السبت، 18 مايو 2024

قصة قصيرة بقلم محرز عبد المجيد .... اسود الجبال...

 قصة قصيرة

بقلم محرز عبد المجيد

.... اسود الجبال...

دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل... الطقس بارد ماطر .. لبس معطفه الطويل العازل لنفاذ ماء المطر... جذب رشاشه وحذاءه العسكري، ملابس كان قد استولى عليها من جندي معمر كان في حالة سكر جره بعيدا عن الانظار وجرده منها و ازهق روحه، ورمى الجثة في مغارة جبلية...

كان محمود معروفا بلياقته البدنية، الجميع يهابه...

يعيش في قرية وديعة...يقتات أهلها من عرق الجبين...كانوا رحماء  بينهم....وكانوا يخشون المستعمر الذي يفتك محاصيلهم بابخس الأثمان...لهذا فكر محمودفي الانتقام.....

اختار اربعة شبان ذوي قوة وبطش... يرغبون في مقاومة عدوهم من خلال الاستلاء على السلاح والذخيرة واستعمالها عند الحاجة.... كان لقاؤهم في  كوخ يتوسط غابة جبلية... كشف محمود مخططه لاصدقائه... على أن يأتي كل واحد منهم بسلاح... وكان أول امتحان لهم... وما هي إلا ليلتين... حتى جمعوا ما طلب منهم وزيادة.....بعد ان وجدوا نفقا ارضيا يؤدي إلى مخزن السلاح...

وتفطن المستعمر إلى فوهة أرضية قد سرق منها السلاح ولم يترك المهاجمون حتى صناديق الخراطيش....

 شاحنات المعمر باتت في حالة استنفار قصوى، وانطلق البحث والاعتقالات....

لكن لم يجدوا أثرا لهؤلاء الأسود.... حل موسم المحاصيل وجاءت الشاحنات لأخذ ما جادت به الأرض الطيبة... وكانت اندلاع الشرارة الأولى لمقاومة المستبد الفرنسي...

اما عدد المقاومون فقد تزايد إلى مائة تقريبا...

واندلعت معركة شرسة... وخلفت خسارة كبرى للمستعمرين... وسقط في هذه المعركة شهداء من نساء واطفال ورجال من كبار السن، بعد أن رجموهم بالطائرات....

علم محمود بوفاة ابيه، واتجه ليلا إلى الثكنة التي يقيم بها الجنود... احاطها بحزام من  الألغام...و قام بتفجير المكان بمن فيه ...

بقلم 

محرزعبدالمجيدمبروك



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق