إلى جِراحِكَ يَمشي الحَرفُ مُنطَفِئًا
لَكِنَّهُ بَينَ شَمسِ الصَّمتِ يَحتَرِقُ
تُطارِدُ البُعدَ والأَحلامُ خائِبَةٌ
كَأَنَّها غَيمَةٌ في الرِّيحِ تَنزَلِقُ
ماذا تُفيدُ اللَيالي إنْ تَكَدَّسَها
قَلبٌ يَذوبُ، وفيهِ الهَمُّ يَختَنِقُ؟
قد كانَ لِلأَرضِ صَوتٌ فيكَ مُنتعشٌ
فَما يُواريهِ إلَّا الصَّمتُ والغَسَقُ
تَصحو خُطاكَ على دَربٍ بِلا أَمَلٍ
فَتَستَعيدُ الَّذي في الرّوحِ يَفتَرِقُ
كَأَنَّ فيكَ بَقايا مِن حِكايَتِنا
تُساقِطُ الصَّمتَ حتّى يَرتَوِي الشَّفَقُ
لا اللَيلُ يُغري ولا الآفاقُ واسِعَةٌ
إنْ لَمْ يَكُنْ في يَديكَ الحُلمُ والأُفُقُ
تُشاغِلُ العُمرَ والأَيّامُ ضاحِكَةٌ
لَكِنَّ قَلبَكَ في أَعمَاقِهِ قَلِقُ
فَإِن يَكُنْ حُبُّنا أَمسَى بِلا أَثَرٍ
فَقَد تَرَكْنا بِهِ ما يَنثُرُ العَبَقُ
يَمضي قَصيرًا كَأَحلامٍ مُبَعثَرَةٍ
لَكِنَّهُ في عُيونِ الرّوحِ مُعتَنِقُ
فَكُلَّما لاحَ فَجرٌ في تَذَكُّرِنا
عادَ الغِيابُ، وعادَ الباب يَصْطفقُ
تَغفو المَلامحُ، والأَسرارُ صامتةٌ
وفي العُيونِ حنينٌ هازِمٌ أَلقُ
ماذا نُسَمّيهِ؟ صَمتٌ أم تَحوُّلُهُ؟
والحُزنُ في الصَّدرِ مثلُ النارِ يَسْتَبِقُ
تَسيرُ في الدَّربِ أشواقٌ مُبَعثَرَةٌ
حتى إذا لاحَ فَجرٌ ضاعَ مُلتَحِقُ
كأنَّ فيكَ خُيوطَ الفَجرِ مُعتَذِرًا
لكنَّهُ في جَناحِ الليلِ يَنفَلِقُ
سمية المشتت

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق