الجمعة، 15 مارس 2024

وجاء النّاي بالبيان -- بقلم الشاعرة روضة بوسليمي /تونس

 * وجاء النّاي بالبيان --

لمّا يشتدّ أنين الأقفال
وتعلو ضحكةُ المفاتيح
ترقص القلوب على نخب المجاز ...!!
يتعتق البوح شهدا في ميسم السّطر
وينحني الضّوء تبجيلا لقداسة الشّوق
تجعل يومها يانعا
تنهل من سواقي اليقين
تبقي على صباحاتها مصابيح تعانق النّور
تسأل ترحالا لا ينتهي
إلى حيث مراجيح للمعدمين
ونايِ دنا فتدلّت آهاته ، توقظ سبات
موّال مجيد
حتّى جاء بالبيان
المقامات وحدها توقّر وطأة الوجع
وتمسح على جبين الحرف اليتيم
تتسلّق جبلا من جليد الاغتراب
تعتّق أنفاسها بخمرة الوجد
تحلم بنشوة ودّ مفقود
تلك الخيمة ...هي نارها
تفرّ منّها إليه ومعها حقائب التّمنّي
يا حزنا استوطن تفاصيل اليوم
جُد على مواسم الخلاص بخيمة واسعة سعة الرّحمات ...
تتساءل ثابتة ؛ متى تشبع الآلهة ؟!
فيستقيم كهنة المعبد ...!!
كمن كذّبه الموج حين غطس
كمن كَشفت وصيّةٌ سِتره مذ أُودِعت
ذمّتَه
كراهب منزوع النّوايا يقرع أجراس الكنيسة
فتخرج مبحوحة باهتة
كتلك المطوّقة بالفرح
تلت ابتهالاتها
صلّت ...
وتسرمدت...!!
تنهل من الجداول ما أمسى زنجبيلا
ولأنّ من الحزن ما أسعد ...!!
تطرّز صدر القصيد بحرف خافق
ترتّب طريق العودة إلى ركنها
كراهبة تبتغي في ديرها سلاما
تميل أفئدة الكون إلى سنابل أشعارها
بينما تخطّ بوحها له وحده
كمقيد على خصر السّيف يبتسم
ترصّعه بالياسمين ، فيمسي فائق الجمال
يضع اللّيل وشاحه
تصطفّ النّجمات على قارعة السّماء
وقد تزيّنت بما لذّ ...!!
تتهجّى سمته وغمزة من عينين خجولتين
غيمة هامت ، يذيبها ربعُ ابتسامة
ودرب روح أدمنتْ مساربه
عيونه جارية
روح ملهوفة ما هجعت
ضفافها عامرة ، حالمة
يعبرها الوقت على وحشته
تعبره على قساوته
ما مالت إلى الأوهام
تسأل الرّبّ قلبا من -دنس -تطهّر
~~~~~~~روضة بوسليمي /تونس
Peut être une image de 1 personne et sourire

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق