أبي
وقفت أتخيل
وجهك على تلة الأماني
وزارني الشوق
ونبتت تحت أقدامي صهيل الأيام
فرسانا شجعانا
يمدون لي يد العون
ويرسمون لي طريقا
من زهر الياسمين
وعطر الأقحوان
تخيلتك يا أبي
تخيلتك يا أبي
يا صديقا وحبيبا
لم ينله إلا ذو حظ في الأبوة
ورفعة الأزمان
تخيلتك يا أبي
تخيلتك يا أبي
يا أبا مقوما
رافعا سيف العدل
وباسطا يد الحب
وماسحا دمعة الظلم
كم قهرني الضيم بعدك يا أبي
وكم رفعوا لي سياط القهر
وفرشوا لي لحاف الذل
الذي أتعبني وأضناني
تخيلتك يا أبي
تخيلتك يا أبي
وكلما سبحت في الذكريات
إمتلأت خواطري
أملا ونورا
ودموعا وأماني
تخيلتك يا أبي
تخيلتك سا أبي
وتهت في حضرة غيابك
وغرقت أشرعتي
وتاهت سفني بعد عز
كالضوء المغلف
بستائر العتمة
الممزقة الباهتة الألوان
وعدت من بعيد
محطمة
كعودة الروح لمحتضر
بين موت وحياة
في جريمة
نسجوها لي
جريمة كاملة مكتملة الأركان
وجمعت شتاتي
كما يجمع حطب الشتاء
ووقفت يا أبي
بعد سقوط مرير
وقفة شجاع خاض حروبا
قادما من ساح الوغى منتصرا
بعدما طوى المستحيل طيا
متقدما ركب الفرسان
الأديبة زينب بوتوتة الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق