الأحد، 22 أكتوبر 2023

أنا الطفل الفلسطيني ... بقلم الكاتبة حبيبة عداد .

 أنا الطفل الفلسطيني ...

ٱكتُب على زندي ...
ٱكتُب...
إسمي ولقبي، إسم أمي وأبي،أسماء إخوتي ورقم البيت الذي أقطن ،
ٱكتُب... فغدا تهطل السّماء وجعا ، قد يتفرّق شملنا ،قد نموت،
وأشلاؤنا تتبعثر ...
ٱرسُم على صدري...
شجرة الزّيتون التي زرعها جدّي في صدر البيت...
تلك السنديانة ...
ٱرسم ...وجه الشّمس في أرضي ...عبق الفجر ...قطرات النّدى تلثم أوراق الورد في حقلي ...
ٱرسم...
باقات من الزّعتر ،
فغدا قد نتوه عن أرضنا ، فنذوب شوقا ...
غدا ...قد نموت ...
وقد نُرحّل أونُهجّر...
ٱكتب...
أنا الطّفل الفلسطيني الذي ،يموت ،و لا يكبر...
أنا الطفل الذي توقظه ،صفّارات الإنذار، تهدهده أصوات القنابل ،
قبل النوم...
قد ينام ولا يصحو...
ٱكتب ...
أنا الطّفل الفلسطينيّ الذي في مهده ،يتفجّر...
انا الوليد الشّهيد ،
ابن الشّهيد وأخ الشّهيد ،
ففي وطني تُكتب الشّهادة في وثيقة الميلاد، ذاك قدرنا فلِم الخوف ولِم الحزن ،
نحن قوم لانهاب الموت ،نحن فقط ، نَحذَر ...
ٱكتب إذن ...
ٱكتب على زندي ولا تتأخّر...فالسّماء غائمة وأخالها قريبا،
بأسمائنا ...تُمطر .
حبيبة عداد .
تونس.
Peut être une image de 1 personne et bébé

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق