الجمعة، 6 أكتوبر 2023

يقظةٌ على ورقِ الياسمين _ بقلم الشاعر حسين السياب

 يقظةٌ على ورقِ الياسمين 

___________________ / حسين السياب 


ما زلتُ عالقاً

 في سحرِ تلكَ الليلة..

الليلة التي افترشنا فيها القمرَ سريرَ حبٍ،

حينَ أدركَ النومُ جسدكِ المترفِ

على ذراعي الممتدِ إلى نهايةِ العالم...

يا ربةَ الدلالِ،

يا طفلةً في غاباتِ الزيتونِ،

يا فطنةَ غزالٍ يراوغُ الموتَ برشاقة..

أيتُها الصورةُ الشعريةُ المنفلتة 

 من قُبلةٍ تاريخيةٍ..

من نشيجِ القوافي أرتبُ لكِ القصيدةَ 

عاريةً من الوجعِ 

لا حقيقةً للهزلِ فيها..

أرسمُ منمنماتٍ على كتفكِ 

لتزهرَ حدائقُ الياسمين في سماء روحي،

أكرهُ العالمَ في حضوركِ، وأحبُكِ جداً...

يتآكلُ بداخلي الجنديُ

ولا جدوى من كلِّ المعاركِ التي أخوضها،

لا جدوى من التماسكِ أمامَ عواصفِ الماضي 

وصهيلُ الملحِ يخرسني..

دَفّةُ النهار بلا بحار 

والشارعُ سكرانٌ يتقيَّأُ شهداءَ 

متشظيةً أجسادُهم كالبلورِ

يتلألأُ الموتُ في عيونهم...

لو أنني تخطيتُ كلَّ مزاميرِ المسافات بيننا

لما استدارتْ كلُّ العثراتِ على رصيفِ العمرِ..

لم أدرِ كيفَ تسربتْ شياطينُ البحر تحتَ ردائي؟

وطيورُ الوحشةِ توقظني من قبرِ الفناء.. 

في غفوتي تضمني شجرةٌ،

 تأكلُ أسايَ،

وتلتهمُ الأماني من مخيلتي.. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق