الاثنين، 20 مايو 2024

أَسِيرُ بِلَا وجْهَةٍ .. بقلم الشاعر ة/ رفا الأشعل

 أَسِيرُ بِلَا وجْهَةٍ ..


أسيرُ بلا وجهةٍ في اغترابي

يُعَتّمُ أفْقي كَثيفُ السّحَابِ


أظلَّ وُجودي غُروبٌ حزينٌ

وكلّ الخُطوبِ تحلّ ببَابِي 


يبعثرنا الدّهر فوقَ دروبٍ

ودربي طويلٌ .. كثير الشّعَابِ


لماذا أيَا دَهرُ تخرسُ لحني 

تُمَزّقُ قلبي بظفرٍ ونَابِ


لماذا  أرى  وَطَني  يتَشظّى

ومن فيهِ يرزحُ تحتَ المُصَابِ


مَذاهِبُ في الدّين قَدْ فرّقَتْنَا

وتفتحُ  للغدرِ أوسعَ  بابِ


وقومي يُعَانونَ  ذُلاًّ وقهْرًا

وظُلْمَ الرّعَاةِ .. وغدرَ الذّئَابِ


إلهي تعبتُ من الكلّ  حولي

مَلَلتُ من القبحِ  تحتَ نقَابِ


وكم خدعتني الحياةُ بزيفٍ

بزخرُفِها مثلُ لمعِ السّرابِ


مع النّاس لكنّ فكري شَرودٌ

يحلّقُ يجتازُ سورَ الضّبابِ


ويشغَلُهُ سرُّ هَذَا  الوجُودِ

وكمْ مَنْ سؤالٍ بدونِ جوابِ


بأجنحةٍ من ضياءٍ أطيرُ 

أحلّقُ فَق الرّبى والقبابِ


إلى عَالمٍ من جمالٍ وسحرٍ

لدنيا خَيَالي شددتُ ركَابي


وسرتُ إلى حيثُ حلّ رَبيعٌ

يعيدُ أريجَ الّليالي العِذابِ


يمدّ سنَاهُ .. فيسري بروحي 

يبلْسمُ جُرْحًا ويجلو اكتئَابي


إذِ الليلَ حَولي يرقّ دُجَاهُ

يمزّقُ فَجْرٌ وِشَاحَ الضّبابِ


ويرسمُ أزهار صبحٍ جميلٍ

يتوّجُ بالتّبرِ كلّ الهضابِ


وأحسَسْتُ أنّي أرى ما توارى

وغابَ وراءَ المدى والسّحَابِ


أرى النّور في أحرفي والقوافي ..

أرى النّور ملء المدى والرِّحَابِ


              بقلمي / رفا الأشعل 

                على المتقارب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق