الاثنين، 13 مايو 2024

لقاء برقي مع الكاتبة الناشئة :الأستاذة/ سوار جواني ■ مهووسة بشغف الكتابة تقتفي أثر الفراشة ■ ☜ أجرى اللقاء:الأديب جلال باباي (*)

 ☆ لقاء برقي مع الكاتبة الناشئة :الأستاذة/ سوار جواني

 

                  ■ مهووسة بشغف الكتابة تقتفي أثر الفراشة ■


 ☜ أجرى اللقاء: جلال باباي (*)


  ● على سبيل التمهيد:

      التقيناها عند ضفاف "سيدي البحري" في قليبية بمناسبة انتظام الدورة العربية للمهرجان الوطني للأدباء الشبان صيف 2023 ، وقد برهنت على أحقية حضورها المتميز في ورشة الشعر وبالتالي علوٌ كعب نصوصها ولغتها الباذخة بقاموس عاطفي ونبرة عربية تؤكد التصاق تجربتها القصيرة بالنص الحداثي المفتوح وتاثرها بمدرسة محمود درويش وقائمة من شعراء قصيدة النثر ، والمتأمّل في قصائدها أنها من طينة السهل الممتنع ، متأمّلة في الواقع الراهن ، متألمة من مٌا يحدث في قطاع غزة ، آملة أن تنحت لها موقعا في المشهد الثقافي والإبداعي الشبابي و الإنخراط كأبهى ما يكون في قائمة الشعراء القادمين على مهل. أجرينا معها هذا الحوار البرقي والقينا عليها بعض الأسئلة لاقتناص ما تيسٌر من إجابات شافية وضافية.

● 1  : لو تبرقين إلى القراء بما تيسٌر من عطر الكلام؟

أخيّر الذات عند أوّل اللقاء وأدغدغ دواخلها بعد كتمان قصير فأردّد عبر تغريدة " في داخلي منفى" :

" مطر على قلبي.. وزخّات / ربّما أبعث من جديد /وأحتفل ما بعد الحياة / وأشعل داخلي بلّورا 

يضيء كلّ المتاهات..."

هذا شتات من ثمار الشعر الذي أرمّم به شجني وفرحي ليبقى البلسم والأفق الرحب لتأثيث موقعي في المشهد الثقافي الوطني والكوني.

● 2 : هل من تعريف مقتضب لماهية الشعر في زمن التقلبات وعصر العولمة؟ 

يعكس الشعر تغيرات العصر، كالتقلبات السياسية والثقافية والاقتصادية، ويترجم مشاعر الناس وآمالهم ومخاوفهم. فقد أصبح منبرا للحوار والتواصل كما يجمع الشعر بين الثقافات والحضارات، ويُشكل منصة للتعبير عن الآراء والأفكار المتنوعة. بإعتباره أداة للمقاومة والتغيير حيث يقاوم بالحرف والكلمة الظلم والاضطهاد، ويدعو إلى التغيير الإيجابي في المجتمع. ومن جهة أخرى يعتبر الشعر مصدر للجمال والإلهام يُغذي الروح ويُلهم الأفكار، ويبقى مصدرًا للجمال والمتعة في زمن الفوضى والاضطراب ومن ابرز خصائص الشعر في زمن التقلبات وعصر العولمة نجد التنوع والتجديد واتساع نطاق المواضيع والأفكار، وتنوع الأساليب الشعرية. كذلك التركيز على المشاعر الإنسانية والتعبير عن مشاعر الفرد والمجتمع في زمن التغيرات السريعة. من هنا نتبين إن استخدام اللغة بشكل مبتكر و توظيف اللغة لخلق صور شعرية جديدة تعكس واقع العصر. التفاعل مع التكنولوجيا ودمج أدوات حديثة في كتابة الشعر ونشره. ونذكر على سبيل المثال ثلة من الشعراء زمن التقلبات وعصر العولمة محمود درويش: شاعر فلسطيني نال شهرة عالمية، تميز شعره بالرمزية والتعبير عن قضايا التحرير والوطن،كذلك نجد أدونيس شاعر سوري، اتسم شعره بالحداثة والتجديد، وركز على مواضيع فلسفية وإنسانية ثم نزار قباني شاعر سوري، تميز شعره بالرومانسية والجرأة في التعبير عن مشاعر الحب والمرأة و أخيرا وليس آخرا نذكر آمل دنقل شاعر مصري، عُرف بشعره المقاوم ضد الظلم والاضطهاد. إذن يمكن القول إن الشعر يشكل في زمن التقلبات وعصر العولمة ظاهرة ثقافية بارزة، تُعكس واقع العصر وتُعبّر عن مشاعر الناس وآمالهم. كما يُشكل منصة للحوار والتواصل بين الثقافات والحضارات، وأداة للمقاومة والتغيير، وملهما للجمال والإبداع.

 ● 3 : لو تقيٌمين التجربة الأدبية الشبابية في القرن الواحد والعشرين ، وهل تؤمنين بالأجيال الشعرية ( جيل التسعينات...) وغيره؟

  من المؤكد أن هنالك تنوع فريد في جيل التسعينات وهذا مفرح للغاية كما يشهد القرن الواحد والعشرون تنوعًا فريدًا في التجارب الأدبية الشبابية، حيث يمزج الكتاب الشباب بين مختلف التأثيرات من ثقافات العالم، مستخدمين تقنيات سردية جديدة ووسائط إبداعية متنوعة. إضافة إلى انتشار الأدب الرقمي أيضا يلعب دورًا هامًا في التجربة الأدبية الشبابية، حيث يُتيح للكتاب الشباب نشر أعمالهم على نطاق واسع، والتفاعل مع جمهورهم بشكل مباشر. في حين يُركز العديد من الكتاب الشباب على قضايا اجتماعية مهمة مثل الهوية والنوع و الوجود و الفلسفة و المعنى والأسطورة و الرمز والعدالة الاجتماعية والواقع...مما يعكس وعيهم وتفاعلهم مع العالم من حولهم. لا نجانب الصواب إن قلنا أن وسائل التواصل الاجتماعي مصدرا هامًا وأساسيا في نشر الأدب الشبابي والترويج له، حيث تُوفر للكتاب الشباب منصات للتعبير عن أنفسهم والتواصل مع جمهورهم. كما أعرج أيضا على أن الكتاب الشباب يواجهون بعض التحديات مثل صعوبة النشر في المجلات الأدبية التقليدية، وغياب الدعم المالي، والمنافسة الشديدة على المنصات الرقمية. مع إيماني الكبير بالأجيال الشعرية القادمة بأن تحلق بين السحاب بإبداعات متجددة لترنو إلى ما هو شعري إحساسي إبداعي حقيقة كما أؤمن إيمانًا راسخًا بإبداع الأجيال الشعرية، حيث أرى فيهم طاقة إبداعية متجددة ورؤية جديدة للعالم و ذلك بتنوع أصواتهم الشعرية وتجاربهم المتميزة مما يُثري المشهد الأدبي ويُقدم للقراء تجارب ثرية ومتنوعة مع إثبات ذواتهم في الساحة الأدبية و في المجتمع من خلال مسابقات شعرية ناجحة و ملتقيات متنوعة لاكتساب أكثر تجربة في الكتابة والإلقاء و ذلك يكون من قبل لجان مختصة و أساتذة أكاديمية . فالشعراء الشباب لهم مكانتهم في المجتمع، حيث يُعبّرون عن هموم الناس وتطلعاتهم، ويُساهمون في نشر الوعي بالقضايا الإجتماعية و غيرها ... صفوة القول ،أؤمن إيمانًا جديرا بمستقبل الأدب العربي مع وجود أجيال شعرية إبداعية ومُلهمة

.  ● 4 : هل تبقى الساحة الإبداعية قادرة على ولادة أمثال أبو القاسم الشابي او محمود درويش وأمثالهم الذين غادرونا في العصر الراهن ..أم يبقون أشبه بالشجرة التي تغطي الغابة؟ 

إنّ الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة، فالإبداع ظاهرة معقدة تتأثر بعوامل متعددة، منها: المواهب الفردية و لا شكّ أنّ بعض الأشخاص يملكون مواهب فطرية استثنائية تُمكنهم من الإبداع في مختلف المجالات. و البيئة المُحفّزة تلعب دورًا هامًا في تنمية الإبداع، حيث تُساعد على صقل المواهب وتوفير فرص التعبير عن الذات. إضافة إلى التجارب الحياتية التي تُثري المعرفة وتُوسّع آفاق التفكير، ممّا يُمكن أن يُلهم الإبداع. في ضوء هذه العوامل، و لا يمكننا الجزم بوجود إبداعات جديدة على مستوى أبو القاسم الشابي أو محمود درويش، لكنّ ذلك أمر ممكن. يعتمد على توافر عوامل مثل المواهب الفردية والبيئة المُحفّزة والتجارب الحياتية. هناك مسؤولية على المجتمع لتوفير بيئة مُلائمة للإبداع ودعم المواهب الفذّة. بالإضافة إلى ذلك لا ننسى أنّ الإبداع ظاهرة نسبية، فما يُعدّ إبداعًا بالنسبة لشخص ما قد لا يُعدّ كذلك بالنسبة لشخص آخر. كما أنّ معايير الإبداع تتغير مع مرور الوقت ، لذلك من المهمّ أن نُشجّع الإبداع بجميع أشكاله وأن نُقدّر المبدعين في مختلف المجالات. كما يجب أن نُدرك أنّ الإبداع ليس مُقتصرًا على الشعر والأدب، بل يمكن أن يكون في أيّ مجال من مجالات الحياة 

في الختام ،إنّ الإجابة على هذا السؤال مفتوحة، فالإبداع ظاهرة مستمرة تتطور مع مرور الوقت. لكنّنا نأمل أن تُلهمنا إبداعات الأجيال السابقة وأن نُواصل السعي نحو خلق إبداعات جديدة تُثري حياتنا وتُساهم في تقدّم المجتمع.


  ●5 أي الفنون الإبداعية الإنسانية الأقرب  لهزم الظلم وتحرير الانسانية من الاستعمار الثقافي؟

بعض الأمثلة على الفنون الإبداعية التي تلعب دورًا في مقاومة الظلم و تحرير البشرية من الإستعمار الثقافي حسب رأيي هو الأدب: يُمكن للأدب أن يُلهم التغيير من خلال القصص التي تُسلط الضوء على الظلم و تُعزز التعاطف مع المُضطهدين. كما يُمكنه أن يُقدم نقدًا لاذعًا للمجتمع و يُحفز على التفكير النقدي الموسيقى: تُمكن الموسيقى من التعبير عن المشاعر الإنسانية العميقة و ربط الناس يبعضهم البعض، وتكون مصدر فعال في الاحتجاجات و الحركات الاجتماعية لرفع الوعي و حشد التأييد. الفنون المرئية: كذلك تُمكننا من نقل رسائل قوية من خلال الصور و الرموز التي ترسم لتوثيق الظلم و نشر الوعي حول القضايا الاجتماعية. المسرح: يُمكن أن يُقدم تجربة تفاعلية قوية للجمهور و يُحفزهم على التفكير في القضايا من منظور مختلف. كما يكون وسيلة لفضح الظلم و تعزيز التغيير الاجتماعي وعلى هذا الضوء لا يُمكن حصر الفنون الإبداعية التي تلعب دورًا في مقاومة الظلم و تحرير البشرية من الإستعمار الثقافي في نوع واحد فكل فن إبداعي يملك خصائص فريدة تمكنه من التأثير على النفس البشرية بطرق مختلفة. الأهم هو أن تُستخدم الفنون الإبداعية بشكل فعال لنشر الوعي حول القضايا الاجتماعية و منع الاستبداد والظلم للتغيير والارتقاء بالمجتمعات إلى أعلى  مراتب الرقي الثقافي الفكري منها  والحضاري.

----‐---------------------

(*) : شاعر وناقد من تونس

--------------------------

•الكاتبة : سوار جواني

《 طالبة ماجستير بحث اختصاص أدب بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة》.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق