الثلاثاء، 24 أكتوبر 2023

كمْ كنْتَ تَحلُمُ أن تكُونَ.. بقلم الشاعرة سعيدة باش طبجي ☆تونس

إلى أطفال غزة الصّامدة الشّماء.. ضحايا الاحتلال الغاشم
《 كمْ كنْتَ تَحلُمُ أن تكُونَ...》
تَتهاطلُ الأشْجانُ منْ أهْدابي
والحُزنُ منْثورٌ على أبْوابِي
تَتناسلُ الأحزانُ في أرْحامِنا
وقَصائدي مَخْطوطةٌ بِعَذابي
والسُّهْدُ يرْقُدُ في فُتُوقِ وِسَادَتي
والهمُّ مُنْدَلقٌ بِكُوَّةِ بابِي
والدّمعُ يَسْري مِنْ تَجاويفِ الأسَى
مُتمَنْطِقا بالدّمِّ في جِلْبابي
سَالَ النّجيعُ و سَالَ نبْعُ الدّمْعُ
مِدْرارا على الأكْوانِ كالعِنّابِ
والموْتُ يرْفُل زَاهيًا مُسْتأسِدًا
مُتألِّقا في حُلّةِّ الإرْهابِ
و الجَوْر يلْقي بِالقنابلِ و اللّظَى
بمَنابرٍ و مَآذنٍ و قِبابِ؟
ودَمُ الطُّفولةِ فوْق أسْفلتِ الرّدَى
يسْري ليَروِي قاحٍلَ الأعشابِ ؟
☆☆☆
ياطفْلُ يا ثُكْلَ الزُّهورِ على الشَّذا
يا لوْعة الفَجْرِ الجَريحِ الخابِي
يا آهةَ الطيْر الكَليمِ علَى الرُّبَى
يا أنّة الأمْواهِ في المِزْرابِ
يا هَجْعَةَ النُّورِ المُكَفّنِ باللّظَى
يا دمْعَةً حرَّى بِقلْبِ تُرابِ
كمْ كنْتَ تَحلُمُ أن تكُون حَمامَةً
أو نجْمةًَ أو زهْرةٌَ في غابِ
كمْ كنْتَ تحْلُمُ أن يَشعَّ النُّورُ في
كوْنٍ بِلا ليْلٍ و لا أوْصَابِ
كمْ كانَ يكْفيك الوِسَادُ على الثّرَى
في موْطنِ الأجْدادِ و الأتْرابِ
غاضَ العبيرُ و أُجْهِضَتْ آمالُنا
وخَبا لَهيبُ الحُلْمِ في الأهْدَابِ
جَفّتْ وُروُدُ الحُبِّ و انْدَلقتْ دِنانُ
السّلمِ و الإيمانِ في الأعْتابِ
ماذا أقولُ وأحْرُفي مصْدُومةٌ
و الحُزنُ مزْروعٌ عَلى أبْوابي؟
كيفَ المَساجدُ تُسْتباحُ ويَغْسِلُ
الدّمُُّ السَّفيحُ قَوائمَ المِحرابِ؟
حَتّامَ لوْنُ الخُضْرةِ الفيْحاءِ يُضْحي
حُمْرةً من لوْثةٍ الأذْنابِ
و إلَامَ نابُ الظّلْم يغْتالُ السّلامَ
و ينْهشُ الأحلامَ نهْشَ ذئابِ؟
☆☆☆
قد جئْتُ أحْملُ حُرْقتي بقَصائدي
لكنّ بَحرِي مُفْعمٌ بعُبابِي
رغْم المَدامعِ والمواجعِ و الرّدَى
يغْتالنا مِنْ ثُلْمةِ الأبْوابِ
سيمُور منْ فجّ الظلام شُعاعُ
نُور يغْمرُ الآفاق بالإطراب
فأراكَ يا طفل الحِمام غَمامةً
ًوحَمامةً بِجَناحِها الوثَّابِ
ويَصِيرُ شَرعُ الحُبّ قامُوسي وأشْدو
جذْوتي بجَوارحِي ورَبابِي☆
《سعيدة باش طبجي ☆تونس》

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق