الثلاثاء، 11 يوليو 2023

حدث بالفعل ــــــ د / علوى القاضى


 !!،،حدث بالفعل،،!!

د / علوى القاضى.
... الساكت عن الحق شيطان أخرس
... إن لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل
... ماضاع حق وراءه مطالب
... تلك المرأة البريطانية البسيطة لم تكن تعلم كل هذه الشعارات السابقة ولم تتعلمها فى أى مدرسة ولكنها تعلمتها من مدرسة الحياة
... ولذلك فقد قدمت أقوى رسالة لمجلس النواب البريطاني !!
... ولهذا سجلت إسمها بحروف من نور فى سجل تاريخ مجلس العموم البريطانى لمجرد أن قالت《 لا 》فى وجه الظلم
... في٢٣ يوليو عام ١٩٦٩ ، نزلت إمرأة ، في لندن العاصمة ، للتسوق
... ومن عادة النساء هناك أن يقمن بكتابة قائمة بمشترياتهن وحمل مبلغ من النقود بقدر ما تحتويه تلك القائمة
... لكنها فوجئت عندما أرادت شراء السمك ، بأن سعره إرتفع بأكثر من ٣٠% ، وأن ما تحمله من نقود لا يكفي ، فغضبت وقررت الذهاب فورا إلى مجلس العموم (النواب) البريطانى
... وفعلا توجهت إلى هناك ودخلت مباشرة إلى باب قاعة المجلس أثناء إنعقاده وطلبت مقابلة النائب الذي كانت قد إنتخبته عن دائرتها
... حاول الحراس عبثا إقناعها بأن المجلس في حالة إنعقاد وبإمكانها الإنتظار إلى أن يحين وقت الإستراحة
... ولكنها أصرّت على مقابلته فورا ، وبدأت بالمناداة على النائب بصوت عال حتى لفتت إنتباه رئيس المجلس ، وما كان منه إلّا أن قام من مكانه وتوجّه إليها ، وبكل إحترام وهدوء سألها عما تريد ، فقالت له أن لديها شكوى عاجلة تريد إيصالها إلى نائبها وكل النواب الآخرين
... ودون أن يسألها عن ماهية شكواها قام فورا بإصطحابها ، إلى منصة المتحدثين وأعطاها الميكروفون وقال لها : تفضلي سيدتي تحدّثي وكل مجلسنا آذان صاغية
... أمسكت المرأة الميكروفون وقالت :
. . [من المعيب ونحن أبناء بريطانيا العظمى ، أن نعيش في جزيرة وحولنا البحر ، ونملك أساطيل صيد تجوب المحيطات ، ولا يمكننا تناول وجبة من السمك لإرتفاع سعره ، لقد إنتخبناكم لتكونوا عونا لنا على تجّار البلاد الجشعين ، وإلتفتت إلى نائبها وقالت له أنا لم أنتخبك لتقف مع هؤلاء الحمقى الجشعين ]
... قالت كلماتها تلك ورمت الميكروفون وغادرت المجلس غاضبة وكل الأعضاء فى حالة ذهول
... أيها الأحباب أتدرون ماذا حدث بعد ذلك وفورا ؟!
... كان أوّل ردة فعل من النائب الذي وجهت إليه حديثها ، فقد قدّم إستقالته لرئيس المجلس ، قبل أن تخرج المرأة من باب القاعة !!
... هذه المرأة ذكرتني ب ( تريزا ماى ) تلك الشابة السمراء التى قالت - لا - فى وجه الظلم والتفرقة العنصرية حينما أراد البيض وعلى رأسهم سائق الحافلة أن تقوم من كرسيها ليجلس رجل أبيض مكانها ، ولكنها أصرت على الدفاع عن حقها لدرجة أنهم سلموها للشرطة ، ولكنها تمسكت بحقها ومواجهة العنصريه وكانت سببا فى إنهاءها من امريكا كلها
... ومنذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا ، فإن وجبة السمك مع البطاطس تعتبر أرخص وجبة شعبيّة في بريطانيا ، ولم يطرأ عليها أي إرتفاع إلّا بمقدار نسبة إرتفاع مستوى معيشة البريطانيين اليوم
... لذا فإن وجبة السمك مع البطاطس تعتبر وجبة الفقراء لتدنّي سعرها
... وأصبحت تباع في مطاعم وحوانيت صغيرة في كل شارع وزاوية من مدن وقرى بريطانيا
... ياليت قومى يعلمون ثم يعملون
... تحياتى ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق