السبت، 23 مارس 2024

تفرّقَ شَمْلُنَا .. بقلم الشاعرة رفا الأشعل (تونس )

 تفرّقَ شَمْلُنَا ..

تراءتْ لي عصورٌ غابراتُ
وصَرْحٌ شادهُ العرْبُ الأباةٌ
ومجدٌ بالضّيا منهُ تحلّتْ
عهودٌ ظلّلتنا باذخاتُ
جدودٌ همْ لأمّتنا سَنَاهَا
وزينتها وأنجمها الهداةُ
أرى مجدًا لهمْ يطوى .. يولّي
على أعقاب من شادوا وماتوا
أيا عربًا سباتٌ يعتريكُمْ
وبعضُ الموتِ يجلبهُ السّباتُ
لقدْ حلّتْ بِنَا كلّ الدّواهي
على أنواعها والنّازلاتُ
مشى بين الصّفوفِ دعاةُ شرٍّ
فبثّوا بيننا فتنًا وفاتوا
ويا أَسَفي على وَطَنٍ تشظَّى
ومجْدٌ قوَّضَتْهُ الحادثَاتُ
١
تفرّقَ شَمْلُنَا .. صِرْنَا شَتَاتًا
تمزّقتِ الرّوابطُ والصّلاتُ
وتجرفُنَا المكائدُ كلّ يومٍ
إلى كربٍ .. فهل منها نجاةُ
بِنَا عَصفتْ رياحٌ للمَآسي
وقدْ بسطتْ دُجَاهَا النّائباتُ
شعوبٌ تشتكي ذلاًّ وقَهْرًا
وتُؤلِمُهَا جراحٌ نازفاتُ
أراضٍ في فلسطين استبيحت
وأقدارٌ تجلّتْ موجعاتُ
فمن موتٍ يلاحقهم بعزمٍ
إلى عيشٍ تكدّرهُ الأذاةُ
بغزّة تُهْدَمُ اليومَ المباني
سقوف الدّور .. والمستشفياتُ
وكلّ يشتكي نعيا وفقدا
على الأنقاض تبكي النّائحاتُ
بِبَيْتِ المقدسِ الآهاتُ تعلو
وذاك البيتُ دنّسهُ الغُزَاةُ
وأقدارٌ على يمنٍ تجنّتْ
وقدْ هبّتْ رياحٌ عاصفاتُ
قطيعٌ في العراقِ غزاه ذئبٌ
ومنْ ظَلَمَ القطيعَ هم الرّعاةُ
يفرّقُ بينهمْ دينْ وعرفٌ ..
وحقدٌ .. والظّنونُ السيّئاتُ
أيا عربًا سُقينَا كأسَ ذلٍّ
ومن يرعى القطيعَ هم السُّقَاةُ
متى يا عرب ننهضُ من جديدٍ
يُضَمُّ على الإخاءِ لَنَا شَتَاتُ
نُضيء على دروبٍ للمعالي
نجومٌ في السماء مُحَلّقَاتُ
رفا الأشعل (تونس )
09/03/2024
على تفعيلات الوافر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق