الجمعة، 1 مارس 2024

بنت الأكابر بقلم الشاعر (منصف العزعوزي)

 بنت الأكابر


على شُرفات الزمن المُسافر

وقفتُ أراجعُ شريط حياتي

إلتفتُّ من أعلى هضبة

رأيتُني بين سنين الطفولة

أُعيدُ حساب الأيام الخوالي

وَ أُحصي مسافات العمر

أرتُقُ ما تمزّق من تفاصيل أحلامي

كانت تجلس بجانبي

على مقاعد الدراسة

إنّها بنت الأكابر 

كنتُ أراها بعيدةً عن أحلامي

 رغم قربها مني

كيف أقارِنُ الأشياء ببعضها

وهي التي تركبُ سيارة أبيها الفارهة

وَ تلبس آخر الصّيحاتِ من الثيابِ 

كنتُ أُمنّي النّفس

 أن تمنحُني بسمة أو نظرة

أو كلمة تحيي في داخلي

الوُجود المفقود رغم الوجود

من خلال التفكير بها

وجدْتُني أحاول كتابة كلمات

ليست ككل الكلمات

كلماتٌ تمنّيتُ لو تصلها

لكن خجلي يمنعني

أن أبوح لها بها

و هذا ما ولّد فيَّ أناقة الكتابة 

أصبحتُ الأول في فنّ التعبير 

كم كنتُ أحسّ بفخرٍ أمامها

إذا ما نلتُ أحسن الأعداد 

دون أن تدري

أنّها السبب في تألُّقي

و انتهى العام الدراسي

على أنغام الوداع

صافحتُها بِيَدٍ مرتعشة

و قد كتبتُ عليها كلمة أحبّك

قرأتْها و ابتسمتْ

غادرتْ إلى الأبد

وَ تركتْ في القلبِ جُرحًا

لَمْ يندمل بَعْدُ


(منصف العزعوزي)

تونس الخضراء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق