امسكي بعقال الريح
هاتفي الصخر الأصم
و اصرخي وجدا في مدائن أرقي..
ما بي من شجن ليس يعنيه غصن الخريف
إذا التوى على زندي
أو أفاض الحبر من ورقي...
صرخة الإمداد قد تغلغلت
في شكل حروف مشفرة
على الألواح تهمي إلى البحر
فيا نار كوني بردا وسلاما على قلبي
ويا سفينة العشق من أجلها احترقي..
طافت بعينيك وارتفعت سدرة الانوار
و انكسرت أنوف بمعبد الطراق
فاتخذوا مشاعري هزوا ..يا عجبي !
ها قد حلق نجمي بأطراف المنى
فاخلعي نعليك لنصلي للكون معا
وانطلقي...
هذي يدي مدت إليك برعشة الأوصال
فالقلب مكلوم لا ينطق عن هوى
والسيف مغلول إلى عنقي ....
إني لا أملك من واقع الحال غير مذلة
و هواني على الناس
فدعيني أعود إليك منتصرا في كل الأحوال
لأمحو هاجس القلق ...
دعي القمر يبكي عند بزوغ شمس رضاك
قد يظما الليل لصبح ندي
حتى ينزل القطر بفاتحة الكتاب و آية الفلق...
إني أرى وجهي على صفحة الماء متكأ
والدمع يسري إلى الثرى بدمي
فدعيني أفك أحجية الأنواء في الطرق ...
ذاك وعد لست أخلفه وإن طال الزمان الرديء
ولسوف آتيك في بهرة الضوء
وأطفو كبخار الماء الساخن فانتظري
رغيف الحب من كفي و من عرقي...
لا ريح بعد اليوم يوقظ راحة الأطيار
ففي عشنا انبسقت زهرة الآس والنرد
و العنكبوت يحوك ما يغطينا عن الأنظار
تلك آية أخرى لا تخلو من الألق...
إن هذا الوجد يسحبني إليك مرتحلا
من الحزن والآهات والكدر
وإني لأحنو على الثرى من وثبة الروح
ولكن لا أحنو على جسدي ...
فضميني إلى جناحيك وأحكمي رباط جأشي
أخشى من الليل أن يعيدني إلى المنفى ثانية
من آمن للصبح يا حبيبتي
لا يأمن من الغسق....!!
ليلى السليطي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق