الأسود لا تجوع أبدا
أسود أنهكها الظلام والجوع
بلا إفطار أو سحور بعز رمضان
لوحاتها سامية وصوتها مسموع
فدمائها بازغة بشاشات العيان
فما عاد للتنديد صدى ولا نار للبيان
فالأشاوس تحت أنوار زعيم ملذوغ
بتواطؤ عرب تنكروا لميثاق الخلان
فعطرهم فواح تاريخيا كالينبوع
بسير وتضحية ومواقف حسان
فبرغم الجراح شرفهم هو الشموع
طاف بكل الزوايا من الأنهار للكثبان
فما بال القضية ما عادت الموضوع
ولا عادت الأرض العِرض المصان
فبعد تسمم الصرح وظهور الصدوع
غابت نسمات الأنفة ورحل الأمان
وكأن البئر جفت والرجاء قبوع
بالإنغماس في الهوى وألوان الدخان
فالتوكل على الفتاح أبهى الدروع
بالغوص في الطاعات وإجابة الآذان
لا بالإبحار في الملهيات وشتى الطبوع
واستنشاق الشهوات والغباء بالأطنان
بغزة الكبرياء منتوج محلي مصنوع
ولأهلها التكريم والدرر والتيجان
فالنصر وعد إلاهي مصيره السطوع
إذ ينكسر الحصار وتُهدم القضبان
فاليوم وكأن النصرة جُرم ممنوع
أيعطش المسلم ويموت جوعان ؟؟؟
فوا أسفا على أمة السجود والركوع
مستسلمة بخسارة مسبقة للرهان
فصبرا أهلنا فما الرباط مقطوع
ونصر قريب من الملك الديان
محمد بن سنوسي
من سيدي بلعباس
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق