الأحد، 31 أغسطس 2025

الشجرة التي زرعها بقلم طاهر مشي

 الشجرة التي زرعها

ااااااااااااااااا ااااااااااااااااا 

في حديقة البيت، تقف شجرة زيتون وحيدة.

زرعها أبي في يومٍ ماطر، وقال لي وهو يدفن الجذور بيديه:

"هذه ستكبر معك… لا تنسَ أن تسقيها."


كنت صغيرًا، لم أفهم مغزى الكلام.

مرّت السنوات، وكبرتُ، وكبرت الشجرة.

أبي، على عكسها، صار يغيب عن الحديقة كثيرًا… ثم غاب عنها إلى الأبد.


في يوم دفنه، عدت إلى الزيتونة، وجلست عند جذعها.

لامستُ أوراقها، وقلت:

"كبرت، أبي… لكن ليس كما ظننت."


كل عام، كانت تثمر.

وفي أول قطفة، كنت أجمع الزيتون كما علّمني، وأحمله إلى أمي.

تبتسم، وتقول: "كأن يدك ويد أبي على نفس الغصن."


ربما لم أعد أراه، لكن كل شيء فيه بقي هنا:

في التربة، في الأغصان، في قلبي.


وكلما تساقطت الأوراق، كنت أُطمئن الشجرة:

"سأظلّ أسقيك… مثلما أوصاني أبي."

ااااااااااااااااا ااااااااااا 

طاهر مشي



عتبة السؤال بقلم ناصر رجب أصيل المكنين/المنستير مربّي وكاتب تونسي

 عتبة السؤال ✨


🔹 حين تضيق دروب الروح، لا يبقى أمام الإنسان إلا باب السؤال… باب يفتح على الحيرة، وقد يطلّ على أفق الحرية. 🔹


ما العملُ

في زمنٍ يُحاصرني بانسداد الأفق،

حيثُ لا حبيبةٌ

تُشعل أوتار كياني بالحرية،

ولا قرينةٌ

تجيد واجباتها الوجدانية،

ولا قانونٌ

يبيح للروح أن تتمرّد

على أعرافٍ تقليديةٍ

تشدّني إلى قاع الصمت؟


أقفُ على عتبة السؤال،

أحملُ عطشي كجمرٍ يتّقد،

وأمدّ يدي نحو هواءٍ أبعد

علّه يفتح نافذةً

تُطلّ على حياةٍ أرحب،

على حبٍّ لا يُجرَّم،

وعلى حريةٍ لا تُقمع،

وعلى وجودٍ

يُشبهني.


لكنني أعلم…

أن السؤال لا يملك وجهًا واحدًا،

وأن الطريق قد يتشعّب

بين نورٍ يفضي إلى الخلاص،

وظلمةٍ تُعيدني إلى قيودي.


ورغم ذلك،

أظلّ أطرق أبواب المعنى،

أصغي لنداء داخلي

يقول: لا تيأس،

فالحياة أوسع من أسوار العادة،

والحبّ أبقى من قوانين البشر،

والحرية كالماء،

تتسرّب مهما ضاقت الشقوق.


وعندها فقط،

أدرك أن الوقوف على عتبة السؤال

ليس ضعفًا ولا هزيمة،

بل بداية رحلةٍ

نحو أفقٍ آخر،

قد يولد من رماد الصمت

طوق الحمامة…

تحلّق في كياني.


✒️ ناصر رجب أصيل المكنين/المنستير

مربّي وكاتب تونسي


( غريب روح ) بقلم الأديبة د. صباح الوليدي

 ( غريب روح )

الأديبة د. صباح الوليدي 


يـا مــالك القلــب الــذي

أحــيا الفـــؤادَ وأزهــرهْ


منحـــتني عهـــد الـوفـا

ثـم ارتجلــــتَ لتبتِــــرهْ


قد كـــنت حلمـــاً عـابراً

يمحو الجـراحَ ويجــبرهْ


لكـن غـــدوتَ كـــخنجرٍ

يُدمي الفـــؤادَ ويغــدُرهْ


علمــــتَ عـيني أن تـرى

نـورَ الحيــــاةِ وتُبصــرهْ


ثم انطفأتَ فصـرتَ نارًا

تشوي الضلوعَ وتسعـرهْ


لـن تُنـــقذَ الأعــــذارُ مـا

قـد كــنتَ يومـا تُكسـرهْ


فالجرحُ إن مسَ القلوبَ

مـا عـــادَ شـيئًا يُجـــبرهْ


والحــب عهـدٌ لو خُذلت

ما كـان دمــعي يغفـــرهْ


ما كان قلبي في الأسى

يطيـــق غــدرًا يعـــذرهْ


فقد غدوتَ غريبَ روحٍ

خـــانَ الوفـــاءَ ودمــرَهْ



سرّ الوجود بقلم محمد كحلول

 لا تندم على أمر قد مضى


كل مخلوق فى الحياة يزول


كما خلقت فأنت عنها راحلا


سنّة الحياة موت و رحيل


فى كل لحظة مولود جديد


و نودّع روحا إلى التراب تؤول


الحياة كما خلقت جميلة


خلقها من هو كامل و جميل


من يقارع القدر فهو خاسر


يد القدر لكلّ شئ تطول


إنّ الخير فى ما يختاره الله


ربّ شرّ هو خبر لك مكفول


قد تهبك الحياة نعما كثيرة


إنّ النّعم بقلّة الحمد تزول


خير الرّزق ولد صالح يدعو لك


ما تكيله للنّاس الزّمن  يكيل


تجنّب قول الفحش و فعله


من يصحب أهل السّوء ذليل


عمر الفتى بالأعمال يفاس


تخلّد الأعمال وعمره يطول


يبقى الوجود موضوع جهله


الموت و القدر هل لهما حلول


قد يعجز المرء على فهمه


وعجزت على فهم الرّوح عقول


كلّ الشّرائع إلى الأمر تطرّقت


كما دعى إلى التوحيد رسول


مهما يطول العمر سينتهي


الكلّ راحل و إن تأخّر الرّحيل


إنّ الحياة بالأحزان مثقلة 


هى الدنيا إلى الأحزان تميل


من عاش و لم يصن عرضه


كان بين الناس منبوذ ذليل


هذه  الأقوال للنّاس أكتبها


عبرة لهم  فى الحياة و دليل


الحياة و إن قست تبقى جميلة


فاغنم من الطيّبات كل جميل


محمد كحلول31-8-2025


سرّ الوجود



((هايكو علامات الترقيم)) بقلم ذ داود بوحوش تونس 🇹🇳

 ((هايكو علامات الترقيم))


على وجه التّرقيم

يرشح أنفها

علامة تعجّب

☆☆☆

ذات أرذل العمر

السؤال بيده

علامة استفهام

☆☆☆

حجر على حجر

هل من توضيح

نقطتان رأسيتان

☆☆☆

صخرة

في مجرى الماء

نقطة توقّف

☆☆☆

على سبيل السّرد

للحديث بقيّة

نقاط متتابعة

☆☆☆

أسّ الصلاة 

تشهّدٌ

فاصلة


ذ داود بوحوش تونس 🇹🇳

من لطائف اللّغة العربيّة بقلم الأديب حـمــدان حمّـودة الوصيّف... تونس

 من لطائف   اللّغة العربيّة 

* الزّرافة  ...

الذَّكَرُ: عَنْقَاءُ أو ثَوْرٌ أو أَطُومٌ.

الأًنْثَى : زَرَافَةٌ. 

الصَّغِيرُ: خَيْلَفٌ.

الصَّوْتُ : شَخِيرٌ أو هَمْهَمَة. 


أَمْثَـالٌ لِلْحَيَّـةِ

أَبْصَرُ مِنْ حَيَّةٍ.

*أَظْلَمُ مِنْ حَيَّـةٍ . 

*فُلَانٌ حَيَّةُ الوَادِي: الشَّدِيدُ الشَّكِيمَةِ والحَامِي لِلْحَقِيقَةِ.

*هُمْ حَيَّةُ الأَرْضِ: إِذَا كَانُوا أَشِدَّاءَ، ذَوِي بَأْسٍ.

*فُلَانٌ رَأْسُهُ رَأْسُ حَيَّةٍ: لِلْمُتَوَقِّدِ الذَّكِـيِّ.

*فُلَانٌ حَيَّةٌ ذَكَـرٌ: لِلشُّجَاعِ الشَّدِيــدِ.

*مَا هُوَ إِلَّا حَيَّـةٌ: يُضْرَبُ لِطَوِيلِ العُمْـرِ.

 

أَحْوالُ الطَّعَامِ 

إذا صَارَ الطَّعَامُ مِلْحًا، فقد مَلُحَ، يَمْلُحُ، 

وإذا صَارَ الطَّعَامُ لَاذِعًا لللِّسَانِ، فقد حَرُفَ، يَحْرُفُ، 

وإذا صَارَ الطَّعَامُ شَهِيًّا، فقد لَـذَّ، يَلَذُّ، 

وإذا صَارَ الطَّعَامُ لَذِيذًا حَسَنًا، فقد حَلَا، يَحْلُو، 

وإذا كَانَ الطَّعَامُ لَذِيذًا، فقد شَهُوَ، يَشْهُو، 

وإذا قَارَبَ الطَّعَامُ الاِحْتِرَاقَ، فقد شَاطَ، يَشِيطُ. 

وإذا صَارَ غَيْرَ مُسْتَصَاغِ الطَّعْمِ، فقد عَشِمَ، يَعْشَمُ. 

وإذا انْتَشَرتْ رَائِحَةُ شِوَاءِ اللَّحْمِ، فقد قَتِرَ، يَقْتَرُ. 


لغـــز شِغري

يا أيّها العطّار أعرب لَــنا

عن اسم شيء قِلَّ في سَوْمِكْ

تَــراه بالعينين في يقْـظَـة

كَمَا تَرى بالقَلْـب في نَومِكْ.

الحلّ: كَمُّون.


أكثر الأفعال مَصَادِرَ... 

نَقِهَ مِنْ مَرَضِهِ، يَنْقَهُ، نَقْهًا ونُقُوهًا ونَقَاهَةً ونَقَهَانًا: بَرِئَ، لَكِنْ مَا زَالَ بِهِ ضَعْفٌ


تصريف

أَسَا بَيْنَهُمْ، يَأْسُو، أَسْوًا وأَسًا: أَصْلَحَ. 

أَسَى لَهُ مِنَ اللَّحْمِ، يَأْسِي، أَسْيًا: أَبْقَى لَهُ.

أَسِيَ، يَأْسَى، أَسًى: إذَا حَزِنَ.

 من حِكَم العَرَب.


قالت :

صَــعِدَ الأعْــرَابُ طُــرًّا   بَعْــدَ مَا كَانُوا حُثَالَةْ

أجابها:

مَنْ لَهُ في الغَيْبِ شَيْءٌ    لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَنَالَهْ


 حـمــدان حمّـودة الوصيّف... تونس


لا تترك يدي بقلم زينة الهمامي تونس

 *** لا تترك يدي ***


قال من انا و اين مكاني منك

يامن تركت الجميع وأدمنتك

يغريني الإبحار في عينيك

سأكتب  عنك وإليك

سأقولها و أعيدها أحبك أحبك

زرعتك في ثنايا النبض

فأينعت حدائق الياسمين في الشريان

سقيتها بماء الروح فأزهرت ونمت

انت نبض خافقي  وعشقي الأبدي

قلت لا تترك يدي

هذه الغربة تخنقني

أريد تحرير روحي

من سجن جسدي

لكي أحلق في السماء

أعانق النجوم

أسامر القمر

أمارس طقوسي المقدسة

أتلو تسابيح الإنعتاق

والشوق إلى الحياة

لا تترك يدي

ساعدني على الطيران ....

بقلمي: زينة الهمامي تونس



يا جوع بقلم الكاتب رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس

 يا جوع

يا جوع..

استوطنت بطوننا،

وحياتنا،

وجثمت فوق أرصفة البلادْ،

صرت الآمر والنّاهي،

يعينك في الخفاء أخ غدّار.

جثث أطفالنا صارت صور،

يتباهى الغرب بنشرها،

ويتغافل القريب عنها،

ويندى جبين من قيِّدت يداه

عن النّصيب من الغضبْ.

وجوهنا،

ضحت تذاكر للموت،

وأنت تتفاخر،

وابن جلدتنا من أصحاب الكروش،

يتستّر.

عيون الأمّهات،

عيون الأطفال،

سواقي بلا ماء،

وأنهار من دمع جافّ.

لكنّ لك يوما يا جوع،

نطردك فيه،

نعلّقك على جدران الذاكرة،

ونضحك من خيبتك،

فلم نخشك،

ولا خفنا قسوتك.

صغارنا سيكبرون،

ويحملون الحلم الّذي كان بعيدا،

يفرشونه على الأرض والسّماء،

فتغدو البيوت..

أسعد من قصور أولئك المتخمين.

لن تجفّ ينابيعنا،

ولن يثنينا ما نهشت منّا،

يا جوع..

لن نتملّقك،

ولن تكسر شوكتنا،

فحلمنا

أكبر منك...

ومن كلّ من غدر.

رشدي الخميري/  جندوبة/ تونس


ريبيين بقلم الكاتب صالح مادو

 ريبيين

على صخور سنجار العطشى

في حضن الجبل الصامد

ولِد ريبيين

في الثالث من آب

عام الغزو والدم 2014

هربت العائلة  من سكاكين الظلام

كانت أمه تسير بين الموت والحياة

تجرّ خطاها على الدرب الوعر

تغالب الجوع والمرض  والالم

تحمل في رحمها اخر قطرة أمل

حين وضعت وليدها

لم يجدوا ماءً يغسلونه به

فغسلوه بدم غنمة ذُبحت

وكأن الحياة كتبت له

شهادة ميلاد بالدم

لم يصدق احد انه سيعيش

لكنه عاش

بارادة الله

اليوم بعد احد عشر عاماً

كبر ريبيين بين شقيقتين  واخ

صار  شجرة صغيرة

تمدد جذورها في صخر الجبل

يخضرّ التين من حوله

وتنهض اشجار البلوط

شامخة كروحه

وسيحكي للاجيال

عن لحظة ميلاد بين الدموع والرماد

عن صرخة الحياة  

وسط انياب الموت

عن يوم كاد ان يكون نهايته

لكنه كانت بدايته

سلام  عليك يا ريبيين

سلام على طفولتك  التي انتصرت

سلام على امك التي لم تنكسر

...... 

صالح مادو

المانيا


مرايا الروح بقلم الكاتبة عبير الراوي/ دمشق/

 مرايا الروح

أنا من سكبت عطر قلبي للهوى

وطعنت برماح الغدر فرماني

على كفوف القدر حملت أشجاني

فكان الصبر قدوتي وسر إمتحاني


خذلني الأهل والحبيب والخلان

فأمسى جسدي يرقص ذبيحاً من الألمِ

سلمتُ أمري طوعاً لخالق الأكوانِ


أعترف..نعم أعترف بأنك إمرأة

ذات حنكة ودهاء....

أجدتِ العزف على أوتار قلبي

فحالفني بك الحظ برهة منتشياً

كلما حاولت فك ضفائر كبريائك

أبت حبيبتي الأستسلام و الرضوخ

فزادت خيباتي وإنكساراتي


سارعتُ بخطايا ألملم شتات روحي

وماتبقى فيها من أمنيات وأحلام

كر...وفر غدوت كمقاتل في الميدانِ


كل دروبي باتت مقفرة.....

إلا دربك ضياء فجر وأنوار أقمار

برحيلكِ أدركت وحدتي..

فلم أعد أقوى على كتابة الأشعارِ

كل قوافي قصائدي ذبلت...

ونوارس عشقي رحلت لشطآن النسيان

وأنا مازلت أبحث عنك....

أنا مازلتُ أنتظرك ياجلنار روحي

عبير روحك معرش بقلبي...

يزهر ويضوع في سماء عشقي

غيماً ماطراً ...

عذبا سلسبيلاً...

يروي أديم روحي

دهوراً وسنيناً

عبير الراوي/ دمشق/



~ الغياب الأخير ~ بقلم الكاتبة جميلة عبسي

 ~ الغياب الأخير ~


لم تكن عيدا في العام الماضي،

ولم تكن أعيادا في كل أعوامي.

فأيّ باب أفتحه الليلة ليدخل طيفك،

وقد صار الغياب لك عادة ووفاء؟


كانت الوعود تدفن،

وأنا، لسنوات عديدة،

كنت أحفر لها قبرا بيديّ.


يعزّ عليّ أن أكون لغيرك،

وأنت لي، ولست بملكي.

يعزّ عليّ أن تلامس يدك صدري،

وأنت على مرمى صوت ووجع،

وأن أرى صورتك القريبة،

ولست في حضني.


هنا، في هذا الفراغ البارد،

حيث كان لي وطن،

وفي هذا المساء الذي أثقل الهواء،

لن أطبخ الشوق الذي اعتادتْ يدي أن تطعمه لك،

ولن أتزين لعينيك التي أرى فيها فقط خيال الأمس.


لن أطعمك بيديّ الخوف من غد لا يجمعنا،

لن تسمعني الموسيقى،

ولن ترفعني أجراس أحلامك عاليا.


ولن تقطف التوت من عيوني المكحّلة بالغنج،

وتزرعه على شفتيَّ،

لأنّ الغياب جعلك أعمى

عن كلّ ما كان يزهر بيننا.


لن أؤرّخ هذه الليلة،

فهي ورقة تعيسة

ستسقط من شجرة عمري

كأوراق الخريف التي لم تعد تنمو،

ويجرفها تيار الوداع،

مثلك تماما… بعيد.


ولتبدأ سنواتك الجديدة

بما لم يطله عمري.


جميلة عبسي 

دبي جويلة 2025



"صخَبُ الغِيَابُ" بقلم الكاتبة فاطمة بنعمار/ تونس

 "صخَبُ الغِيَابُ"

قَالَ:

أيُّ الكواكِبِ قد تَساقطَ في يَدَيْكْ؟

أيُّ النُّجومِ تَسَلَّلَتْ لِتُقِيمَ فِي أَحْدَاقِ عَيْنَيْكْ؟

أَأَنتِ جَمْرَةُ غَابَةٍ

تَخْفَى وَتَشْتَعِلُ الخُطَى فِي كَفِّ ضَبَابٍ؟

أَمْ أَنْتِ وَمْضُ بَرَاقِعٍ

تَتَفَجَّرُ الأَبْوَابُ عِنْدَ بَهَاءِ مَوْجِكِ؟

هَلْ شَدَدْتِ جِبَالَ هَذَا العَالَمِ العَاتِي عَلَى قَامَاتِ خَصْرِكْ؟

أَمْ نَهْبْتِ مِنْ غَيْمِ الصَّبَاحِ

رِيَاحَ أَسْرَارٍ وَنَشْوَاتِ المَسَافَاتِ؟


قَالَتْ:

يَا رَاحِلاً فِي غَابَةِ الأَزْمَانِ...

أَنَا صَخَبُ الغِيَابِ، أَنَا هُتَافُ الرِّيحِ،

أَنَا أَنْثَى تَسْكُنُ الأَقْمَارُ جَبْهَتَهَا،

وَفِي كَفَّيَّ تَسْكُنُ أَنْهُرٌ تَحْتَ الرِّمَالِ،

أَنَا سَيِّدَةُ المَوْجِ الطَرِيِّ،

وَنَبْضُ صَهِيلٍ يَرْكُضُ الأَحْلاَمَ فِي صَدْرِي،

فَكَيْفَ تَسْأَلُ عَنِّي

وَأَنَا فِي كُلِّ دَهْشَةٍ جَوَابُ؟


قَالَ:

أيُّ السُّيُوفِ نَحَتْكِ مِنْ مَرْمَرْ؟

أيُّ الإِلَهَاتِ الفَرِيدَاتِ البَدِيعَاتِ ارْتَقَيْنَ

لِيَصْنَعُوكِ عَلَى مِقَاسِ النُّورِ؟

أَأَنتِ أُنْثَى كَامِلَةٌ،

أَمْ أَنْفَاسُ أُسْطُورٍ يُحَلِّقُ فِي دَمِي حَتَّى يَبُوحْ؟

سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الجَمَالَ لَهُ جَنَاحَيْنِ فِي جَسَدِكْ،

فَسَكَنْتِ نَصًّا يَكْتُبُ الأَشْوَاقَ فِي عَيْنَيَّ وَيَنْفَجِرُ النُّشُورْ!


قَالَت:

يَا صَاحِبَ الكَلِمَاتِ...

إِنِّي لَسْتُ أُحْجِيَةً تُفَكُّ بِحَرْفِ أَشْعَارٍ،

أَنَا جَمْرَةٌ فِي بَاطِنِ الأَرْضِ،

أَنَا نَارُ أَسْرَارٍ وَأَنْفَاسُ السَّرَابِ،

مَنْ يَلْمَسِ الجَمْرَاتِ يَحْتَرِقُ،

وَمَنْ يُحِبُّنِي... يَضِلُّ فِي دِيَاجِيرِ الجُنُونْ!

فَامْضِ إِنْ شِئْتَ...

فَإِنِّي أُسْطُورَةٌ أَبَتْ أَنْ تَكْتَمِلْ!"


فاطمة بنعمار/ تونس

رحلة ملهمة: نصير شمه يكتشف تفاصيل متحف نجيب محفوظ بتكية أبو الدهب بقلم الكاتبة الإعلامية دنيا صاحب – العراق

 رحلة ملهمة: نصير شمه يكتشف تفاصيل متحف نجيب محفوظ بتكية أبو الدهب


دنيا صاحب – العراق


القاهرة – بروح مليئة بالدهشة والبهجة، اطلع الفنان نصير شمه خلال زيارته لمتحف نجيب محفوظ، الذي يحتضنه مبنى تكية محمد بك أبو الدهب التاريخي بحي الأزهر، مشهدًا يفيض بعبق الزمن والذكريات.


تكية أبو الدهب تأسست عام 1187 هـ/1774 م على يد الأمير محمد بك أبو الدهب، أحد أمراء مصر آنذاك، حيث ضمت جامعًا وتكية ومدرسة، وسُجّل للمتحف في 2006 بقرار من وزارة الثقافة. بعد تجاوز عقبات الترميم والإجراءات الأثرية البطيئة، بدأ العمل الفعلي عام 2016، وتم افتتاح المتحف رسميًا في منتصف يوليو 2019.


يقع المتحف في قلب الأزقّة التاريخية التي شكلت مصدر إلهام مباشر للأديب العالمي نجيب محفوظ؛ حيث استلهم منها أفكاره وشخصياته الروائية ويتكون المتحف من طابقين رئيسيين:


الطابق الأرضي يضم قاعات للندوات، مكتبات سمعية وبصرية، مكتبة عامة، ومكتبة نقدية للأبحاث والدراسات عن نجيب محفوظ.


الطابق العلوي يشتمل على جناح الأوسمة والشهادات، متعلقات شخصية، أوراق بخط يد نجيب محفوظ، قاعة عرض سينمائي فضلاً عن قاعات تحمل أسماء من رواياته مثل: "الحارة"، "رثاء"، "أحلام الرحيل"، "أصداء السيرة"، "تجليات" و"نوبل".



وعند زيارة الفنان نصير شمه لقاعات المتحف، بدا متأثرًا جدًا بروح المكان وتفاصيله التاريخية، وقال:


"سعادتي كبيرة بصحبة المعمار حمدي السطوحي في هذه الجولة المميزة ولذة الاستكشاف."



وأضاف:


"هذا التجوال بين أروقة المكان منحني فرصة لاستشعار عبق الحكايات، واستحضار الأمكنة التي ارتبطت بعالم نجيب محفوظ حيث تتجلى ملامح حي الجمالية وأزقته في فضاء الأدب، لتصبح ذاكرة حية تختزن الزمن والمكان في وجدان الثقافة المعاصرة.



وفي دعوة ودّية لكل ذي شغف بالأدب والثقافة، وجه نصير شمه تحية حارة قائلاً:


 "أدعو كل المهتمين بزيارة متحف نجيب محفوظ والمبنى المهم الذي يحتضنه."






السبت، 30 أغسطس 2025

النجم الهارب بقلم الكاتبة فاطمة الجلاوي

 🖍️🖍️🖍️النجم الهارب🖍️🖍️

من ديواني باب خلفي على عتبات العالم الآخر 


كم من مرة قتلتني في دواخلك؟

 كم من مرة وئدت حضوري في سواكنك،

وكم من مرة حرقت خيالي في بواطنك؟

 أخبرني ما اسم مقبرة نسياني،

 وأين حنطت أوجاع فقداني؟

 يا تائها في بيدائي،

 كل ترهات الحب تبيد طغياني.

 أين أنا من كبريائك وطغيانك؟ حكايات وجع نجوم ساقطة

 تسافر بالأمنيات إليك

 هل تبصرني في مساءاتك الصاخبة حين ترقص زهور الوجد؟

 كم من مرة داعبت الأحلام بين ثنايا روحك

حين تغيب أناك المتعثرة في

المغيب؟

يا زهرة ربيع لم يكتمل..

أندية الصباحات تكلل الصمود

إلى متى ستكنز الصفاء

في كهوف العناد..

أروقة  وارفة تدلل العبور

إلى ضفاف الروح..

حيث لا حدود لكل الترهات.

هناك الأمسيات  صباحات سعادة

لا تنتهي..


فاطمة الجلاوي 

30 غشت 2025



الرسم بقلم الكاتب حكيم التومي

 والرسم


والرسم ربما لا يكون

من فراغ

وحتى الألوان قد تغدو

جنان

عوالم سحر وضياء

والرسم روح الأمل

ريشة ونور وفن

والرسم زيف حين 

يعتنق أنفاس العبث 

ينفخ في الأشكال فوضى

هادمة

والرسم كما البحور فيها

أغوار وأهوال

كما الأمواج في رباها

الزحف بين المد والجزر

والرسم أنغام تراقص الواقع

حين يلبس السواد

تهديه نفحات جنون جميل

كما الخرافات الرنانة والحكايات

الموغلة في الجدل وكفى


حكيم التومي 

تونس



مُعَلَّقَة الظِّلِّ والفَسيفساء ــــ شِعر: أحمد عزيز الدين أحمد

 مُعَلَّقَة الظِّلِّ والفَسيفساء

 ــــــــــــــــــــــــ

شِعر: أحمد عزيز الدين أحمد

ــــــــــــــــــــــ


في صَحارى الذاكرة،

تَسبَحُ الأنهارُ مقلوبةً،

ماؤها حِبرٌ أسوَدُ

يَكْتُبُ أسماءَ الأطفالِ

على أبوابِ المقابر.


غزّةُ،

امرأةٌ من زجاجٍ ملوَّن،

كُلَّما ضَرَبَها القصفُ

تَحطَّمَتْ إلى آلافِ المرايا،

لكنَّ كُلَّ مِرآةٍ

تعكسُ وجهَ شَهيدٍ جديد.


يا أرضَ الزيتون،

أيُّ نَبيٍّ خَبَّأ سرَّهُ في تُربتِك؟

كلَّما مَسَّكِ الرصاصُ

أزهرتِ بالدمِ القاني،

وصارتْ جذورُكِ

سُيوفًا خضراءَ

تُقاتِلُ في عروقِ الأرض.


إسرائيلُ…

تُدَوِّنُ تاريخَها بالحِصار،

تَغزلُ خُيوطَها من جثثِ الطفولة،

وتَخطُّ حدودَها

بمَحابرِ الدموعِ

وأقلامِ البارود.


والعالمُ…

مسرحٌ من كراسي صامتة،

يُصفِّقُ للقاتلِ بالأعينِ الزجاجيّة،

ويبيعُ للضحيةِ صكوكَ صبرٍ

مزخرفةً بختمِ الخُذلان.


لكنَّ فلسطينَ…

عصفورٌ يَرقُصُ على سلكِ الشوك،

يرتِّلُ آياتِ الرفضِ،

يُرتِّلُ أذانًا من جَراحه،

ويُهَدْهِدُ صراخَه باليقين.


ها هو البحرُ،

أزرقٌ كأحلامِ يتامى غَزّة،

يُطْعِمُ الموجَ قلوبًا محروقة،

ثم يَغنّي:

"مَن أرادَ العَدالةَ،

فليستَمِعْ لِلصَّمتِ

حينَ يَنهضُ من تُرابِ الشهداء!"


في الليلِ،

الأرضُ تُبدِّلُ جلدَها،

تُرتدي قُبَّعةً من قمرٍ جريح،

وتُعلِّقُ على صدرِها نجمةً فلسطينية

أكثرَ بريقًا من كلِّ سُقوفِ السماءِ.


القدسُ…

حَجرٌ يَبكي،

وحائطٌ يُصلِّي بدموعٍ غَيرِ مرئية،

ومآذنُ ترتفعُ كأصابعٍ

تُشيرُ إلى السَّماءِ:

"لن تَصمُتَ الأرضُ،

ولن تَنهزمَ الحجارةُ."


وهناك،

في عُمقِ الليلِ،

فَتى يَحملُ حَجَرًا أكبرَ مِن قلبِه،

يرميه نحوَ دبّابةٍ،

فيتفتَّتُ الجُرحُ إلى أجنحةٍ،

ويُحلِّقُ الدمُ إلى أعالي الغيوم.


يا فلسطين،

يا أنشودةَ الرُّوحِ

في زمنِ البَشاعة،

ستبقينَ نَجمةً سريالية،

تُضيئينَ على جدارِ العالم

سطرًا أزليًّا:


"هُنا يَنهَضُ الحُلمُ

رَغمَ أنيابِ الرّصاص،

وهُنا يَكتُبُ الدَّمُ قَصيدتَهُ

حينَ يَصمُتُ الكَون."


                    بًقُلَمً / أّحًمًدٍ عزيز أّلَدٍيِّنِ أّحًمًدٍ 

                                    ،،،،،  شاعر الجنوب



هــــجــرة الـــمــوت بقلم الشاعر محي الدين الحريري

 إلى أولئك الذين يهاجرون دون سبب وبلا حيطة!!

هــــجــرة الـــمــوت


أرىٰ الأطفال  يقذفُ بهمُ  اليمُّ..

                      فأشعرُ بالأسىٰ يقد قلْبى بسكيـنٍ

فأضمُّ كلَّ  طفلٍ   في   وطني..

                      إلىٰ صَدري بقلبٍ يغصُ بـالحنيـن

كيفَ لآبائهم أن  يَركبوا  البحرَ..

                      طلباً لـرزقٍ يسعونَ لـه كالمَجانين

أسْموها هِجرة ككلابٍ مسعورةٍ..

                       ملؤوا البحر طلباً للمال بـيقـينـي

يطلبونَ حياةً رغيدةً دونما  تعبٍ..

                     يهجرونَ أوطانا ولدتهم من سِنين

يلفظهمُ البحرُ ولاحسرةً عليهم..

                     إنما الأطفالُ  باي شـرع وأيَّ ديـن

يلقونَ بهم في  مَعركةٍ  زغب..

                    لاريشَ لهم كالوردِ هـم كالرياحيـنِ

لكمُ  الله  يومَ  حشرٍ    علىٰ..

                    مااقترفتمْ بحقِ الوردِ والـياسميـنِ


                                     محي الدين الحريري



بقايا نبض… / قصة قصيرة ليلى عبدالواحد المرّاني

 بقايا نبض… / قصة قصيرة

 ليلى عبدالواحد المرّاني 

ما يزال الأرق اللعين يمارس لعبته الخبيثة معها، تغطّي رأسها؛ تجده متربّصاً لها يضحك ساخراً تحت الغطاء، أصبح سوطاً بيد مجنون، يجلدها متلذِّذاً كلّ ليلة، وحين لا تجد مفرّاً سوى أن تستسلم؛ تهاجمها قوافل ذكرياتٍ تحاول نسيانها.. تشعر بحياتها مملّةً اقرب إلى اللاجدوى، تحاول أن تستعيد نفسها، تبعثر نظراتها في أرجاء غرفتها الصغيرة؛ فتطالعها صورة بيتها الواسع وحديقته الغنّاء، وزوج تركها وثلاثة أطفالٍ ورحل مبكّراً، تطلق حسرةً على أيّام عزّ مضت.

أمامها مرآةٌ ساخرةً تعكس وجهها الكئيب، وثمة كتب منسيّة وشمعة خضراء تآكل نصفها، هديّة زوجها في آخر ذكرى زواج لهما قبل رحيله… تتطلّع مليّاً في صورةٍ لها بالأبيض والأسود، معلّقةً على الحائط، تنهض وترفعها، تمعن النظرفيها ثمّ إلى وجهها في المرآة، يشهق جسدها متحسّراً.. " ياألله!.. كم تغيّرتُ، أين ذلك العنفوان وتلك النضارة؟ "

تسرح بعيداً بأفكارها، ثمّ تعاودها فكرة راودتها منذ حين، سمعت ابنتها وصديقتها تتحاوران..

- لا أدري ماذا أفعل بملابس والدتي وأغراضها الأخرى .... تقول الصديقة

- ابعثيها إلى الجمعيّات الخيريّة... تقول ابنتها

- والصور؟ هناك المئات من الصور القديمة.

- أحرقيها...

- كيف؟  قلبي لا يطاوعني، صورنا أنا وأخوتي حين كنّا صغاراً، صور للعائلة وللأجداد... هههه، وأجداد الأجداد..

تضحك ابنتها….

- اعرضيها في المتحف 

- أتسخرين؟

- وماذا عسايَ أقول؟ أنا مثلكِ حائرة….هل نسيتِ أنّ أمّي هي الأخرى في أيامها الأخيرة؟ ماذا سأفعل ولديها مئات الصور وأشياء اخرى تخصّها؟

تبتلع ريقها علقماً، تتحسس بطنها الذي يحمل قنبلةً موقوتة لا تدري متى تنفجر وقد هدّها المرض الخبيث،

تجول دموع في عينيها، تتذكّر صندوقها الذي استحال لونه إلى تراب، تمدّ يدها تحت السرير، تكاد تسقط.. وبكلّ جهدها المتخاذل ترفعه.. " العمر يمضي مسرعاً خطاه…"

تختنق بغصّة طعمها موت ومرارة...

.." ماذا سأترك لأولادي؟ لا شيء غير هذا الصندوق العتيق ومئات صورٍ لا تهمّهم بشيء.."

تنشرها على فراشها، صور عائلية قديمة فقدت ألوانها، وتآكل بعضها، كانت قد أرشفت معظمها حسب تواريخها وشخوصها، يخترق سمعها صوت ابنتها من جديد وهي تضحك ساخرةً "

اعرضيها في المتحف ..." 

فيضحك صوتٌ في المرآة، " نعم، ماذا سيفعلون بها، هم يؤرشفون أيامهم وأعيادهم وحتى ضحكاتهم على أجهزتهم الذكيّة، لم يعد للصور الورقيّة حيّز في عالمهم الذي يلهث وراء كلّ جديد.. سيتخلّصون من هذا الإرث الثقيل.."

- كيف؟..

- يحرقونها.. يهبونها إلى الجمعيّات الخيريّة مع ملابسك وبقايا عطورك.. أو ربما...

- ربما ماذا؟.. ينشب خلاف بينهم بسبب هذه الصور اللعينة؟ إذن سأعفيهم من هذه المهمة الصعبة، سامزّق الصور وأحرقها… 

تفتح ظرفاً بعد الآخر، تتأمّل ما بداخله، تتوقّف طويلاً عند ظرفٍ كبيرمتخم بصور أولادها… هذه ندى وهي تتأرجح بخطواتها الأولى... وميض،عائد من المدرسة ببدلته الزرقاء في يومه الدراسيّ الأول، وهذه تينا حبيبتي تخطو أولى خطواتها… ويقع نظرها على صورةٍ تلهب مشاعرها، أوّل يوم في بيتهم الجديد، محتضنةً أولادها وزوجها يقف خلفهم يحتضنها بحبّ..

 تناثرت حبّات دمعٍ ساخنة فوق الصورة؛ مسحتها بشفتيها..

الظرف الآخر، وفيه صورها في الجامعة، تتأمّلها الواحدة بعد الأخرى... آه… كزهرةٍ بريّة جميلةٍ كانت، تحوم حولها أسراب النحل، ترتسم على وجهها ابتسامةُ طفلة حين تذكر كيف كانت تتعمّد إظهار مفاتنها في الصور، كي تثير غيرة صديقاتها، ورغبة الذكور فيها.

يعود من جديد ذلك الشعور الذي سيطر عليها ويشعرها بالعدم، الخطوات تسارع بعضها إلى محطتها الأخيرة. بيدٍ مرتجفة، تخرج صورته… ياااااه، كم من العمر مضى منذ أن أطلق الحبيب ساقيه للريح حين سمع قرقعة سيوف الأهل وخناجرهم، معلنةً رفضه زوجاً لها!

ما يزال بعض نبضٍ في القلب يهفو إليه، تحمل الصورة، تضعها على موضع القلب…  بحركاتٍ مرتعشة بطيئة ترقص معه…  تدور الغرفة بها، وتدور معها، تطبق جدرانها عليها، فتسقط…  تجدها ابنتها في الصباح ممدَّدةً على الأرض، وشظايا صور ممزّقة تحيط بها...



البَرُّ بقلم الشاعر محمد جعيجع

 البَرُّ :  

............................................. 

 خَرَجتُ فِي نُزهَةٍ صُبحًا وَوَالِدَتِي ... 

وَوَالِدِي آخِذًا إِعجَابَنَا البَرُّ 

جَوُّ السَّمَاءِ مَاتِعٌ وَالأَرضُ وَاسِعَةٌ ... 

بِالخَيرِ جَادَ عَلَينَا الخَالِقُ البَرُّ 

أَبِي وَأُمِّي يَدعُوَّانِ رَبَّهُمَا ... 

بِالخَيرِ لِي وَبِأَن يَرعَاهُمَا البَرُّ 

............................................. 

البَرُّ : اليَابِسُ مِنَ الأَرضِ 

البَرُّ : مِن أَسمَاءِ اللهِ تَعَالَى 

البَرُّ : الصَّالِحُ التَّقِيُّ 

............................................. 

محمد جعيجع من الجزائر  - 15 أوت 2025م



الناسُ معادنُ بقلم الكاتبة مسعوده مصباح / الجزائر

 الناسُ معادنُ


لا تهدِد أحدآ بما لديكٓ

فكل إناء بما فيهِ ينضحُ


لا تجعل كلامكٓ قصيدة ذمٍ

فاهلُ  الكرامة  لا  ترضٓخُ


لا ترمي الكلامٓ سبآ جزافاٌ

كن بين الناس الصادقُ الواضحُ


الدينُ معاملةُ و حسنُ الخلقِ 

طريقُ  مستقيمُ .... صالحُ


كم من درسٍ علمتْنا الحياةُ

و كم من صفعةٍ كانت افصحُ


هناك من بحبِ الناسِ غنيُ

ذو رؤية حكيمُ ... فالحُ


لا تحسبنٓ أن القوة مالُ

أو سلطة أو حكمُ فادحُ


الناسُ معادنُ اينما كانوا 

قبيحُ مجرمُ و خلوق صالحُ


الحياة عملة ذات وجهين ِ

هذا صالح و ذلك طالحُ


هذه الأيام بيننا ما عشنآ

شرير حقودُ و طيبُ متسامحُ


مسعوده مصباح / الجزائر



** (( صديقي عاطف عطوف)).. قصّة: مُصْطَفَى الحاجّ حُسَيْن.

 ** (( صديقي عاطف عطوف)).. 


قصّة: مُصْطَفَى الحاجّ حُسَيْن. 


(عاطف عطوف) صديقي الجديد، هو ابنُ حارة (وليد)، وكان (وليد) يعرفه، ويعرفُ أهلَه قبلِي، لكنَّه لا يحتكُّ به، بل يرفض التعرُّفَ عليه، لأنَّ (عاطف) كان منبوذًا من قِبَلِ أهلِ الحارة، وجيرانِه، وأصحابِ المحلّات، والدّكاكين، والورش، والشباب، الذين هم في عمرِه، ومن كانوا بمستواهُ التّعليميّ.


وقد ساهم والدُه المختلُّ عقليًّا في تشويهِ سمعتِه، وبثِّ الكُرهِ في قلوبِ النّاسِ تجاهه.


تعرّفتُ عليه، وهو في السّنة الثّانية من كُلِّيّةِ الحقوق، بجامعةِ دمشق (إذ لم تكن كليةُ الحقوق قد أُحدِثَت بجامعةِ حلب بعدُ).  

كان يكبُرني بسنةٍ - على ما أعتقد -، مثقّفًا، يكتب القصّةَ القصيرة، ولديه مكتبةٌ غنيّة، وهامّة، ورائعة، ويهتمُّ بالموسيقى، والفكر، والسّياسة.


لديه أصدقاءُ مختلفون عن شلّتنا، من حيثُ الاهتمامِ بالثّقافة، والفكر، والسّياسة، والمواهب، والمعرفة.  

وكان على رأسهم: (مصباح، ومروان، وسومر) .  

وقد تعلّقتُ أنا بـ(مصباح منير)، فهو يفوقُ (عاطف) في الثّقافة، والفكر، والسّياسة، ويُجيد اللغة التّركيّة، واللغة الكرديّة، ويقوم بالتّرجمة، ويدرسُ في كلّيّة الاقتصاد.


على مضضٍ، ومجاملةً لي، تقبّل الأصدقاءُ انضمامَ (عاطف) إلى مجلسنا، سواءٌ في منزلي، أو منزل (وليد).  

أمّا هم، فلم يُقدِموا على زيارته في بيتِه، رغم اعترافهم بسعةِ ثقافتِه، وتَمكُّنه، وقدرتِه البارعة على الجدل، والمناقشة، والحوار المستفيض.


وكان أخي (سامي)، خلال عُطلته ومجيئِه من (عين العرب) إلى بيتِنا في (حلب)، خصمَه الأوّل في مخالفتِه للرّأي، والفكر، والتّوجّه الفلسفيّ.


كان (عاطف) مرفوضًا، وغير مرغوبٍ بصحبته، لا أحد من شلّتنا يرحِّب بصداقته.. أخي (سامي) يرفضه، على أساسٍ فلسفيّ أو فكريّ.. وصديقي (وليد) وبقيّة الأصدقاء، كانوا يرفضونه بسبب سمعته السّيئة التي سبقته إليهم.. ينظرون إليه على أنّه مُلحِد، وكافر، وشيوعيّ قذر.. وبشهادة أبيه.


حدث أن وقف (عاطف) مع بعض شبّان حارته، وبدافع حماسته، ورغبته في تغيير العالم من حوله، أخذ يُناقشهم، ويسخر من عاداتهم وتقاليدهم البالية، ثمّ ارتفعت لديه وتيرة الحماسة والانفعال والثوريّة، فهتف يسألهم:


- قولوا لي، أين الله؟!.. بل من هو الله؟!.. ومَن خلقه؟!.. وماذا كان قبله؟!.. ومَن سيكون بعده؟!


وجنّ جنون الحاضرين، فراحوا يُسكتونه، ويستغفرون الله، وأخذ البعض منهم يشتمه، ويسبّه، ويلعنه، وتجرأ آخرون على ضربه، وطرده من بينهم.. فهرب منهم، وصعد إلى بنايته، ومنهم مَن قام بملاحقته، والصّعود إلى باب شقّة أهله، وطرقوا الباب، فخرج عليهم والده، المشوَّش العقل، وقالوا له:


- ابنك كافر.. زنديق.. ملحد.. مرتدّ.. شيوعيّ.. يستحقّ القتل.


وهكذا تمّت فضيحة كفر (عاطف) في الحارة، وانتشر صيته في الحارات المجاورة.. وهناك من صار يحتقره، ويزدريه، ويمقته، بل تعدّى الأمر إلى معاداته، والاعتداء عليه في الشارع.


وكان أبوه غاضبًا عليه، يحاول ألّا يرى وجهه.. و(عاطف) أساسًا كان منعزلاً عن أهله، في غرفةٍ مستقلّة، تقع فوق غرفة أبيه.. وأخته، معلّمة المدرسة، المتزوّجة من مدير (معهد الفنون الجميلة)، الذي كان (وليد) منتسباً إليه، كانت مستأجرةً من أبيها شقّة، مقتطعٌ منها غرفة لـ(عاطف) بلا *مرحاض*، ممّا يجعله مضطرًّا، حين يشعر بالضّيق، للنزول إلى شقّة أهله، ليفكّ زنقته.


كان والد (عاطف) في حالة غضبٍ وانزعاجٍ من ابنه (عاطف)، الذي اشتكى منه أهل الحارة، والجيران.. وبسببه أيضاً، صارت عائلته عرضةً للتّهكّم، والسّخرية، والاحتقار، والكره، والقرف، بل والاشمئزاز، والعداء الواضح، الظّاهر والمُعلَن.


وبعد صلاة العشاء، في جامع (سعد بن أبي وقاص)، وعند خروج المصلّين، تقدَّم (أبو عاطف) من (فضيلة الشّيخ)، إمام المسجد، واستوقفه بقوله:


- أتسمح لي، سيّدي الشّيخ، بسؤال؟  


توقّف الشّيخ، ذو اللّحية الكثيفة، الضّاربة إلى البياض والاحمرار، مع شيءٍ من الاصفرار حول الشفتين والشّوارب المحفوفة بعناية، وتحت الفم الخرب من الأسنان قليلاً، وقال:


- تفضّل يا حاج، هيا اسأل.


وكان والد (عاطف) متوتّراً، حائراً، قلقاً، منقبض الوجه، فقال:


- (شيخي)... عندي سؤال هام وضروري، أتمنّى أن أعرف جوابه منك، فأنت أعلم منّي في الدّين، وأفهم... ولهذا استوقفتك، أسألك، فاعذرني، وسامحني إن أخذت من وقتك الثّمين.


ابتسم الشّيخ، وعدّل قبّعته الفضّية على رأسه، وهمس بوقارٍ مصطنع، وقال:


- تفضّل يا (حجي)... قُل ما عندك، فأنا أستمع إليك.


تشجّع (أبو عاطف)، والتفت حوله، قبل أن يقول:


- (شيخي)... عندي ولد، طالب جامعي، يدرس الحقوق... كان من أتقى الشّباب، لكنّه منذ فترة، بدأ يتغيّر، ولم يعد يعترف بخالق الكون!.. *استغفر الله العظيم*، صار شيوعيّاً، يدعو للإلحاد والكفر، وعدم إطاعة الله ورسوله، وأنا، منذ أن ذهبت إلى (الحج)، وزرت (الكعبة المشرّفة)، صار يحضر عليّ في كلّ ليلة، عند صلاة الفجر، سيّدُنا وحبيبُنا، عليه أفضل صلوات الله وسلّم.


فدمدم الشّيخ، القابض على سبحته:


- عليه الصّلاة والسّلام.


وتابع (أبو عاطف) الكلام:


- ولكن يا (شيخي)، توقّف مجيءُ الرسول، عليه السّلام.. لم يعُدْ يحضر عليّ، منذ عدّة أيّام، وهذا ما يُؤلمني، ويُزعجني، ويُضايقني.. ولهذا، أنا أريد أن أسألك: هل يكون السبب هو ابني، المغضوب، في هذا الأمر؟!.. فهو ينام في غرفة فوق غرفتي.. وكيف للنبي، أن يهبط وينزل إليّ، وابني الشّيوعيّ يقف عائقاً بيني وبين سيّد البشريّة، عليه الصّلاة والسّلام؟!.


وارتفع صوته أكثر، وتضاعف توتّره، فأخذ ينشج بشدّة ومرارة، ويهتف:


- مؤكّد يا سيّدي (الشّيخ)، ابني الضّال هو السّبب في هجران رسول الله لي.. فماذا أفعل به؟!.. هل أطرده من بيتي؟ أم أذبحه كالنعجة؟.. أم لديك طريقة ما لإنقاذه من ضلالته، وإنقاذي من ذنوبه الفظيعة؟!..


قال (الشّيخ)، وعلامات القرف والاشمئزاز بادية على ملامح وجهه المتجعّد:


- أعوذ بالله من ابنك هذا.. وكان الله في عونك يا أخي.. ابنك هذا بحاجة لمعالجة، وكتابة (حجاب)، تعويذة وحماية.. وبسرعة، قبل فوات الأوان.. يا لطيف! من هذا الجيل العاق!.. استغفر الله العظيم.


وانهمرت دموع (أبو عاطف)، وبلّل الدّمع لحيته المخضّبة بالبياض، وهتف:


- أرجوك يا (شيخي).. أنا أريد أن يعود (الرّسول) الكريم للحضور إلى غرفتي، كما كان في السّابق.. وابني هذا الكافر لا يعنيني، ولا يهمّني.. لولا تدخّل أمّه، لكنت طردته من بيتي منذ زمن بعيد.


قال (الشّيخ)، وقد تفتّحت عيناه، بعد أن مسح عنهما (العمص):


- لك هذا.. تكرم يا (حاج)، ولكن هذا الموضوع مكلف لك.. فهل عندك القدرة الماليّة؟ وهل أنت مستعد للدّفع يا (حجّي)؟.. وأنا أتعهّد لك أن يحضر عليك سيّدنا (النّبي) مرّتين في اليوم الواحد.


وكان بعض الذين خرجوا من (الجامع) قد التفّوا حول (شيخهم)، يريدون التحدّث معه لأمور تخصّهم، فتابع (الشّيخ) قوله:


- أنت تعرف بيتي.. تعال إليّ لكي نتفق.


وبعد أن انتصف الليل، وكان (عاطف) في غرفته يذاكر للامتحان النّصفي، الذي اقترب.. فجأة شعر بانقباض حادّ في أحشائه، فرمى الكتاب من يده، وأسرع ففتح الباب، وهبط الدّرج، دقّ باب أهله مستعجلاً، ووقف ينتظر فتح الباب.. وندم لأنّه لم يحمل معه المفتاح، الذي تركه في غرفته.. وخُيّل إليه أن وقتاً طويلاً قد مرّ، وهو واقف ينتظر، وحين حرّك يده ليعاود الدّق، فُتح الباب، وبرز في وجهه والده، في قميص (الفانيلا) و(تحتانية البيجاما)، فوقف في وجه ابنه، ليعيق دخوله، ويقطع الطّريق عليه..


فقال (عاطف) بعجلة:


- مساء الخير يا بابا.. اسمح لي أن أدخل.. أنا مستعجل.. لأنِّي متضايق.


قال هذا، ووضع يده على بطنه، ليفهم والده قصده.


لكنّ والده استمرّ في وقفته تلك، مصرّاً على منع ابنه (المزنوق) من الدّخول إلى بيته، لِيَدخل (المرحاض)، فمدّ يده ليزيح أباه عن طريقه.. لكنّ والده استطاع أن يتمسّك بدرفة الباب، ويتمركز خلفه بقوّة.. و(عاطف) في حالة يُرثى لها.. هو غير قادر على العراك مع أبيه، ليدخل البيت عنوة.. اكتفى بالقول، بصوت يشبه التّرجي والتّوسل:


- أبي...


فدفعه أبوه بصدره، وصاح مهتاجاً:


- لا دخول لك لبيتي يا كافر! اذهب، لعنك الله!


وجد (عاطف) أنّ من الأفضل له أن يترك أباه، وينزل إلى الشّارع، ليبحث عن حلّ سريع، ينقذه ممّا هو فيه.. فترك أباه متمسّكاً بباب منزله، واتّجه يهبط الدّرج بسرعة، وذهنه يعمل ويفكّر:


- أين أذهب؟!.. لم أعد أحتمل.. أنا متضايق جدّاً.. الخوف أن أعملها تحتي، على نفسي.. يا للفضيحة، يا أستاذ (عاطف)، هذا موضوع يصلح لكتابة قصّة قصيرة، عنوانها: (البُراز).. نعم، سيكون عنواناً لمجموعتي القصصيّة.. ولكن الآن، أين عليّ أن أذهب؟!.. فَكّر بنفسك الآن، وفيما بعد، فكر بكتابة القصّة، التي ستفضح بها أباك، الظّالم، والمتخلّف، والقاسي القلب.


وحين صار في الشّارع، وقف وتلفّت وفكّر:


- من أين أذهب؟!.. الجامع الآن مغلق، ولا يمكن الدّخول إليه.. سأذهب من هنا، إلى الطّرف الآخر.. هناك، في أرض (العجم)، توجد كومة أحجار.. وهناك، في العتمة، سأختبئ خلف الأحجار، وأفعلها.. الحمد لله أنّ الوقت ليلٌ، والسّاعة تجاوزت الثانية عشر، والسّماء توشك أن تمطر، والعابرون قلّة، في هذا الوقت، وبمثل هذا الجوّ الشتويّ.


كان يُسرع في خطواته، ومن ينظر إليه من الخلف، كيف يمشي، يدرك من يراه، أنَّ هذا الشّخص ليس بالطّبيعيّ.. وحين اقترب، وجد السّمان (أبو علي) ما زال فاتحاً دكّانه، وعنده أكثر من ثلاثة شباب.. (اللعنة!.. أين أذهب؟!.. لمن ألجأ)؟!. 


في هذه اللحظة، كنتُ أنا قد غادرت السّهرة من عند صديقي (وليد)، ومررتُ بالقرب من (عاطف)، وكنتُ لا أعرفه، ولا تربطني به صداقة أو معرفة، وخاصة في هذا الليل المظلم، لذلك عبرتُ، دون أن أنتبه إليه. وبعد أن تجاوزته بعدّة خطوات، سمعته يهمس:


- مرحباً يا أخ...


توقّفت، تلفّتُّ، نظرتُ إليه مستطلعاً:


- أهلاً وسهلاً، أخي.


تقدَّم منّي أكثر، بالكاد لمحتُ وجهه، على بصيص الضّوء المنبعث من النّوافذ المغلقة.. وخُيِّل إليَّ أنّني أعرف هذا الوجه، أو قد صادفته من قبل...


- من فضلك... هل أستطيع أن أطلب منك طلباً؟  


لا أعرف إن كان استطاع أن يلمح ابتسامتي في الظّلام، فقلت:


- تفضّل، أنا في خدمتك.


قال، وكلّه حياء وارتباك:


- أنا متضايق... هل تسمح لي أن أدخل بيتك... وأدخل إلى (دورة المياه)؟  


فاجأني طلبه هذا، ولكنّي أسرعت لأقول له:


- تفضّل، أهلاً وسهلاً... بيتنا هناك، بعد ثلاثة بيوت.


طرقتُ الباب بعجلة، ففتحت أختي، دخلتُ خطوتين، وطلبتُ منها أن تفسح لنا الطريق، فصديقي سيدخل إلى (التواليت).


وعلى الفور، أدخلته، وأشعلتُ ضوء غرفتي المنعزلة عن بقيّة الغرف، وطلبتُ من أختي أن تُحضّر لنا الشّاي، بعد أن دخلتُ وصديقي إلى غرفتي.


وبعد أن خرج وتنفّس الصّعداء، وغسل يديه في المطبخ، ابتسمتُ له، ورحّبتُ به من جديد...


فشكرني، وهو يهمّ بالمغادرة، فدعوته إلى دخول الغرفة، وحاول أن يعتذر، فالوقت متأخر وغير مناسب... وأمام إلحاحي، دخل.


- أنا أعرفك... أنت صديق جارنا (وليد) في الحارة.


قلتُ:  

- وأنا رأيتك مرّاتٍ عديدة، في الحارة، وأنا نازل من أمام بنايتكم، وذاهب إلى موقف (الباص).


قدّمت له سيجارة، فأخذها قائلاً:

 

- آسف، لم أحمل معي علبة سجائري... ولكن لعلّك تسأل نفسك عن هذا الذي حدث؟! ولماذا لجأتُ إليك؟


- لا... عادي... أهلاً وسهلاً بك.


وضحكت، وأنا أكمل كلامي: 


- فرصة سعيدة... فقد تعارفنا.


فانفجر ضاحكاً، وهو يهتف:


- فرصة سعيدة تعارفنا؟! ما أجمل هذه المناسبة، التي لن تُنسى... على أيّ حال، سأقصّ عليك حكايتي فيما بعد.*


  مصطفى الحاج حسينِ.



رثاء صديق بقلم الكاتب المنصوري عبد اللطيف

 مهداة لروح فقيدنا: الأستاذ الروينو محمد 

******رثاء صديق****

بالأمس

كان هنالك

كان معنا

نحدثه

نسمعه

اليوم

واريناه التراب

اتعضوا

فهادم اللذات

قادم

انتبهوا

استعدوا

اعدوا العدة

فالموت قادم

قادم

الآن،،،،،

غذا....

سنرحل فرادى

جماعات

سنهجر الاهل

سنترك المال

والبنون

سنعود عرايا

كما ولدنا

كلنا إلى زوال

جميعنا نسير

نحو قدرنا

المحتوم

وداعا 

أستاذنا 

غيبك الموت

جسدا

لكنك ستبقى

في قلوبنا مابقينا

على قيد الحياة 

ستظل حاضرا

 بأعمالك

سيرتك

اخلاقك

نبراسا لنا

قدوتنا

أستاذنا

نم مرتاح البال

هانئ الضمير

فقد اديت رسالتك

وقمت بدورك

أديت أمانتك

على أحسن وجه

المنصوري عبد اللطيف

ابن جرير 30/8/2025

المغرب



- أقبلَ الصَّيفُ كئيبًا - شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل – فلسطين -

 -  أقبلَ الصَّيفُ كئيبًا  -


( هذه القصيدة  قديمة كتبتها في  بداياتي الأولى  وأنا لم أتجاوز ال 15  سنة من العمر..وقد أضفت لها بعض الأبيات الجديدة وأنشرها الآن لأول مرة )

شعر :  الدكتور حاتم  جوعيه  -  المغار -  الجليل – فلسطين -


عُمرُنا      يمضي     خَبَبْ        عيشُنا     أضحَى     صَخَبْ


أقبلَ      الصَّيفُ       كئيبًا         حاملا        دمعَ       التَّعَبْ


قد     بدَا    اليأسُ     بوجهٍ         ساطعٍ      منهُ       الغضَبْ


واصفرارٌ           وَشُحوبٌ         وَهجيرٌ                وَسَغَبْ


ساهِدٌ      أضناهُ      خطبٌ          ذابَ       همًّا      وَوَصَبْ


إنَّ     للصَّيفِ     احتضارًا         وَحياةً                  تُرتقَبْ


تنضجُ    الأثمارُ         فيهِ          من        نخيلٍ       وَعنبْ


ينضجُ         اليقطينُ       والشَّمَّامُ         يبدو          كالذهبْ


ولياليهِ                 قصارٌ          وبها       يحلو      الطرَبْ


يسهرُ      العُشَّاقُ      فيها           وَسيزدادُ               العَتبْ


يسطعُ      البدرُ      خلوبًا          وَحيُ       شعر        وأدَبْ


ونجومٌ             كالدّراري        سرُّهَا        كم       يُحْتسَبْ


لم    تبُحْ   عن   أيِّ    كُنهٍ        هي     تجري     في    خَببْ


ونرى     البحرَ     شرودًا          وَبموج               مُقتضَبْ


هو        عنوانُ        حياةٍ         ... وَفناءٌ               يُرتعَبْ


 


 


 أقبلَ      الصيفً     حزينا         حاملا        دمعِ      التّعبْ


حاملا        دفئا        وَحُبًّا         لوجودٍ       من         لهبْ


إنَ       للصيفِ       شجونًا         ووعودًا               تُرتقبْ


تكثرُ     الرحلاتُ      والنز        هاتُ         فيهِ        تُطّلبْ


لا      غيومٌ      لا     سديمٌ        لا        نجومٌ        تُحْتجَبْ 


وَيطولُ    اللهوُ    ثمَّ     ال        شّدْوُ    من    دونِ     شَجَبْ 


فيهِ        نزدادُ       انطلاقا       والأماني                 تُنتدَبْ


كلُّ        مجدٍ         بكفاح          كلُّ         نصر      يُكتتبْ


كلُّ    يومٍ     سوفَ    نحيا         هُ         ليومٌ         مُكتسَبْ


كلُّ       عشقٍ       عفويٍّ          زائرٌ         دون        سَبَبْ


كلٌّ    حقٍّ     سوفَ    يعلو        كانَ         دومًا       مُنتهَبْ


كلُّ      مجهولٍ       سيأتي        ونرى       فيهِ        العجَبْ


نحنُ   في   الدنيا    كطيفٍ          كلُّنا         نفسُ     المَطبْ 


نحنُ      للتُّربِ        نزولٌ         ستُوارينا              التُّرَبْ


إنّما       الروحُ       ستحيا         وَجسُومٌ               للعطبْ


إنَّ     روحي    في     سُمُوٍّ        فوقَ    كون    من    شَغَبْ


لا    أريدُ   الأرضَ    دارًا         جنَّةُ        الخُلدِ       الأرَبْ


أنا     أحيا      في      بلادٍ          وأراني              مُغترَبْ


نابضٌ      بالحُبِّ      قلبي         والمُنى       لم       تُسْتَجَبْ


إنَّني       غرِّيدُ       شعبي         صرحُ       فنٍّ       وَخُطب 


شاعر     الأوطانِ     قالوا         إنهُ           نعمَ         اللقبْ


خالدٌ      شعري      ويبقى         هُوَ       ديوانَ        العَرَبْ  إنَني       النهرُ        عطاءً         دَفقُ     فنِّي     ما    نضَبْ


نزفُ    قلبي     كلَّ    حُبٍّ        وَحُبور ٍ        قد        وَهَبْ


إنّني         رمزُ        كفاح       وليَ       المجدُ        انتسَبْ


إنَّني    مع      كلِّ     مظلو       مٍ         وَشعبٍ        يُنتكَبْ


شبحُ        الموتِ     تلاشى      هُوَ     منِّي       قد     هرَبْ


كم     ورودٍ    هي    تذوي        وحُقوق ٍ              تُغتصَبْ


رحلَ   العدلُ    وغابَ   ال        سلمُ       وأرضٌ      تُنتهَبْ


وأرى     في    كلِّ    رُكنٍ        شبحَ     الموتِ       انتصَبْ


واقعٌ       صعبٌ        أليمٌ         قالَ      هذا     ما      كذبْ


لم        يُجَسِّدْهُ         كلامٌ        وَبشعر ٍ        أو        خُطبْ


فتلاشى       كلُّ        خير ٍ        كلُّ          أمر ٍ        انقلبْ


وغدا       المَسْخُ     زعيمًا       أصبحَ      الرأسَ       الذنبْ


أصبحَ       اليومِ        أديبًا       كلُّ      من      هبَّ     وَدَبْ


ونوادي     الإفكِ       تبقى        للمخازي               تُنتخَبْ


أكرمُوا       كلَّ      وضيع        كلَّ         مسخ ٍ      مُجْتنَبْ


أبلهٍ         يخلطُ        شَعْبا        نَ     بحُمق ٍ    مع     رَجَبْ


وحمارٍ       يرفعُ       المَجْ        زومَ  ...  والجرَّ       نصَبْ


عالمٌ      أضحى      جحيمًا       شرقُهُ       أمسى      كغربْ


حولنا    الشرُّ ..غرابُ   ال        بينِ     فينا       قد      نعَبْ


والسّواقي      في     وُجومٍ       طائرُ       الشَّوقِ      انتحَبْ


كم     جحيم      قد   عبرنا      ... وعلينا        قد       وَجَبْ           


رغم   عسفِ  الليلِ   يبقى        كلُّ           حلمْ        مُرتقبْ


رغم       أهوالِ    الدياجي        موعدُ      الفجرِ       اقتربْ


وغدًا       يندحرُ       الشَّرُّ        وينزاحُ                 الكرب


يتلاشى       كلُّ       ظلمٍ         رغمَ        أسوارِ       اللهَبْ


وَنرى       النورَ     تهادى         ونرى      الليلَ      انسَحَبْ


 


شعر : الدكتور حاتم  جوعيه  -  المغار  - الجليل  -



مسافر بقلم د . توفيق عبدالله حسانين

 مسافر


            (من ديواني/ تعالي نوقظ الليل)


مســـافر أنا عــبر أوردتك

حتى أصل إلى مرفأ  قلبك

أسكن فيه كما سكن في قلبي حبك

مسافر أنا حتى أوقظ لهيب الشوق 

وأطفئ لظى البعد منك

آه لو أنسى متى التقينا ... 

فى ربوع الهوى كم مضينا

يوم اعترفت بهواك

يوم احتضنت يداي يديك

وبنيت أحلامي فوق جسور هواك 

وأرسلت كل الأشواق لتغزو عينيك

مسافر أنا عبر أوردتك

لعلّي أتجاوز في حبك الأشواك

فحــــــاذري أن تقتليني

أن يأتي يومٌ وتجهليني

وتجمعي زيف الحقيقة  لتحطميني

وتنسيني أنك يوما أحببتني

وتتركيني وحدي أواجه سنيني

نعم...... أنا أرفض أن تعـذبيني

وتشعلين الأســـباب وتتركيني

مسافر أنا عبر أوردتك

أنا أرفض يا أخت القمر أن تهمليني 

أن ترحل الأشواق من عينيك

ولا يبقــــــــــــى سوى أنيني

مسافر أنا عبر أوردتك

حتى أوقــــــــــــف نزيف الـــشريان

وأملأ من حبك بئر الحـــــــــــــرمان

حتى يصل زورقي عبر الماء للشطآن

وأمحو من دفاتري كل عناوين الأحزان

أن أمحــــــو من ذاكرتك ما كان

وأبدأ رسمك بكل أطياف الألوان

ننهض بالحب

حتى يقر كل ما فينا أننا لا زلنا عاشقين


بقلمي د . توفيق عبدالله حسانين  🇪🇬



على أرصفة الرماد بقلم الكاتبة: هدى حجاجي أحمد

 على أرصفة الرماد


دوائر الوصول… بدايةٌ كيفما كانت المسافة، فهي أن تنتهي إلى رماد.


جلست على مقعدٍ قديم بمحطةٍ مهجورة. كل الطرق كانت تدور بي، وتعيدني إلى ذات النقطة كأنها دائرة مغلقة لا مخرج منها.

أحلامي التي أودعتها على أرصفة السفر ما زالت تطاردني؛ كل حلم كان قطارًا تأخر، وكل قطار صار وعدًا انطفأ في العدم.


نظرتُ إلى يدي المرتجفتين، وكأنهما تحملان رماد العمر، رماد محاولات الوصول إلى حب، إلى وطن، إلى دفء… لكن الدوائر لا تمنح سوى نهايات محترقة.


فجأة، مرّت طفلة تحمل بالونًا أحمر، توقفت أمامي وسألت بعفوية:

– عمّة، لماذا تحدّقين في الأرض وكأنك فقدتِ السماء؟

ابتسمتُ بمرارة، ولم أجب.


لكنني أدركت حينها أن الرماد ليس سوى شكلٍ آخر من أشكال الحياة، وأن الدوائر، مهما ضاقت، قد تخفي في جوفها بداية جديدة.


نهضتُ، ونفضت الرماد عن كفّي.

ولأول مرة لم أبحث عن نهاية الطريق… بل عن بداية، حتى لو وُلدت فوق رماد.


 بقلم: هدى حجاجي أحمد



*إشراقة السراج* بقلم الشاعر محمد الشريف الحسني بطي

 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وءاله وصحبه 


*إشراقة السراج*


لَكَ الحمدُ يا ذا الفَضلِ والجُودِ والإنعامِ

تَفضَّلتَ، فاجتَمعَتْ مَحاسِنُكَ العِظامِ

وأجريتَ في الأكوانِ لُطفَكَ سارياً

لِتُبيدَ ليلَ الشِّركِ والإظلامِ


فَأَطلَعتَ مِن أُمِّ القُرى شَمْسَ هَديِنا

يَتيماً، لِتَكفُلَهُ عيونُ الذي لا يَنامِ

بَدا النُّورُ في بَطنِ الأمينةِ ساطعاً

يَرى القَصرَ في بُصرى ويَجلو دُجى الشَّامِ

وَضَعتهُ فَخَرَّتْ لِلوِلادةِ أَوْجُهٌ

لأصنامِ مَكَّةَ، وَانحَنَتْ هيبةَ الإعظامِ


وَرعاكَ "شَيبةُ الحمدِ"، جَدُّكَ، والهَوى

بِقلبٍ تَعلَّقَ في الحفيدِ الهُمامِ

وَفي رَبعِ "سَعدٍ" قد رَضعتَ طَهارةً

فَأَغنى حَليبُ الطُّهرِ أهلَ الخِيامِ

فَلمَّا بَلغتَ السِّتَّ، غابَت شُموعُها

فذُقتَ المَنايا في حنانِ الوِئامِ


وتَبكي على القبرِ الذي ضَمَّ والدَةً

وعادَ الأسى يَسطو بِفَقدِ الكِرامِ

فجَدُّكَ يَمضي، واليَتيمُ مُضَعَّفٌ

فَضمَّكَ صِدرُ العَمِّ ضَمَّ اهتمامِ

فَأحاطَكَ "الشيخُ" الحَنونُ بِرِفقِهِ

لِيُنسيكَ مُرَّ الفَقدِ والأعوامِ


نَشأتَ "أميناً"، والصِّبا فيكَ صادقٌ

بِأكرمِ أخلاقٍ وأبهى سَلامِ

إذا القَولُ قِيلَ، كانَ قولُكَ فيصَلاً

وإنْ تُؤتَمنْ، كنتَ المَلاذَ لِلذِّمامِ

فَجاءتكَ "طُهرُ" النِّسوةِ الخُلَّصِ التي

رأت فيكَ نورَ الصِّدقِ فوقَ الغَمامِ


فَشَيَّدتَ بيتاً مِن مَوَدَّةِ "أُمِّنا"

على تُقى ربِّ العَرشِ، سامي المَقامِ

تَحنَّثْتَ في الغارِ الأَشَمِّ مُناجياً

إلهاً عَظيماً، مُعرضاً عَن حُطامِ

إلى أنْ أتاكَ الوحيُ فجراً مُبجَّلاً

بِـ"اقرأ"، فَفاضَ النُّورُ بعدَ القَتامِ


فيا سَيِّدي، يا مَن بِحُبِّكَ تَرتوي

شِغافُ الفؤادِ الظامئِ المُستَهامِ

عَلَيكَ اشتياقي، والمَدامعُ شاهِدٌ

فاللهم قُبيلَ الموتِ حُسنَ الخِتامِ

وأكرِمْ فقيراً يرتجيه شفاعةً

بِيومٍ بهِ تُجزى جَميعُ الأنامِ


عَليكَ صلاةُ اللهِ ما هَبَّتِ الصَّبا

وما ناحَ طيرٌ في غُصونِ البَشامِ

وآلِكَ والأصحابِ، مَن سَلَكوا الهُدى

صلاةً وتَسليماً لِمسكِ الخِتامِ.


محمد الشريف الحسني بطي

مراكش



لا أعرف اليأس بقلم الكاتبة ريم العبدلي -ليبيا

 لا أعرف اليأس 


ريم العبدلي -ليبيا 


عبرت ندي بكتاباتها وهي تشق طريقها نحو أحلامها اللا متناهية ،  لتصل  إلى مبتغاها مهما كلفها الوقت ،  أرادت بأن يكون الحلم  واقعاً جميلا ، فى كثير من الأحيان واجهتها  ظروف كادت أن تُدخل فى قلبها اليأس ، لكن إرادتها فى تحقيق ذاتها تنهض مهما كانت الأحمال مثقلة ، 

فقد  صنعت  قلعة لنفسها هي تشغل كافة المناصب فيها ، لكي تواصل مشوارها الذى رسمته فى ليلة مظلمة بقلم رصاص على بقية ورقة ممزقة من خذلان الزمن ، خطت كافة كلماتها دون أن تنتهي بحرف يستغنى على الآخر ، لتكون هى المسئولة عن كلماتها اللا متناهية منذ صغر سنها ، لتواصل المشوار لما تبقي لها من العمر حتى بعد أن حققت نجاحاً، كتبت كلماتها بقلم على صفحات  الكتب والصحف والمجلات وخطت بخط عريض: أنا لا أعرف اليأس.



مُقيَّدة، (2) بقلم الكاتبة عائشة ساكري_من تونس

 مُقيَّدة، (2)

 

بينَ الحنينِ، وبينَ وجعي،

تنهضُ الأساطيرُ في دمي...

تُكبّلُ الأيّامَ في صدري،

وتُسقطني كأنّي زهرةٌ

في قبضةِ المجهولِ أختنقُ.


كلُّ السكونِ وكأنَ مهدي خانَني،

والصوتُ غابَ منّي،

والحرفُ...أضناهُ الغيابُ.


أيا شمسي التي عبرَ التلالِ تلألأتْ،

لا تختفي، وأمدّي شعاعَكِ في وريدي،

لا تَنامي،

كوني يدي...

كوني دمي...

كوني اشتعالي.


ويا نجومي، أن شئتِ

عودي أو لا تعودي بخيطِ اللّيلِ،

واسكنِّي قليلاً في مداركِ،

عودي،

فإنّي من صقيعِ الصمتِ

أرتجفُ ارتجافَ الطفلِ

في غفواتِ داركِ.


لي كونيَ المذبوحَ من قيدٍ قديمٍ،

لي فلكي المنفيُّ في الأعماقِ...

ينساني.

أنا ظلُّ المرافئِ في الرحيلِ،

وغدًا، سأنطفئُ كنجمٍ

خابَ في نسيانِ أغنيةٍ قديمةٍ.


نورُ الفجرِ يوقظني،

وضوءَ القمرُ يطري على حلمي،

وتخدعني طيوفُ الليلِ

تسكنُني وتَسحبُني

لألفِ بدايةٍ أخرى…

لألفِ نهايةٍ،


وأنا التي

من وهجِ عطري كنتُ أزهرُ،

لا أزولُ،

افتحْ لي القلبَ الثقيل،

واسكنْ

كأنّك نبضُ حلمي المستحيل.


بينَ الحنينِ، وبينَ عينيْ،

جئتني...

لكنَّك الآنَ تُقيدني...

فدعني نسغَ حلمٍ ناحلٍ

ينسابُ

في جذعِ انتظاركَ،

ولا تجعلْ من الحبِّ الجميلِ

سجناً يموتُ به النهار.


عائشة ساكري_من تونس 

8 أوت 2025



طلع البدر وأشرق♕♕♕ بقلم. أنا الشاعره والاديبه وسفيرة السلام الجزائرية عقلية بلقاسم بعبوش 🇩🇿

 طلع البدر وأشرق♕♕♕


بقلمي أنا الشاعره والاديبه وسفيرة السلام الجزائرية عقلية بلقاسم بعبوش 🇩🇿


طلع البدر وأشرق

بطلّة خير الخلق

نبينا وحبيبنا خاتم الأنبياء

جاء مهاجرا إلى المدينة

يامن إلى نور التقى هدانا

أخرجنا من الظلمات برسالة من السماء

ترك مكة من أذية قريش  ومخططاتهم اللّعينة

سعوا لإطفاء نور الحق

حاربوا الإسلام وتجبروا على الضعفاء

قتلوا سبأوا كلّ من تخلّى عن دينهم  وعبادة الأصنام

جاروا عاثوا فسادا ظنهم الأقوياء

إحتقروا نبي الله كيف يسيدنا من كان راعيا للأغنام

نحن أسياد قومنا نحن الأثرياء

جهلا منهم بعدالة السماء

نصر رسوله وأعز دينه

أعز جنده وهزم الأحزاب وحده

من كان راعيا للغنم قادالأمم

أمر الله جاء 

وحي نزل على خاتم الأنبياء

بترك مكة والهجرة إلى المدينه

فيها ملك لا يظلم عنده أحد

يجد الأمن والأمان والسكينه

 أصحاب النبي ألزموه الحجة

بتلاوة سورة مريم العذراء

بعدما حاول أهل قريش بث 

الفتنة والإغراء

فشلوا في سعيهم وذهبت

 كلّ مكائدهم هباء

الحق دوما المنتصر

مهما كان الظلم جائر

دُبّرت لقتل النبي المكائد 

جاء أمر ربه بترك البلاد

خرج رسول الله ليلا

داعيا ربه عليه متوكلا

 واقفين أمام بيته أربعين شاب

شاحذين سيوفهم أمام الباب

جعل الله من بين أيديهم سدا

ومن خلفهم سدا أغشاهم

 فهم لا يبصرون

مرّ من أماممهم دون أن يشعرون

معجزة الله عمتم أغمضت العيون

 مع أبي بكر الرفيق الأمين

تاركا عليا نائما في فراشه

 بروحه من شرهم يفديه

فشلت محاولتهم

 قوة الله

 أعظم من قوتهم

تعقّبوا آثاره اهتدى بغار حراء

نسجت العنكبوت خيوطها كغطاء

حمامتان نائمتان يحتضنان 

صغارهم بيضاء

معجزة الله لسيد الأنبياء

أبا بكر خائف يهدّئ من روعه

حية داخل الغار تفزعه

الله معنا سيحمينا يردّدها في قوله

سينجينا من قريش وبطشهم

 لا تخف ولا تحزن سيكسرأنوفهم

يجرّون ذيول الخيبة وراءهم

سنبلغ مرادنا مادام الله معنا 

فمن علينا

أضاءت بنور محمد المدينة

حلّت بقدومه البركات والسكينة

وأول مسجد 🕌للمسلمين 

أقيم 

لأداء الصلاة وتلاوة القرآن الكريم

في كل صلاة يرفع الآذان

حول رسول الله متحابين 

والسعي لنشر الإسلام دون

 قيد غير خائفين

بقوة إيمانهم متحدين 

 حاملين راية الإسلام لها ناصرين

الله أكبر زهق الباطل وانتصر الحق  

ويل للمشركين  وبشرى للصابرين



قُوْم وِصَلِّي كلمات الشاعر أحمد شاهين

 قُوْم وِصَلِّي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يَا اللي خَايِب قُوْم وِصَلِّي

بِالذُّنُوْب هَيْكَفِّنُوْك

عِيْب عَلِيْك تِبْقَى انْتَ شَايِب

وِمَعَ الْمَعَاصِي يِدْفِنُوْك


يَا اللي سَايْب الفَرْض عَمْد

رَاح يِجِيْك وِيْحُطّ فِيْك

مِن جَهَنَّمّ خَدْت نَايِب

وِفْي سَقَر مَبْرُوْك عَلِيْك


لَو حَرِيْقَه تُقُوْم وِتِجْرِي

طَب بِتِعْنِد يَا ابْنِي لِيْه

وِانْتَ عُمْرَك تَاه بِيِجْرِي

وِفَرْض رَبَّك لِيْه نَاسِيْه


عَ الفِلُوْس طَايِر وِمَجَرِي

وِالغِنَى عِيْنَك عَلِيْه

وِالأَدَان أَدِّن مَا سَامِع

هِيَّا الوِدَان جَرَالْهَا إِيْه


سَارِع وِدَاوِم عَ الصَّلاَ

العُمْر يَا ابْنِي مَاعَدْش فِيْه

مَهْمَا هَأَدِّن فِي الْخَلاَ

رَجْع الصَّدَى بَسّ اَلاَقِيْه


إِمْتَى يَا مُذْنِب تِعْتَبِر

خَمْسَه تْنَادِيْك

آه لَو تِلَبِّي لِلْنِّدَا

رَبِّي يْرَاضِيْك


يَا اللي خَايِب قُوْم وِصَلِّي

بِالذُّنُوْب هَيْكَفِّنُوْك

عِيْب عَلِيْك تِبْقَى انْتَ شَايِب

وِمَعَ الْمَعَاصِي يِدْفِنُوْك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمات الشاعر أحمد شاهين

------ مصر -- أسيوط ------



أيتها المتجملة بقلم الكاتبة رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء

 أيتها  المتجملة 


جمال المظهر يسر الناظرين

و المتجملة تروق الحاضرين

و جمال الروح  يجعلك  من الخالدين

في الجنان مع سيد المرسلين 


لا يستر الثوب الجميل أخلاق المتعاملين

بشراسة تنسيك قيمة الحلي الثمين

فكم من عزيز قوم لا يروق المتواصلين

و دماثة الخلق تنبئنا بجواهر المتحدثين


المظاهر قشور و لو تعطرت بأذكى رياحين

العالم لن تروقي المتنافسين 

و العفة شرف يدوم للمشرفين

أهلهم و دينهم أبد الآبدين


الحياء أزكى ما به تتعطرين

وخيرهن  المتمسكة بلباس المتسترين

و الحسنات زرع نحن له من الزارعين

فلنختر بذورنا و لا نقتدي بالفاتنين

المفتونين بالمال و الحرير 


نصيحتي لا تكوني كشجرة تظل المتظللين 

لكنها لا تطعم الظامئين الجائعين

ثمرا يسد رمق القاطفين

زمن القحط و البلاء للمبتلين

بالسنين أعاذنا  منه رب العالمين 


اللهم أرنا الحق حقا ينجينا من الجحيم

و الباطل باطلا يجنبنا زلة المذنبين

آمين ببركة سائر النبيين

و خاتمهم  المصطفى  الأمين

عليه و على الآل والصحب أجمعين 

صلاة جامعة مع كل إقامة للمصلين

إلى يوم الدين


رفيقة بن زينب   ***  تونس الخضراء


على هامش ذكرى رحيل نجيب محفوظ بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 على هامش ذكرى رحيل نجيب محفوظ


حتى لا ننسى..ذلك الرجل الذي سكن الحارات.. وشرب من نهر النيل..


رحل أديب نوبل نجيب محفوظ في 30/أوت أغسطس 2006،بعد أن وضع الرواية العربية في مصاف العالمية،واستطاع أن يخلّد اسمه في سماء الأدب،ويصبح الأديب العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل في الآداب،الجائزة التي لم ينلها أي كاتب عربي آخر حتى اليوم.

نال نجيب محفوظ العديد من الجوائز والتكريمات،أبرزها جائزة نوبل للآداب عام 1988. تُرجمت أعماله إلى عشرات اللغات،وتُدرّس في جامعات العالم،ولا تزال أعماله حتى اليوم كالمعدن النفيس،كلما تقادم عليها الزمن زادت قيمة،تأثيرًا وتوهجا..

ها هي الذكرى تمر كالحلم الثقيل،ذكرى رحيل ذلك الرجل الذي سكن الحارات وشرب من نهر النيل، وأخرج لنا من بين حروفه عالماً كاملاً،عالماً اسمه "مصر".

لم يكن رحيل نجيب محفوظ مجرد نبأ نقرأه في الصفحات الأخيرة من الجرائد،بل كان انطفاءً لمصباحٍ أضاء الدروب للكثيرين منّا.مصباحٌ لم يشعّ من برج عاجي،بل من مقهى علي بابا،ومن زقاق بين الحارات،ومن همسة تسمعها أذنك خلف أزيز المدينة التي أحبها فأبدعها.

كان محفوظ بحّاراً في بحر اللغة،لم يركب سفناً من خشب،بل صنع من الحروف مراكبَ تنقل القارئ من عالم إلى عالم.من حارة بين السورتين، إلى قصر بين القصور،إلى زنزانة في سجن كبير. كان يكتب بحذر الصيدلي الذي يخلط الأدوية، وبعشق النحات الذي يحرر التمثال من جوف الصخر.كل حرف عنده له وزنه،وكل جملة لها إيقاعها،وكل شخصية هي ابنة بيئتها وابنة فكرها في آن.

والعجيب في أمر هذا الرجل أنه لم يكتب ليفوز، بل كتب لأنه لا يعرف غير الكتابة طريقاً.كانت الجوائز تأتيه وهي في شوق إليه،لا هو الذي يتكالب عليها.وحين أتته نوبل،لم تكن تتويجاً لرواية أو قصة،بل كانت إقراراً من العالم بأن أدباً عربياً بهذا العمق،وبهذه الإنسانية،يستحق أن يُسمع صوته في كل أرض.

لكنّ محفوظ بقي بعد نوبل كما كان قبلها،لم يتغيّر، لم ينتفخ،لم يصبح "عظيماً" في عينيه.بقي ذلك الكاتب الذي يعرف أن الحقيقة في التفاصيل الصغيرة،في نظرة العاشق،في همسة المتآمر،في صرخة الثائر،في صمت المقهور.كان يكتب عن الكبار لكنه لا ينسى الصغار،عن الأبطال ولا يغفل عن الخونة،عن الحب والحرب معاً.

رحل الجسد،لكنّ الحروف باقية.باقية في "أولاد حارتنا" التي أشعلت ناراً لم تختفِ رمادها بعد، وفي "الثلاثية" التي تسرد زمناً لم يذهب،وفي "زقاق المدق" الذي ما زال موجوداً في كل مدينة عربية.

ذكرى الرحيل ليست لإغلاق باب،بل هي لفتح النوافذ من جديد على عالم ذلك الأديب الذي علمنا أن الأدب ليس ترفاً،بل هو ضرورة كالماء والخبز.هو السؤال الذي نوجهه لأنفسنا قبل أن نوجهه للآخرين.هو المرآة التي لا نريد أحياناً أن ننظر فيها خوفاً من أن نرى وجوهنا الحقيقية.

طوبى لمن يموت وتبقى كلماته نوراً يهدي السائرين في الدروب المظلمة.


 محمد المحسن



يأتي الشِّتاءُ بقلم الكاتبة زهيدة أبشر سعيد مهدي السُّودانُ - الخُرطومُ

 يأتي الشِّتاءُ

 

يأتي الشِّتاءُ بزَمهريرِهِ

حاملاً على جناحَيهِ يأسَ السنينِ

و الفراغُ العريضُ ينخُرُ الذَّاكرةَ

تهتزُّ أركانُ السَّكينةِ

و تتقاذَفُ أنفاسي المُتعبةً

مُفعمةً بالحُزنِ و الأسى

ترتادُ أعتابَ الخيالِ

و الرُّوحُ تذهبُ حيثُ الوُدُّ

ترفُلُ في الحناياتِ الدَّافئةِ

🌼     🌼     🌼

يأتي الشتاءُ بقَسوتِهِ ...

و نسيمُكُ يُداعِبُ

عُويداتِ الياسمينةِ

أكونُ وحدي معَ الليلِ

أجترُّ ذكرياتِنا المكنونةَ

حيثُ كنتُ و كان الزمانُ

يهدينا لياليهِ الميمونةَ

لِمَ الذهابُ في هذا الصقيعِ ؟

تترُكُني بلياليهِ المحزونةِ

ماذا أكونُ بعدَكَ ؟

و أنا أعلنُ ميلادَ أيَّامي الحزينةَ

🌼     🌼     🌼

يأتي الشِّتاءُ ببياضِهِ

تتناقلُني مُدُنُ الأتراحِ

تسدُّ ناظري الممتدَّ غيمةً

أنا في عرضِ بحرِ خواطِري

تأتي و تمدُّ كِلتا يدَيكَ

تنتشِلُني من لسعاتِ الشَّتيمة

تُداري حُزني و تُضحِكُني

تَعِدُني بالأيَّامِ الجميلةِ

و ذهابِ الأيَّامِ الضنينةِ


✍️ زهيدة أبشر سعيد مهدي 

السُّودانُ - الخُرطومُ .