عند الفقد
عندَ الفَقدْ،
يَثقلُ الوقتُ حتى يَكادْ،
ويَغدو كَصَخرٍ يَجرحُ صدرَ الجَوادْ،
ويَزحفُ فينا كأوجاعِ صَمتٍ طِوالْ،
ويُوقِظُ فينا الحَنينْ.
عندَ الفَقدْ،
لا يَغيبُ الأحبّةُ كُلّهمُ،
ففي زَوايا البيوتِ يَنامون،
في رائحةِ الكُتبِ العَتيقةِ يُقيمون،
وفي فِنجانِ قهوةٍ لم يَبرُدْ بعدُ،
وفي نَجمةٍ لا تَغيبْ.
عندَ الفَقدْ،
نَعلمُ أنَّ الغيابَ خِداعْ،
وأنَّ الأرواحَ لا تَعرفُ البُعدَ،
تَجيءُ إلينا كحُلمٍ رَقيقْ،
وتَضحكُ فينا كصَوتِ الصدى،
وتَسكُنُ بينَ الضُّلوعْ.
✍ سعيد إبراهيم زعلوك

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق