الجمعة، 15 مارس 2024

عرب سلّموا ... بقلم الشاعر دخان لحسن

 . عرب سلّموا ...

كل جسم به جرح يتألم
وكلّ كَتمٍ للأنينِ يثور ويتفجّر
الّا عربًا باعوا احاسيسَ آلامهم
وسلّموا سلاحَهم وما انتظروا
جذورهم ازليَة قبلَ الجُذور
داسوا عليها ولحَضارتهم تَنكروا
صَاروا عيدانا بعد أن كانوا
انشودةَ الجَمعِ يَعزفها العود والوَتر
عجزوا عن تقديم رغيفَ خبزٍ
لطفل أمّه: تنادي اين المستنصر؟
غمّوا عن غزة تموت جوعا
ومروءة العرب تنعي ما عبّروا
يا وجَعا كم كان ريحُك يَنفض
اوراق الفؤادِ عَلى سِنينَ صَبروا
الغضبُ صار يُحاكي الشَهادة
والمِسكَ عَقِرَ مِن اشلاءِ ما نَثَروا
لا رَغبة لي فِي وهَمِ العروبَة
احلامُهم مُقبّحَة ولَو حَجّوا واعتَمَروا
يَسقُونَهم مِياهَ البِحارِ باُجَاجِها
فيتمَلّحونَ في قَهوتِهم ويَتَسَكّروا
أنا طفلٌ لُعبتي شَواظ حَارِقٌ
مِثلَ حُرّ الطيْرِ في مَوطنِه يَتَصَقّر
أنا الجِسر بَين مَأربٍ ومَشربٍ
وَحِدَادُ أجدَادي إذ ظِباؤهم تهجّر
كم نبضًا سَاريًا اوقفَه الغشمُ؟
وكم من اوصالٍ قطّعَها مَن غدروا
لكني ابقى ترنيمة الوصل بالتاريخ
وعيدا للنصر وإن لم ينتصروا
ويبقى العرب بَعرا ما سَلّموا
خيامَهُم تُقتَلعُ اوتادُها وَهُم يَنْظروا
من فلسطين لسوريا والسودان...
هواجِسُ الكراسي تَستبيح مَا نَفَروا
أنا عَربي في جَوفِي أمّةٌ
وعَلى كَتفِي شَظايَا حَربِ مَا بَعثَروا
أنا عَربي بِضاعَتِي مُجزَاةٌ
هَلّا تَخَلصُوا مِن صَدُئِهم وَزَأروا؟
أنا ترنيمَةُ المَواعِيدِ بِالنّصرِ
أشتَهِي بَشائِر العَرب وَما بُشّروا
فيَا وَيحَ مَن هَوت به النَذالَةُ
في دَياجِيرِ الخنُوعِ وعَنه تآمَروا
يا وَيحَ مَن اعتَصَمتُ بِه
وصَعّرَ خدَّه حبّا لاعداءٍ لَه ضَجَروا
ويا ويح من تناسَوا المجازِر
ستلاحِقُهم الأرواح بِوزر ما أقبروا
ويظل البؤس والشقاء يجلدهم
ويواريهم ركام ما حفروا وفجروا
يا دِيار الحمَى مَا يَحمِيكِ
إلّا ابطالا لم يَحتَموا بدور مَا دمروا
أو طوفانا يثلجُ الخواطرَ
حين يُغير على المآسي فيَنحَر
يُكَفِّن الضمائرَ فِي قصورِها
ويَنعِي الاطفالَ في خمائلهم جَمر
لا تلوموا بكائي دون دَمع
حَجَبَتها الجفونُ لتُظهرَ ما قهَروا
فجعوني بتواطئِهم، فحمتني
المقاومَة بقذائف الحق ممّا غدروا
كيف نَسعد والحمية يتوعدها
الموت فوق ارض هجاها التحرر
بقلمي دخان لحسن الجزائر 15ِ. 3. 2024
Peut être une image de 4 personnes

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق