الجمعة، 25 أغسطس 2023

ألا عودي بقلم الشاعر محمد الدبلي الفاطمي

 ألا عودي

ألا عُودي فقدْ تَعِبَتْ جُهودي**وضاقَ العيْشُ في وسَطِ القُرودِ

بكى الإبداعُ في وطني سنيناً***وسالَ الدّمْعُ مِنْ فوْقِ الخُدودِ

وطلّقتِ المـدارسُ كلّ نهْجٍ***يُفكّرُ في الخـــلاصِ منَ القُـــيودِ

فعودي يا مَنارَ الفكْرِ عُودي***وجُودي بالحَضارَةِ في الوُجـــودِ

أحبُّ السّيرَ نحْو الشّرْقِ فجْراً***وفوْقَ عَمامَتي مَجْدُ الجُــدودِ

////

أفتّشُ عَنْ خَيالكِ في خيالي***وأسألُ عنْكِ منْ سَهروا اللّيالي

ذهبْتِ ولمْ تعودي مُنذُ عَهدٍ***تكــــلّلَ بالرّفيعِ منَ الخـــصالِ

وكُنتِ من العَذارى في عُصورٍ***لكِ الشّــــعراءُ غنّوْا بالجـــمالِ

رَموْك بعقم فهمك دونَ فِقْهٍ***وساموكِ المهانةَ في الفــــــعالِ

وأنتِ منَ البهاءِ أراكِ شَمْساً***أشِعّتُها اسْتــقرّتْ في خَيـــــالي

////

لساني لمْ يعُدْ يَجِدِ الرّفيقا***وقدْ كرهَ الرّكاكةَ والنّّهــــــــــــيقا

وذهني طالهُ الإرهاقُ لمّا***أضاعَ الفــقْهَ وافْتَـــقدَ الصّديقا

تعثّر في التّعلّمِ منْ زمانٍ***كأنّهُ في الكرى أضْحــــــى غَريقـا

وحولهُ في الورى أعْجازُ نخلٍ***ولغوٌ في الشّــفاهِ بدا نَقـــيقا

فيا لغةَ العـروبةِ أيْنَ أنتِ***فنحنُ اليومَ أصْبـــــــحْنا رَقيقا

////

تدنّى في مَدارِسِنا الحياءُ*** وفي تعليمنا انعدمَ الرّجاءُ

تعثّرَ كلّ ذي رَأْيٍ وفَــــــهْمٍ***وفي أحْشائنا انْتـــــــحَرَ الوفاءُ

نُفـــــكّرُ في التّآمُرِ كالأفاعي***وسمُّ الغدرِ ليــــــــسَ لهُ دواءُ

تغوّلّتِ الغباوَةُ في بــــلادي***وثارَ الجنْسُ فانتــفضَ النّساءُ

وزغْردَتِ الرّذيلةُ في بُيوتٍ***بها الأخلاقُ طلّـــــــــقها الحياءُ

////

رغيفُ الشّعْرِ يُخْبزُ للعبادِ***ليَدفعَ بالعُـــــــــــقولِ إلى الرّشادِ

يغذّي الطّامحينَ إلى ارتقاءٍ***بنظمٍ تَسْتجــــــــيبُ له الأيادي

ويَسْقي أنفُساً بزُلالِ مــــاءٍ***لِتَــــــــــــشْربهُ القرائحُ كالجيادِ

فتزهرُ حينها الأفـــــكارُ فِقْهاً***يُداوي مَنْ أُصـيبَ منَ العـــبادِ

وإنْ نحنُ اعْتبرنا الشّعْرَ رجْساً**سَنغرقُ في الهُراءِ وفي الفسادِ

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق