السبت، 16 مارس 2024

أماه بقلم الشاعر كمال الدين حسين القاضي

 أماه

أمَّاهُ يا فيضَ الحنانِ وجنَّةً
وشفاءَ منْ عللٍ وكلَّ عناءِ
يارقَّةَ الألفاظ عند لقاءها
تنشي نفوساً من لظى الأعياءِ
مادونك الأيامُ غيرُ مليحةٍ
يَا نورَ صبحٍ ثمَّ خيرَ ضياءِ
كمْ كنتِ في مدِّ العطاءِ سخية
وبذلتِ مجهودًا لخيرِ بناءِ
أماه يا كل النفيس مكانة
وطبيب جرح عند هول دهاء
أنت الحياة على الدوام ومأمنٍ
منْ كلِّ آهاتِ وكلِّ بلاءِ
إنيِّ حُرِمتُ منَ البشاشةِ كاملًا
برحيلِ أمٍّ بعدُ كلِّ وفاءِ
كادَ النهارُ يكون ليلَا مظْلمًا
بوفاة نبعٍ فائضٍ بعطاءِ
كلُّ الصعابِ تهونُ عندَ لقاءِها
فالخيرُ فيْها ثمَّ عينُ هناءِ
فاليومَ أحْرَم ْمن نضارةِ وجهها
ورقيقِ لفظٍ طيبِ الأهداءِ
لوْكانَ في طولِ البكاءِ منافعٌ
لبكيتُ عمرًا في لظى الصحراءِ
أعْطتْ عطاءً لا نظيرَ لوزنهِ
عَبْرَ السنينِ بغيرِ أي جفاءِ
صبَّارةٌ في كلِّ أحوالِ الردى
رَسَمَتْ بكلِّ متانةٍ وصفاءِ
روحَ السعادةِ عندَ كلِّ متاعبٍ
والوجْهُ عينُ منارةٍ وسناءِ
مَا قابَ منْها أيِّ نوعِ بخالةٍ
فالعونُ منْها فيضُ كلَّ سخاءِ
بقلم كمال الدين حسين القاضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق