الجمعة، 19 أبريل 2024

دستور الضجر بقلم الكاتب جلال باباي( تونس)

 دستور الضجر


          جلال باباي( تونس)


 تصدير:

" يا أيها التاريخ عد /  لأموت قبل أن أبكي غيابي / قبل أن أصف الدواء لنوم أمي الأخير / قبل أن أسطو على بيتي / وأسرق قلبي المنحوت من تعب وموسيقى / قبل أن تأكل الشاحنات ملهاتي /  فأهمس :موتا بسيطا يا أصدقاء  / موتا سريعا كي أنام بلا هزيمة / وأصحو بلا ضجر ، متشاغلا ، نزقا ، / خفيفا مثل طائر الحناء " .


🖊مرثية( طائر الحناء) للشاعر الفلسطيني( ناصر رباح)


لا تعجٌل بالرحيل 

ايها الليل الطويل 

فدمعي ساخن يجري منهمر 

قلبي قد صار عليلا 

يشتكي ممن غدر

ليتها تتلقفني يسراي سبيلا 

او يخلٌدني إسمي

طريقا او ممرٌ

اسمع صوت صهيل 

بالظلام مستتر 

ليته يلقى دليلا 

على خريطة السفر 

حملي قد صار ثقيلا

وشطر جسدي طال صبره

فأيٌها الليل الطويل 

لاتُعجٌل بالسفر 

إن مرضت او تمارضت

ستحمني الوسادة تارة

أو أختلي تارة أخرى

 إلى قلبي المنكسر

أتفاوض مع نصف الجسد الباقي 

عند اختفاء القمر

سوف اغلق كل المقاهي

واتفاوض مع اهل سومر

كي يفتحوا المسارح ، دير العبادة

وينحتوا بأصابع الحديد بطن الحجر

ساترك باب غرفتي مفتوحا

فلا تتردٌدوا في الغناء

والرقص فوق تراب من جمر

قد اختلف مع اشقائي الثلاث !

قد أبكي في السِرٌ

...ولكن لهذا المارد الذي

عبث بشطحات عشقي

لن..أعتذر

قد اعلن الجهاد المفتوح

و اريح الناس 

من هذا الفقر المستتر

لن أعير الربيع عطر الوردة

ساختار لدربي رصيفا 

أتكأ عليه كي أصطبر

لقد ضِقت ذَرعا بالغُبَارِ

وشعبا لا يفقه الفصل

 بين الثورة والثور

كرهت كلٌ الساسة

المتمسٌحين على أعتاب 

ساداتهم في الكرٌ والفرٌ

فلا داعي للوقوف أمام بيتي

و لينصرف من كان منكم

لم يَخْتَلِ بطقوس الضجر...!!

تبٌا لِلوَحْلِ المتراكم في الأزقٌة الضيٌقة

الوَيلُ للمُطمئنٌِين ،

ومن فاتهم شتاء بلا مطر 

ساعطيكم ما استطعت من فقري،

واقودكم إلى العراء

ايها النبلاء البررة

سوف اطردكم أيها الطٌُغاة من مملكة البشر

انتم من اغتصب أرضا مقدسة

 وأشعل النار في الحفر 

ساتبرٌأ من خيانتكم للمساكين

أياما أخر

فمن لا ينتمي لدستور ضجري

هو ساذج ، ميٌت كاليوم الثامن

 أو بالأحرى قد احسبه في الطريق

عثرة حجر

المجد لقلقي ، عزلتي ..

والرايات الخضر

بربٌكم لا تزعجوا هذا الطفل

المضرٌج بنبوءته

هو الآن معتكف بِحُجرَته،

... وقلمي مُخاتِلُُ ، مُتمرٌدُُ

ذا وَطني إثر الرٌماد

 أضحى حُرٌاََ..حُرٌ .


                🔘ابريل ٢٠٢٤



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق