السبت، 20 أبريل 2024

من بنو القسّام سرايا القدس. بقلم ..الشاعر بشير العبيدي ..تونس

 من بنو القسّام  سرايا القدس.


بنو القسّام هم خير الأنام

و هم في الرّوع فرسان الصّدام

و هم أوجاع أفئدة الأعادي

كسمّ في الشّراب و في الطّعام

و هم رعب بأنفسهم مريع

يقلّبها على مثل السّهام

فما في صحوهم يلقون أمنا

و لا فوق المضاجع في المنام

كذلك ما سرايا القدس إلاّ

حماة الحقّ و الحرم الحرام

على الأعداء هم ويل طويل

به يسقون من كأس الحِمام

فهم موت بأيدي الموت يأتي

إلى الأعداء في سجف الظلام

و في وضح النّهار و لا يبالي

بوجه واضح أو في لثام

فهم و الموت من نفس السّجايا

حِمام يرتدي زيّ الحِمام

أبابيل تغير على الأعادي

بسجّيل  كأقباس الضّرام

بيوم الرّوع هم و معًا أجابوا

و كانوا النّور في حَلكِ الظّلام

رجال هم أسود من أسود

جبال هم ، و هم غيث الغمام

كأنّهم الصّحابة فرط تقوى

و عزّةِ أنفسٍ و علوّ هامِ

و أنفسهم تكاد تكون كونا

من الأنوار يسمو كلَّ سام

بأرواح إلى الجنّات تهفو 

و تسعى للشّهادة في الختام

تَبارَكَ من حماهُم في حِماهم

و آخاهم مع الموت الزّؤام

و سلّطهم على الأعداء داء

و رعبا في القلوب و في العظام

و آتاهم كرامات لتبقى

شواهد أنّهم خير الأنام

هم الأرزاء تعصف بالأعادي

و تلقمهم أمرّ من السّمام

فدام الله يصحبهم بأيد

و تأييد على مرّ الدّوام

و مكّنهم و كاد لهم بكيد

يذلّ عدوّهم ذلّ الرّغام


بشير العبيدي...تونس


بشير العبيدي..تونس 


سرايا القدس


و حرمة مكّة البلد الحرام

و حرمة سيّد الرّسل الكرام


و طيبة و البقيع و كلّ مغنى

هنالك في ذرا أعلى مقام


و حقّ القدس تاريخا و مجدا

و عنوان العظائم و العظام


بما أقسمت، أقسم من جديد

على أنّي المتيّم بالغرام


بغزّة من بها الدّنيا تغنّت

و كلّ الكون حيّا في احترام


 لها وجّهت وجهي في حياء

لألقاها و قد عرضت أمامي


بدت كالشّمس في مغنى و معنى

جمالا في كمال في تمام


تردّ الطّرف هيبتها كليلا

فلا يقوى اللّسان على الكلام


و غزّة لم تزل من يوم كانت   

منارا  قام  في  قلب الظّلام


و سيفا صارما في الحقّ صلتا

من الأعداء يشرب و هو ظام


بنو صهيون هم صرعى ضُباه

بفلق الهام أو كسر العظام


و ما في الأرض من برّ و بحر

كغزّة  للسّيادة و الذّمام


لقد جاز المدى شرقا و غربا

صداها في العلا بين الأنام


ألم يرفع بها الإسلام رأسا

كما قد كان في زمن الكرام ؟


أتى الأعداء ينوون انتقاما

فردّوا قد لقوا شرّ انهزام


و قد وسمت معاطسهم بذلّ

و باؤوا بالهزيمة في الصّدام


طغوا طغيان جبّارين كِبرا

 وهم من قبل  أعداء السّلام


بما أوتوا أتوا و عتوا و عاثوا

و لم يبقوا لشيء من قوام 


فما في الأرض مثلهمُ عدوّ

لأهل الأرض من كلّ الأنام


يصبّ الحقد في الأرجاء صبّا

و يدخل كلّ شيء في القتام


و ظلّ معربدا ظلما و عدوا

على الأطفال و الحُرَم الحِرام


مروّعة جرائمه بغزّى

بظلم و اعتداء و انتقام


طغى طغيان أهل الشّر قِدما

فكان جزاؤهم سوء الختام


عليهم ما يزال اللّعن يترى

إلى يوم القيامة و القيام.


كذلك يا بني صهيون أنتم

قريبا تقلبون على السّخام


ستلقون التي أدهى و أنكى

و إنّ الله حقّا ذو انتقام


ألا فاصلوا جحيم بني حماس

و ذوقوا بأس فرسان الصّدام


بنو القسّام جاؤوكم بردّ

كما تسطو الصّقور على الحمام


فذوقوا يا بني الخنزير ذوقوا

عذاب الخزي حتّى في المنام


بنو القسّام كالأشباح تأتي

و لو من بين أطباق الرّكام


فتفتك بالعدا فتكا ذريعا

كفتك الأسد فتكا بالنّعام 


فهم موت لهم لا بدّ منه

و هل يبقي الأكول على طعام


و حيّا الله أجناد المغازي

بني القسّام فرسان الصّدام


و حيّا الله هاتيك السّرايا

سرايا القدس سادات الأنام


 بشير العبيدي..تونس


 ..الشاعر بشير العبيدي ..تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق