الاثنين، 10 يوليو 2023

الزمن الجميل ـــــــــ د/علوى القاضى


 !!،،الزمن الجميل،،!!

بقلمى : د/علوى القاضى.
... كان لقاءا أكثر من رائع ، شفى صدورنا ودغدغ مشاعرنا ، وانتقل بنا إلى الزمن الجميل بكل زهوته وجماله ورونقه ومتعته وعبق تاريخه الذى لايوصف
... برزت لنا أجنحة كأجنحة الملائكة وحلقنا بها فى السماء وتحولنا خلال اللقاء إلى أطفال
... دارت عقارب الساعة إلى الوراء خمسين عاما وأكثر نسينا أنفسنا ومر الوقت مسرعا دون أن نشعر به
... فكل منا قص قصته ومواقفه التى طالما كان يستمتع بها فى طفولته وسال لعابنا لما كنا نستمتع ونتلذذ بطعمه ورائحته ونحن أطفال
... استمتعنا بالذكريات فمابالكم ونحن أطفال ونعيش نفس اللحظة
... أذن الفجر ونحن غارقون فى ذكريات الزمن الجميل ، الكل كان مستمتعا يحكى مواقفه الجميلة الممتعة رغم قسوة الظروف فى وقتها
... لكن كل زمان ومكان له زهوة واستمتاع خاص به
... الكل تمنى أن يعود كما كان طفلا مهما كلفه ذلك ولكن هيهات هيهات فقد فاجأتنا كوكب الشرق بصوتها الرخيم《 وعايزنا نرجع زى زمان قل للزمان ارجع يازمان 》
... أحبابى من خلال كتاباتى وخواطرى أحاول أن أجعل الزمن الجميل ممكنا تقرأه في بوست أو تحسه أكثر بخيالك
... الزمن الجميل مش بس صورة مكان ، الزمن الجميل هو إحساسك بيه والحنين إليه الل بتلاقيه في بعض السطور المكتوبة أو الصور أو التسجيلات
... هناك عبارة تمر بنا كثيراً ودايما تتردّد على ألسنة كبار السن سواء كانت قولا أو كتابةً وهي ( آه على الزمن الجميل ) ، وتكاد تسمعها من معظم الأجيال ، وفى ألفاظها تنهيدة وحسرة على مافاتنا من ذكريات جميلة لم ولن تتكرر
... فهناك من الأحباب من حنّ لأيّام ما قبل السّيارات والتّلفزيون والكهرباء والبيوت المسلّحة وغيرها من وسائل الحضارة والرّاحة
... وظل يردّد : لقد كان الزمن أجمل ، حيث الطّيبة والصّدق والحميميّة والمحبّة
... وهناك من حنّ لبدايات الكهرباء والتّلفزيون والسّيارات وكيف كان التّعامل معها يجلب الكثير من السّعادة ممّا جعل ذلك الزّمن أجمل في نظره
... وهناك من حنّ للمسلسلات والمباريات والأغاني القديمة ، وإذا ما شاهد شيئاً منها ردّد بحسرة ( آه على الزّمن الجميل )
... وهنا سألتهم عدّة أسئلة يغلب عليها فلسفة الموقف :
. . أين يوجد هذا الزمن الجميل؟!
. . ولماذا لا تتّفق الأجيال على زمن جميل واحد؟!
. . وما الّذي يجعل زمناً بعينه دون غيره جميلاً ؟!
... حينها لم أسمع إجابة واحدة شافية من أحد ، فقلت لهم :
. . عندى تصور في إعتقادي الشّخصي أن جمال الزّمن يأتي من عدّة جوانب :
... أوّلها : . . جمال المرحلة السّنيّة الّتي يعيشها الشّخص منكم ، وهي غالبا ما تكون مرحلة الصبا والشّباب ، فالملاحظ أن الأجيال تحن دائما للزّمن الّذي عاشته فى طفولة أو صبا أو شبابّ
. . وفي مرحلة الطفولة والصبا والشّباب عادة تتمتّع المشاعر والأحاسيس برهافة شديدة تجعلها ترتبط وجدانيّا بكل تفاصيل الحياة حولها ، فمن يحن لمرحلة ما قبل الكهرباء والطرق المعبّدة والبيوت المغلقة [ رغم صعوبة الحياة آنذاك ] تجده عاشها بكل مراحله فارتبطت بها مشاعره وجدانيّا ، متجاوزا المساوئ والصّعوبات ومركّزا على المحاسن فقط ، فأصبحت في عقله الباطن هي ( الزّمن الأجمل )
... الثّاني هو : . . بدايات الأشياء فدائما الأشياء في بداياتها لها جمال الجدّة ودهشة الغرابة ممّا يجعلها تترسّخ في الوجدان
. . فمن يحنّ للبرامج والمباريات والأغاني والمسلسلات القديمة فإنّما يحن لها لأنّها كانت بداية معرفته بهذه الأشياء كلّها ، وحتّى وهي مليئة بالأخطاء والبساطة بل والسّذاجة أحيانا
. . ورغم ذلك تظل في نظره هى ( الزّمن الأجمل )
... إنتهى اللقاء واتفقناعلى أن نسجله فى ذاكرتنا كأروع لقاء تم بيننا فى زمن شيخوختنا فقد عاد بنا أطفالا وردنا إلى أرذل العمر على أمل فى تكراره مرات ومرات
... تحياتى ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق