الأحد، 14 أبريل 2024

فات القطار بقلم* أسامة صبحي ناشي

 (((   فات القطار )))*


لن ينال مني تراجع أو إنهيار  ....

سأحيط نفسي بكل الدفاعات  ....

سأبني بيني وبينك جسور وأسوار  ....

لن تزول مملكتي بغيابك  ....

سأظل أنا حاكمها وصاحب القرار  ....

دوما كنت وسأظل مهاجم ومقاتل  ....

لم أغادر الميدان يوم ولم ألوذ بالفرار  ....

وحتي إن كنت عزيزة وغالية  ....

فسأعتبرك إنتهيت وقضيت  ....

فالموت شيء مفروض  ....

لا يملك فيه أحد أي إختيار  ....

كم ضحيت في تلك الدنيا  ....

وكم فقدت فيها ونسيت  ....

من كان أعز علي منك  ....

من كان في السماء نجوم  ....

وفي الصباح شموس ..

 وفي الليال أقمار  ....

سأتمتع بطول الليل  ....

وبظلمتة إن كنت أنت النهار  ....

قضيتي بقسوة علي كل ما لديك عندي  ....

فلم أعد أحفر أسمك علي جزوع الأشجار  ....

ولم أعد أتمتم بك في صمتي ووحدتي  ....

ولم أعد أرسم وجهك علي كل جدار  ....

ولم أعد ذاك المراهق الذي  .....

كم إنتظرك تحت الشرفات  ....

ولأجل إبتسامتك ....

 عبر الحواجز وتسلق الأسوار  ....

ليتني فهمت وقد داهمني الفؤاد  ....

بألف تحذير وألف إنذار  ....

وهو الذي جعل من غرفة متحف  ....

يجمع فيه أثارك و مقتنياتك  ....

وجعل من شراينة معرض ومزار  ....

أنا الذي نثرت بذور نصف عمري  ....

وقضيت نصفة ألتمس الثمار  ....

ونسجت بكل قطرة من دمي  ....

ثوب حرير لمن عشقت  ....

وبقيت ألتحف الفضاء في الجوار  ....

وإمتلكت دفوع وأدلة إدانة  ....

لكني رفضت لوم حبيب  .....

فقمت منسحب صامت  ....

رافض للتفاوض  ....

تارك طاولة الحوار  ....

ومازلت محتفظ لك بقيمة  ....

لا أدري أكانت حق أم زيف  ...

عليها القلب ينفطر ويزود ويغار  ....

فأنا وقلبي متهمين بشأنك  ....

والجريمة ثابتة ولا يفيد الإنكار  ....

فكلانا صنعنا وهم وجسدناة فيك  ....

وخلعنا عليك كل جميل وقيم ورائع  ....

و نسجنا بلاد من الأوهام والأسرار  ...

وكنا رغم جدارتنا لك خاضعين  .....

كما عجوز متمسك بحورية  ....

يظن أنه رخيص فاتة القطار  .....

وكم واجهنا فيك عسرة و كبوة  ....

لكن الفؤاد هواك ولم يرضي بعودة  ....

وأبي إلا المواصلة والإستمرار  ....

والأن أجلس أنا وهو وحيدين  ....

نلتمس منك صوت ونتسمع الأخبار  ....

وكل يوم نكتب فيك قصيدة  ....

ونبدل المفهوم ونغير الشعار  ....

ويأت طيفك كغارات سلاح الجو  ...

يلقي بالقذائف فيهدم ويدمر  ....

حتي صارت النفس مهجورة  ....

تنتظر مساعدات وإعادة إعمار  ....

وكفي عتاب ولوم علي الفؤاد  ....

فقد أضر به الهجر وطول الإنتظار  ....


أسامة صبحي ناشي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق