الأربعاء، 4 أكتوبر 2023

أحنُّ إلى شحات بقلم د. محفوظ فرج المدلل

 أحنُّ إلى شحات

أحنُّ إلى (شحات ) والشوقُ يغلبُ
وحبّي لها في القلبِ يلهو ويلعبُ
مَسيري من الوادي تحثُّ بي الخطى
إلى جامعٍ وسطَ المدينةِ يعجبُ
أصلّي بهِ للهِ أسألُ عفوَهُ
ويحمي ثراها من كوارث تُرهبُ
يعيدُ أساريري بسعدٍ وبهجةٍ
بها طيبُها لِلهَمِّ والحزنِ يحجبُ
خصالٌ لأهليها تبدّدُ وحشةً
بتَرحيبِهمْ واللطفُ منهمْ يقرِّبُ
كرامُ نفوسِ للغريبِ دريئةٌ
وملجا لعانٍ منهمُ العونَ يطلبُ
نسيمٌ بريّاهُ كأنّي في الصبا
وفي عنفوانٍ غادرَ الشيبَ تحسبُ
أخي ( صالحُ )(١) إنْ سارَ فوقَ ربوعِها
وصارَ دفيناً تحتَها فهوَ طَيِّبُ
لأنَّ لهُ روحاً تصلّي محبةً
على المصطفى الهادي ولم تكُ تغربُ
مباركةٌ ( شحات ) تبقى منيعةً
على كلِّ باغٍ ظنَّ بالظُلمِ يرعِبُ
خبِرتُ مغانيها تجودُ وهادُها
بكلِّ نباتٍ للسقامِ يُطبِّبُ
وإنْ جادَ غيثٌ ضمَّني الغيمُ حاضناً
أسائلُهُ قلْ لي إلى أينَ تذهبُ
إذا قالَ إنّي وجهتي نحوَ سوسةٍ
أقولُ مواساتي لها لا تُغيِّبُ
أعرها نثيثاً من نداكَ مبرَّداً
ليبعدَ عنها الحزنَ وهي تعذَّبُ
وإنْ جزتَ من (رأسِ الهلالِ ) فبلِّغنْ
سلامي ودعْ دمعي هنالكَ يُسْكبُ
هنالكَ حاورْنا على الشطِّ بعضَنا
( بشتاوةٍ ) منها تعلَّمتُ أكتبُ
قرأتُ بعينيها براءةَ طفلةٍ
تبوحُ عبيراً في عفافٍ يهذِّبُ
وإن قال قصدي في وصالٍ ( لدَرْنَةٍ )
أقولُ لهُ مكلومةٌ وهيَ تنحبُ
تمَهَّلْ و لا تهْمِ وَقَبٍّلْ ترابَها
وَخبِّر بها أحياءَها القلب يندبُ
فعطفاً ورفقاً بالغوالي (بقُبَّةٍ)
وإياك في (البيضاءِ ) يا غيمُ تغضبُ
(فبرقةُ) أدمتُها الكوارثُ لم تعُدْ
بقادرةٍ أنْ تمنعَ الشرَّ ينهبُُ
عليكَ تَوَكَُّلنا إلهيَ فاحمِها
من النائباتِِ النائماتِ وتصْعبُ
وصلِّ على الهادي البشيرِ وآلِهِ
وصحبٍ إذا ناداهم الحق أوُثبُ
د. محفوظ فرج المدلل
٤ / ١٠ / ٢٠٢٣م
١٩ / ربيع الاول / ١٤٤٥هـ
(١) الأستاذ المغفور له أخي الغالي صالح ونيس بو مد الله الحاسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق