الثلاثاء، 19 مارس 2024

الخاتم ـــــــــــ ياسين حراثي


 ياسين حراثي

نص بعنوان "الخاتم"
"لماذا يأتي الغياب دائما ممن قدمن لهم كل شيء"
.. ذلك الخاتم الذي نزعتيه من اصبعك كان يسوى حياتي بأكمله ومع ذلك نزعتيه، إنني احترت في أمرك، أنت إمرأة خبيثة جدا ومعقدة، أما عن جمالك فصدقيني لا يعني لي شيئا إنه مجرد غشاء على وجهك، أعرف أن هذا الكلام لن يعجبك لكنها الحقيقة وطبعا الحقيقة لن يتقبلها جل البشر لأنها مرة وقاتلة كالسيف الذي ينحر الرقبة.
صحيح أنني أفكر بالعاطفة، أتعرفين لماذا لأني بكل صراحة شاعر و الشعراء يفكرون بعواطفهم ويصدقون في ذلك لأنهم أنبياء الله ولأن كل كتباتهم صادقة وخالية من الأقنعة والأكاذيب المنمقة.
إن تجارب الحب الفاشلة قد تجعل الإنسان يقسو رغم لين قلبه، إذ لا يمكن أن نوهم أنفسنا بأننا تصالحنا مع الماضي والخيبات لكننا لن ننسى أنها كسرتنا.
أتعرفين صرت أفتقدك كثيرا باهتمامي، ربما اهتمام زائد عن حده، أتذكرين عندما حدثتك عن خوفي من الخسارة، وقلتِ لي لن أخسرك أبدا، تحدثت إليك بكل شفافية عن أسراري ونقاط ضعفي لكنك لم تأخذي الأمر بجدية بل عبثت بكل هذا.
إن لكل مناّ حقيقته والحقيقة مخالفة تماما إنها تنتصر دوما على الوهم، الحقيقة كالشمس عندما تشرق يعلن الليل إنهزامه.
كنت أخفيك عن المصائب حتى رميّتِ بي في وجهها و تركتني، أنا الذي علمتك كيف تتجاوزين عقبات الطريق ولم أكن أعلم أنك ستتجاوزينني بهذه السهولة، أنا الذي علمتك كيف تنسي عثرات الماضي كل الأشياء التي علمتها لك مارستيها عليّ بكل حرية وكأنه قدرك أن تردي الخير شرا.
آه لو تعلمي إني أتعذب في نسيانك، أتعذب كثيرا وربما لا تعلمين ولا تشعرين بذلك، أمارس فن القتل فيك وأتجمل بالصمتِ والصبر معاً... آه من ذا الذي يخرجني منك، إني مدرك أنك لن تستطيعي نسياني ولو لحظة، ومدرك أيضا أن غرورك وكبريائك الساقط جعلك تفعلين كل هذا بي دون شفقة مع أني أعرف أني أسكن في كامل تفاصيلك وأحتل الجزء الأكبر في تفكيرك.
وداعا يا أمينة... وداعا.
ياسين بن محمد حراثي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق