!!،،أغرب القضايا،،!!
مدعى النبوة : صلاح شعيشع ( الإسكندرية)
بقلمى : د/علوى القاضى.
… إدعى النبوة والتابعون كانوا يقولون عليه ( صلى الله عليه وسلم )
... من مواليد ١٩٢٢ ، في الإسكندرية ، من أسرة فقيرة جدا ، يتيم الأب ، لكنه بالرغم من ظروفه كافح ليدرس فى الجامعة ، وكان ذو شخصية غريبة ومضطربة ، متكبر ويسخر من الناس ويستهزأ بزملاءه ، فقد كان مغرورا ، طويل القامة وقوى الجسد والبنية
... كان دائما مغرورا ومتعال ، يعتقد انه متميز عن كل الناس ، وقدراته اكبر من انه يعاشرهم [ بارانويا ]
... ذكاؤه مكنه أن يلتحق بكلية الطب ويتفوق فيها
... لكن لأنه كان مكروها وعداءاته التي كونها في الكلية ، والمشاحنات مع اساتذته وزملاؤه ، وشخصيته الحادة الطباع ، رفضوا تعيينه معيدا ، وتم تعيينه في وزارة الصحة ، وبسبب البارانويا إستقال
... قام باستئجار عيادة باطنة ، لكنه بعد فترة وبدون سبب غير التخصص إلى نساء وتوليد ، وركز فى نشاطه على عمليات الإجهاض المشروع والغير مشروع ، وملأت شهرته الإسكندرية وسمى ملك الإجهاض ، وكون ثروة
... صارح " جارته " في رغبته من الزواج منها ، ووافقت ، وانجب منها ولد وبنت
... حياته كانت عادية ، لكن كل حاجة اتغيرت في الستينات
... فى يوم سيارته عطلت ، أخذها للميكانيكي ، وفتح معه حوار ملخصه إن الميكانيكي كان ملبوس وأنه راح لشيخ اسمه الشيخ محمد يصرف عنه الجن ، فالدكتور صلاح قاله إن الشيخ محمد ده نصب عليه ومفيش حاجة اسمها دجل ، فالميكانيكي قاله مدام كدة هات لي منه ال٧ جنية اللي دفعتها
... الدكتورصلاح قبلها كان سمع عن الشيخ محمد الدجال ده ، وكان رأيه فيه دائما انه نصاب
... ذهب صلاح للشيخ محمد وكانت نذير شؤم على صلاح ، وطلب منه ال٧ جنية للميكانيكى الغلبان
... الشيخ محمد قاله : ماشي هديك ال٧ جنيه بس انت لما تعرف اللي يخصك في ايدي هتديني ١٠ جنية
... فالدكتور استغرب هوا ايه اللي في ايدك ده ويخصنى ؟! فالشيخ محمد قاله : دا كتاب فيه ١٥ صفحة بيتكلم عنك انت ومراتك ، واتحداك ان يكون في الكتاب ده كلمة واحدة غلط
... اندهش صلاح ، الشيخ محمد بدأ يقرأ له قصته اللي فى الكتاب واللي على كلام صلاح يعني كل كلمة كانت صح حتى اسماء اولاده ومراته وحاجات محدش يعرفها غيرهم ، فآمن الدكتور صلاح بيه وبكتابه ، ولازمه باستمرار ليتعلم منه امور تحضير وصرف الجن وأستمر يزوره كل يوم لمدة خمس سنين ، وفي الخمس سنين دول صلاح اتبع الطريقة الشاذلية الصوفية ، وفضل يدور على حد مثقف يصاحبه ويضمه لأبحاثه دي وملقاش غير البسطاء من البقالين والعمال ، فقرر انه يسعى للمثقفين
... وهنا كانت بداية الضلال بدأ صلاح مرحلة جديدة في حياته ، مرحلة تحضير الأرواح والجن ، واستمر فى الذهاب لمقابلة كل اللي شغالين في المجال ده ليتعلم منهم ، والبسطاء بدأوا يسمعوا عنه تدريجيا
... اتجة صلاح للتصوف الشخصى ، وقرر إنه يعمل طريقة جديدة بإسمه
... وحاول يضم الناس لطريقته الجديدة
... عيادة الإجهاض بتاعته اشتهرت اكتر ، ومبقاش فيه غيره يتقن عمليات الإجهاض ، سواء ( حلال او حرام )
... وبدأت الستات تتكلم عن سلوكه معاهم جوا في عيادته وتحرشه بيهم
... سمعته أصبحت سيئة ، واتهم في خمس قضايا اجهاض غير مشروع ، فترك ممارسة الطب نهائيا
... بداية التحول مائة وثمانين درجة ، بدأ يتجه لنشاط أكبر من الطب ومن الدجل ، نشاط جديد يحقق له ذاته في حب النفس والزعامة وكسب الأموال
... نشاط جديد ، فكر انه يعمله وعقد النية وفعلا بدأ فيه
... في السبعينات ادعى النبوة !
... فاجأ زوجته وقال لها انه نبي ، ومش اي نبي دا هو نفسه محمد ، وان النبي محمد مات جسديا وحلت روحه جواه هو ، وبقا ينادى زوجته ياخديجة على أمل انها تكون اول المؤمنين به وتساعده ، لكن مراته رفضت تماما الهبل اللي بيقوله ، وحاولت انها تقنعه ان كلامه ده كفر وميصحش ، فبدأت المشاكل بينهم
... صدم من كلامها ، وكرهها ، واعتاد أن يبعد عن البيت بالأيام ، وأنشأ علاقة غير شرعية مع الممرضة بتاعته فى العيادة واقنعها انه نبي ، وطلق زوجته وتزوج الممرضة
... بدأ تدريجيا يعرض موضوع نبوته لجيرانه ، ولأنه عارف ان جيرانه في محرم بك متحضرين ومش هيقبلوا كلامه ، حاول مرة انه يفتي كدة وسطهم ويشوف رد فعلهم ، مرة قال لهم ان كل اللي بيصلوا الجمعة كافرين ، لأن صلاة الجمعة لاتجوز الا وراء امام ، والامام لازم يبقا نبي ، اتعصبوا وهاجموه فترك حى محرم بك
... ونقل نشاطه في الأحياء الشعبية الفقيرة ، يدعوا معارفه وأصحابه ، ويبشرهم بالجنة ، ويقول لهم معاصيكم اتشطبت ، وبدأ ينشر دعوته في الخفاء ويقول :
. . ان الرسول اتجسد فيه ، وانه أصبح حبيب الله ، وعالم في اسرار الدنيا والآخرة ومعاه السر الأعظم
... وبدأ يفسر القرآن بطريقته ، وحلل الحرام وبالذات الزنا ، واباح لنفسه كل حاجة ، ولغى عنهم الصلاة ، وعمل طريقة صوفية جديدة سماها " الطريقة الصلاحية الشاذلية الزينية المحمدية "
... في أول التمانينات دعوته انتشرت وأصبح لها مريدين ، ومع ازدياد عدد المريدين شعر بعظمة وكبرياء وانه اكبر من الناس ، وأصبح يحلل كل حاجة هوا بيحبها
... في مرة اقنع زميله الدكتور احمد باتباعه وكان دكتور نسا ، وكان متزوج من دكتورة اسنان جميلة ، اقنعهما بالدعوة وهما صدقوه ، فاقنعهم انه يعيش في شقتهم في سيدي جابر ويترك عيادته اللي عايش فيها ، وسمى الشقة " الساحة " اللي هتبدأ منها الدعوة
... ودعى اتباعه يتجمعوا فيها يومى الاثنين والخميس
... اما الدكتورة نشوى زوجة الدكتور احمد أصبحت خادمته وعمل معاها علاقة محرمة بعلم وموافقة زوجها ، وسماها " أم المؤمنين "
... الشيخ صلاح قسّم اتباعه لفرقتين : فرقة الملوك وفرقة الصعاليك
. . الملوك : اللي صدقوا دعوته واتبعوه من اول بدايتها سنة ١٩٦٠ تصديق مطلق ، وينفذوا اي حاجة يؤمرهم بيها ، واصبحوا مميزين عنده جدا ، ومبشرهم بالجنة ، وماشيين ينشروا للناس انهم شافوا النبي محمد متجسد في صلاح في الحلم وبيبشرهم بالجنة
. . الصعاليك : هم آمنوا بالدعوة او دخلوا اول الطريق لكن ليسوا مؤمنين تماما بنبوة صلاح شعيشع مائة بالمائة ومترددين ، وإذا اقتنعوا تمام الإقتناع سيصبحون من الملوك
... في ساحة الرحمن " شقة دكتور احمد " ، كان يعمل اجتماعين ، الأول يوم الاثنين وده للصفوة الملوك وكان يجلس معهم صلاح يناديهم " أسيادي " تكريما لهم ، والثانى يوم الخميس يحضره الكل
... ساحة الرحمن عبارة عن حجرة فيها كنبة يجلس عليها مرتديا جلباب أبيض ، وأمامه يجلس ٣٠ راجل وست من اتباعه ، الملوك يجلسوا على الكراسي في الصف الاول ، والصعاليك خلفهم على الأرض
... التوقير والاحترام بالبوس هى الطريقة اللي صلاح ابتدعها اسماها " القبلة المحمدية " ، كان الراجل او الست يدخلوا على الشيخ صلاح يبوسوا ايديه ، ويبوسه على شفته ٣ مرات ، أما الستات كانت بتاخد منه بركات اكبر فكانت اقل واحدة من اتباعه تاخد ٢٣ بوسة على الشفايف ، وكان بيسميها البركات ، وساعات لما بتعجبه واحدة كان بيبوسها بوسة طويلة اكتر من ٣ دقايق ، ولما الملوك يسألوه ليه طولت ؟! كان يبتسم ويقول " القبلة المحمدية يا أسيادي "
... إبتكر طقوس إصلاحيه وكانت الأساس في جماعة شعيشع ، كان لما حد يزوره من التلاميذ ، يستأذن في الدخول وايده على صدره زي الصلاة كدة ، فصلاح يقول كلام مش مسموع وبعدين يقول الله ، فالزائر يقول : الله يا سيدي ثم يقرب منه ، لو صعلوك يبوس ايديه وبعدين يبوس شفايفه ٣ مرات وينزل يبوس رجله اليمين ، لو ملك بيزود بوسة على رجله الشمال وبطن رجله ، لو واحدة ست كانت تبوس ايد الشيخ وبعدين بياخدها في حضنه ويبوسها ٢٢ بوسة
... بعد ذلك يقفوا صف وراه ، ويقول انه هيحضّر روح السيدة زينب او سيدنا الحسين ، ويبدأ يقول : الله ، فاللي وراه يرددوا الله ، وبعدين يبدأ يسرّع رتم الذكر لحد ما يبقا "اه اه اه اه" وهما بيرددوا وراه ، وبعدين يبتسم ويقولهم الست حضرت وقاعدة في الساحة معاهم ، ويروحوا يقعدوا معاه جوا ، ويتكلم بلسانها ويعمل كأنه بيكلمها وينقل كلامها للحاضرين
... كانت المحاضرات دايما تحريف لتفسير القرآن ، وافتراء عالنبي وكان يقول انه نشر الإسلام بحد السيف وإن الازهريين كفار ، ويحرضهم على ترك صلاة الجمعة واللي يصليها يبقى كافر
... من اشهر اقواله : 《 محمد مامتش والكل عارف ، واحباب حضرة النبي اللي هما انتوا ، عارفين انه رجع في صورة الدكتور صلاح ، طيب فايدة الحج ايه وحضرة النبي موجود بينكم اهو في الاسكندرية ، بدل ما تروح تحج عند محمد القديم انا قدامك اهو ، اللي عايزين يزوروا حضرة النبي يجوني ، اللي بيروحوا يحجوا دول كفرة بيزوروا حديد وحجر 》
... وقال : 《 لو كل واحد يفتكر شيخه في قلبه ويبطل صلاة ليوم القيامة فهو داخل الجنة بإذن الله وبإذن شعيشع ، الصلاة غباء ، لأن التقرب لله عن طريق حب حضرة النبي الحقيقي ، حبوني بدون صلاة ولا صوم ولكم الحنة 》
... وبيقول : 《 وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى ، يد الله هي يدي لا استخدم فيها السيف ولا البندقية فهي قوة ربانية 》
... الوحي بالنسبة له كان من ( احلام الملوك ) ، كان بيقعد يفسر احلام الملوك بتوعه ويسميها تنزيلات ، ويؤمر اتباعه يكتبوها في ورق وعلى هوامش المصحف ويقرأوها وسط القرآن ويحفظوها
... اقوى التنزيلات بقا كانت حاجة سماها " تنزيلات نشوانا " ، نشوى الدكتورة اللي بقت ام المؤمنين حلمت انها شافته في رؤيا ، فا سماها ام المؤمنين وبيحكي ويقول :《 انها وصلت للي هيا فيه ده بقلبها لانها صدقت ، وتنزيلاتها واجب حفظها لكل مؤمن ، لدرجة انه عمل لها آيات بإسمها بيقول فيها : 《 لأن حب نشوانا هو اليقين ، ولأن من خلق نشوانا لا نأخذ منه إلا ما هو ريحان وياسمين .. الخ 》
... واستمر يفسر رؤى الحاضرين وعليه يحكم
... مرة واحد شاف انه حضر الساحة ببيجامة مقطعة ، فغضب عليه وقاله انت كدة مطرود من الملكية بأمر الله
... وواحد شاف رؤيا ان النبي كان حيران في انتقال الشيخ صلاح للآخرة ، لكن الرسول فكر شوية وانزل ملكين ومعاهم كبش فداء للشيخ صلاح
... صلاح فسرها ان كل صعلوك هيدفع مبلغ من المال فدية ، وبدأ يجمع منهم فلوس
... كان الشيخ صلاح فارض جزية على اتباعه ، اتاوات بآلاف الجنيهات كان الاتباع بيدفعوها ، بيصرف بيها عليه وعلى نشوى ام المؤمنين وبعض الملوك
... الفلوس اللي كان بيجمعها ، كانت بتروح لواحد من الملوك اسمه " عبد العظيم محمود " شغال مدير حسابات في شركة الغزل في الاسكندرية ، وكان اول المؤمنين بيه ، كان بياخد الفلوس اللي بيجمعها الشيخ ، ويحطها في حساب اسمه راس مال الدعوة ، والفلوس بيستخدمها الشيخ في تجارة الحديد والاسمنت ، وكان بياخد الارباح كلها لنفسه ، وياخد بس ١٠٪ يوزعها على حبايبه تحت اسم " النفحات "
... فى منهجه قسم النفحات قسمين : قسم فلوس ، وقسم قبلات
... أحيانا يديهم ملاليم للي راضي عنهم ، وأحيانا يديهم نصيبهم بوس ، والمريدين كانوا بيحبوا البوس اكتر وبالذات الحريم
... المشكلة ان الراجل المؤمن هو ومراته مثلا ، بيسيب مراته تتباس عادي ، وبيستبشر بيها كمان، لدرجة ان البوسة لو زادت لحد الجماع مثلا او العلاقة الغير شرعية ، كانت الست بتفتخر قدام جوزها عن مدى قربها من النبي وجوزها يفرح
... في جلسة من الجلسات فيه ست مع جوزها تراجعت في اخر لحظة ورفضت تبوس الشيخ ال٢٣ بوسة ، فالشيخ اتعصب وامر جوزها يطلقها حالا ، فالراجل كان بيحبها فحاول يقنعها تبوسه ، رفضت ، طب نتطلق كدة وكدة ، رفضت ، فالراجل طلقها عشان يرضي الشيخ
... اهم عيد لمريدين الشيخ صلاح هو المولد النبوي ، اللي هو عيد ميلاده ، كان بيسجله فيديو ويشغله للمريدين في أيام السنة
... والمولد عبارة عن صوت ام كلثوم بأغنية عن النبي ، والمريدين جايبين هدايا وفلوس للشيخ ، يسيبوا الهديه ويروحوا للشيخ على سريرة يهروه بوس اللي هيا القبلات المحمدية يعني ، وحاجة اخر فرحة
... بعد كدة بيصحى الشيخ ، تبدأ الزغاريد والتصفيق والتهنئة ، وتخرج الستات بقا تتحزم وترقص شرقي ، والرجالة تشاركهم الرقص ، لحد ما الأغاني الأجنبيه تشتغل ويبدأوا يرقصوا لحد الفجر
... سنة ١٩٨٥م ، وبعد مراقبة الشرطة للشيخ وتصرفاته واتباعه ، الشرطة قبضت عليهم كلهم، وكانت قضية من أغرب وأشهر قضايا الثمانينات ، كون ان الشيخ صلاح ده كان مسيطر على عقولهم بنسبة ١٠٠٪ ، بالرغم ان بينهم متعلمين ومثقفين ، وصلت درجة العشق انهم كانوا معلقين صوره في بيوتهم ومكتوب تحتها " سيدنا صلاح الشاذلي صلى الله عليه وسلم "
... في التحقيقات مع الاتباع لما كان وكيل النيابة يقول اسم صلاح ، كان الاتباع يرددوا : صلى الله على صلاح
... نشوى وهما بيحققوا معاها اصرت على انه نبي ، مع انها دكتورة ومتعلمة ، ودافعت عنه بكل جوارحها وقالت ان الرؤية اللي خلتها تصدق ، في الحقيقة ان كل اللي اتحقق معاهم اتكلموا عن رؤى شافوا فيها صلاح مع النبي وعشان كدة صدقوا
... زوجة من الزوجات قالت في التحقيقات ان الشيخ كان بيمنع جوزها ينام معاها ، وده بسبب انها رفضت تبوس الشيخ وتقلع الحجاب لأن الشيخ مكنش مقتنع بالحجاب ورفعه عن مؤمنيه
... وقتها الأزهر أصدر بيان شديد اللهجة بتكفيره بعد ماسمعوا الأقوال وشافوا شرائط الفيديو ، وطلب من المحكمة توقيع اقصى انواع العقوبات عليهم كلهم واضاف البيان ان اصرار الدكتور صلاح على افكاره هو ارتداد عن الاسلام وحرموا التعامل معاه
... واخيرا وللأسف ، اتحاكم ، وحكم عليه [ بخمس سنين سجن ] فقط ونفذ صلاح السجن ، ونسيت الناس قضيته ، اللي هي اشهر قضية ادعاء نبوة في تاريخ مصر الحديث
... تحياتى ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق