مقطع صغير من الرواية التي بدأت بكتابتها، وتركتها ، بعنوان ( نساء منسيّات ):
ليلى المرّاني / العراق
صباح كل يوم يخرجوننا إلى الساحة الواسعة، نتقرفص على الأرض، الواحدة وراء الأخرى على شكل سطور متوازية، ثم يبدأون التعداد… واحد، اثنان، ثلاثة… وكأننا أغنام بائسة، بعدها نساق إلى سيارة سوداء كبيرة، نحتشد فيها أكثر من ثلاثين امرأة غاضت من وجوههن الدماء.
نافذة صغيرة معلّقة قريبًا من سقف السيارة، تغطّيها أسلاك معدنية رفيعة، كانت فرصةً أن نرى النور وضوء الشمس.
حين نصل إلى مركز التحقيقات، يحشرونا في غرفة صغيرة في انتظار التحقيق مع اثنتين أو ثلاثة، وقد سمعت من إحداهن بأن ضابط التحقيق يحقد على العراقيين، فتملكني خوف غامض وتحسّبتُ لذلك اليوم الذي سيأتي فيه دوري في التحقيق… بعد ساعات مضنية ومؤلمة من الإذلال والوقوف في انتظار المجهول، يعيدونا بتلك الشاحنة الكئيبة إلى الموقف… نجلس القرفصاء ثانيةً في الساحة الكبيرة، ويبدأ التعداد.
نتنفس الصعداء حين ندخل القاعة المظلمة ثانية والتي بالكاد ينيرها مصباح صغير يتدلى من سقف لم أشاهد مثله بهذا الارتفاع…

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق