السبت، 27 سبتمبر 2025

عويل الذئاب.. بقلم:حميد النكادي.

 عويل الذئاب..

بقلم:حميد النكادي..

 

سُمِع عويل 

الذئاب بوادينا

صاح الديك فجرا 

يوقظ اهالينا

هلموا قبل

 أن تَنهش

أنيابهم مواشينا 

أم استسلمتم 

 للنوم وقلتم 

ليس ذاك

 في وادينا

من فيكم 

يخرج يوافينا 

بخير يقين من 

شرهم ينجينا؟

الذئاب الجائعة 

إن طافت بنا

فسلام على 

ابينا واخينا

ذئاب فوق 

الربوة هناك 

تتحين اللحظة 

تنقض لتفنينا 

يا أمة النعاج

أليس فينا 

من يحمينا ؟

تبولوا علينا

ولا تحرك راعينا...

فرنسا 27/09/2025


 


تحليل القصيدة بالتفصيل، مع التركيز على الاستعارات والمعاني الرمزية: ​تحليل قصيدة "عويل الذئاب" ​تدور القصيدة حول صراع وجودي بين جماعة ضعيفة مهددة (يرمز إليها بـ النعاج والأهالي) وبين خطر داهم وقاتل (يرمز إليه بـ الذئاب الجائعة). إنها صرخة غضب واستنهاض تنتقد بشدة الخمول والجبن وفشل القيادة. ​1. الإحساس بالخطر والإنذار (الذئاب والديك) ​الذئاب الجائعة ({عويل الذئاب بوادينا}): هي الرمز الأساسي للخطر المحدق، الجشع، والقوة العدوانية التي لا ترحم. كلمة "عويل" تُضفي جواً من الرعب والتهديد القريب. كما أن وصفها بـ "الجائعة" يؤكد أن هدفها هو الاستهلاك والفناء. ​صياح الديك ({صاح الديك فجرا يوقظ أهالينا}): يمثل النداء العاجل للوعي والتحرك. الديك هنا هو ناقوس الخطر الذي يدعو إلى ترك سبات الغفلة قبل فوات الأوان. ​الهدف الواضح للذئاب {أن تَنهش أنيابهم مواشينا}): يؤكد على أن الخطر موجه ضد مقدراتهم وأمنهم المعيشي (المواشي)، مما يهدد بقاءهم. ​2. نقد التخاذل والتهرب (الأهالي) ​دعوة الاستنهاض ({هلموا قبل أن تنهش...}): نداء يائس للمواجهة والتحرك الجماعي. ​الاستسلام والنكران ({أم استسلمتم للنوم وقلتم ليس ذاك في وادينا}): هنا ينتقل الشاعر من وصف الخطر إلى نقد ردة الفعل الباردة للجماعة. يُهاجم الإنكار والتسليم السلبي للقدر، وكأنهم يختارون الموت وهم نائمون. ​البحث عن القائد ({من فيكم يخرج يوافينا بخير يقين من شرهم ينجينا؟}): يكشف هذا البيت عن غياب القائد الفعلي أو عن الشعور باليأس من القدرة على المواجهة الذاتية، فيبحثون عن "بشير" أو مُنقذ. ​3. ذروة الغضب والمرارة (أمة النعاج والراعي) ​الذئاب في وضع الاستعداد ({ذئاب فوق الربوة هناك تتحين اللحظة تنقض لتفنينا}): يصور هذا المشهد الخطر كأنه مُتربص ومُخطط، ينتظر اللحظة المثالية للانقضاض النهائي ({لتفنينا}). ​وصف المجتمع بـ "أمة النعاج" ({يا أمة النعاج أليس فينا من يحمينا؟}): هذا هو أقوى وأقسى رمز في القصيدة. النعاج هي رمز الضعف، الخنوع، وعدم القدرة على الدفاع عن النفس، التي تُقاد نحو مصيرها. الشاعر هنا يصف الجماعة بأسلوب تحقيري لشدة غضبه من خمولهم. ​فشل الراعي (القيادة) ({تبولوا علينا ولا تحرك راعينا}): يُعد هذا البيت بمثابة خاتمة صادمة ومؤلمة لتصوير العجز. ​عبارة "تبولوا علينا" هي تعبير عامي عن قمة الإهانة والتحقير من قبل الأعداء. ​"ولا تحرك راعينا" يوجه الاتهام المباشر إلى القيادة أو المسؤول (الراعي) الذي فشل فشلاً ذريعاً في حماية رعيته، وبقي ساكناً ومتبلداً أمام هذا الإذلال المُطلق. ​الخلاصة ​القصيدة هي صرخة شاعر يشعر بالخطر الداهم وبأن الكرامة الوطنية أو الجماعية قد دُنست، وأن السبب الرئيسي لهذه الكارثة هو تخاذل الشعب (النعاج) وفشل قيادته (الراعي) في القيام بواجبهما. إنها دعوة مُرّة للانتباه قبل أن يصبح البقاء مجرد "سلام على أبينا وأخينا".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق