الأحد، 9 يوليو 2023

عاشق من وراء القلب ــــــــ عبد الستار الخديمي


 **عاشق من وراء القلب**

قلتُ لكَ ذات يوم
حين اشتدّ الوجدُ وفتك بالأوتار
وصار الصوت خدشا في الذاكرة
أزيزٌ يصمّ الآذان
ونصف توبة لا تقود إلى الغفران
وحين هاجرت الطيور
وتركت أعشاشها عارية على الشطآن
وحين اشتعلت نار الحقد في الأوكار
بان الملحَ لا يزهر
ويذرّ على شقوق الجراح
داء أم دواء؟
غناء أم عواء؟
هي مفارقة لا يجتمع طرفاها
جمعتنا رائحة البخور على المواقد
وحفلة لئام على شتى الموائد
أنا مسافر لكنني عائد
قلت لك ذات يوم
حين عانقتني وأنتَ ترتجف
وتنتّف وريقات الزهرة الحمراء
ثم تركتني بلا سماء في العراء
وشاركتهم -دون أن تدري- مراسم العزاء
ولم تدر بأنني القتيل
ولست من أشعل الفتيل
بأنني ملح الأرض
أنبت مسمارا في الذاكرة
كلما ارتجفتَ ازداد الوخز
أعرف أنك لم تفهم لغة الإشارة
ولم تلحظ أبدا على ناصية صدري تلك الأمارة
فلم يفد معك لا الغمز ولا اللمز
قلت لك ذات يوم
حين سحرتنا أراجيف الحكايا
ومسخت ملامحنا أكاذيب المرايا
وعشقنا سويا غنج الصبايا
قلت لك ذات يوم
حين رقصنا كما لم نرقص أبدا
وكان القمر منتشيا يوزّع الألحان
فنظرتٓ في عينيّ مذهولا
وتحجّرت ساهما كالمشلول
ونطقتَ بصمت رهيب
"رسمتَّ قلبا على شكل زهرة في يمينك
ونبذتَ المنطق وما يُدار في العقول
فكل خرائطي في جرابك
وكل الحقيقة في حرابك
وكل الأحبة مستوطنون على بابك"
بقلمي: عبد الستار الخديمي -تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق