للتشهد في الركعة الثانية من صلاة المغرب فيجلس المصلي مع الإمام فهذه جلسة أولى للمصلي، يقوم الإمام للركعة الثالثة و يقوم معه المصلي، يجلس الإمام للتشهد في الركعة الثالثة فيجلس معه المصلي [ فهذا هو التشهد الثاني للمصلي ] يسلم الإمام مؤذنا بانتهاء الصلاة فيقوم المصلي متابعا صلاة ما فاته من ركعتين وراء الإمام، ف يركع و يسجد المصلي بعدها و يجلس للتشهد في الركعة الثانية من صلاته [ فذاك هو التشهد الثالث لهذا المصلي ] ثم يقوم المصلي للركعة الثالثة من صلاته و يركع و يسجد و يجلس للتشهد فتلك هي أربع جلسات للتشهد في صلاة المعرب
أيها الأحباب:
على الرغم من بساطة العريف كوكب إلا أنه قال كلاما محوريا في آليات النظر إلى المسائل المهمة في حياتنا العملية
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
إشراقة شمس 85
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق