الثلاثاء، 25 يونيو 2024

لا شيء في نشوة الشوق..يثبت أنّي أحبّك..غير الكتابة.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 لا شيء في نشوة الشوق..يثبت أنّي أحبّك..غير الكتابة..


الإهداء:إلى تلك التي مازالت تتجوّل في خراب يسكنني..ووحدها تراه..


-أعدّي لِيَ الأرضَ كي أستريحَ..فإني أحُّبّك حتى التَعَبْ (محمود درويش)


..في الأفق البعيد..

                يلوح ضوء باهر

يسربله السّحر

               ذاك الأفق البهيّ

متشحا بباقات من الحسن

هوذا الحسن..

يتوهّج في سحر عينيك

وإنّي لأقرأ هذا المدى العندميّ

                    على شفتيك..

***

يا إمرأة

إنّ فيك لسحر السّماء

          وجوع الحياة

وكون من التيه

       والبوح والموج

والرغبات..

ياسيدة اليمّ

امنحي كلامي لغات السّفن

   امنحي قلبي لغة سافرة..

***

يا سيدة اللّون

أنيري ضوء الكون المعتّم في أجوائي

                 علّني أفتح بؤبؤ الرّيح

وأستوطن الذاكرة

***

يا سيدة البحر

“أسندت روحي على وهج العشق فيك”

أستنجد الوجد..

أحتسي لغة الكوثر في كأس الهديل..

خذيني بقربك..“كي أقرأ روح العواصف”

حين يعانق النورس زرقة اليمّ

          ويسرج القلب أفلاكه..

للرحيل..

***

يا سيدة البحار..

على جدائلك بروق البحر والملح..

             وفي سماوات عينيك

ذاك الفضاء البدائيّ

  أراه متشحا بالغيم

والصّمت

والنّور

والنّار..

وأنا..

أغذّ الخطى بين جرح

وجرح

   وأقتفي أثرا للمرايا

لكنّ الدرب إليكِ..

غدا دروبا لا تؤدي إليكِ..

كنت أرى وجهكِ..

         في المنام

أراه على صفحات البحار..

         وكنت أقول: غـدا..

أقول غدا ربّما قد أراها..

         إن قدّر اللّه حسن النوايا..

لكنّ السنين تعدو

                والأمنيات تمضي

وكل الرغبات تنأى..

             والقوافل أسقطتتني

في منعطف للثنايا..

***

يا سيدة الكون واللّون

            ها أنذا على مرمى..

نبضتين من القلب..

         أتصفّح دفتر عمري..

أكفكف غيمي

        أسرج وجدي..

 إلى جهة في المحال..

وأسري إليك..

لكأنّي في غمرات البنفسج..

أولد الآن..

ولا شيء في نشوة الشوق ..

يثبت أنّي أحبّك..

   غير الكتابة..

ذبل الزّهر ولم يجيء الربيع..

رحل طائر البرق..

       ولم ينهمر الغيم..

مثلما وعدتني الرؤى..

   كما وعدتني رؤايَ

ترى..؟

هل أظلّ أحبّك إلى آخر العمر..؟

وهل..؟

وتظلّ في تضاعيف الرّوح

              محرقة للسؤال..


محمد المحسن


*ازدحمت أسماء النساء في ذاكرة خرّبتها الأزمنة المفروشة بالرحيل..ولذا،أهدي هذه الكلمات المتخمة بالمواجع إلى واحدة فقط ظلت تسكنني عنوة في زمن الجدب..وظللت أهفو إلى عطرها كطير غريب حطّ على غير سربه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق