السبت، 17 يونيو 2023

المقال رقم (٢) شعراء الصنعة في العصر الجاهلي، وطبيعة الصورة الشعرية في شعرهم. . (مفهوم الصورة الشعرية) بقلم الأديب سامي ناصف

 (لمشاركة الرأي)
المقال رقم (٢)
شعراء الصنعة في العصر الجاهلي، وطبيعة الصورة الشعرية في شعرهم.
.............
موضوع المقال (مفهوم الصورة الشعرية)
مدخل
مفهوم الصورة الشعرية.
يرى چل النقاد أن الصورة الشعرية تُعدُّ عنصرًا شديد الأهمية في بنية النص الشعري،ويعتبرونها سنام القصيدة الشعرية،ولذلك أصبح وجودها في النص الشعري فيصلًا واضحًا على قوة شاعرية الشاعر،وقدرة تَمَكُّنه من رحابة خياله حينما يُجيدُ توظيفه،ومعالجته حال قرضه لقصيدته،واهتم النقد اهتمامًا كثيفًا بها،وأصبح  مفهوم الصورة الشعرية عندهم أنها لا تقف عند حد الدور البنائي في النص الشعري،وإنما تتعداها إلى التَّمَايُز بين الشعراء وكيفية بنائها -  باعتبارها عنصرًا حيويًا من عناصر التكوين النفسي للتجربة الشعرية- التي تختلف من مبدع إلى آخر،ومن هنا يكون بناؤها عند كل منهم متضمنًا لعناصر التَّميز والتَّفرد،وتصبح الصورة مقياسًا نزن به موهبة الشاعر،وهذا مَكْمنُ الحُكم عليه.
فإن تَمَيُّزَ شاعرٍ على شاعرٍ آخر من خلال نجاحه أو فشله، يَكْمُن في قدراته التصويرية التي تُمَكِّنُهُ من نقل تجاربه وأحاسيسه إلى المُتلقي بواسطة مَلَكَتِهِ التَّخيُّلية.
     *رأي.
وجد الباحثون صعوباتٍ حول تحديد تعريف جامع مانع لمصطلح الصورة الفنية، لذا ظهرت لها تراكيب ومصطلحات متعددة،أو صفات متنوعة لا أقول متباينة:
 فقيل عنها: الصورة الشعرية،أو الأدبية،أو البيانية،أو المجازية،أو الخيالية.
وهناك من يطلق عليها مصطلح يحمل مفردة واحدة مجردة من الأوصاف(الصورة)فقط،وتَكْمن صعوبة تحديد مصطلح يتفق عليه الباحثون نابع من تعدد الاتجاهات الأدبية واختلافها فيما  بينهم،بل يتعدد الاختلاف بين أرباب الاتجاه الواحد إلى درجة أن يُقال:إن الصورة الشعرية أصبحت تحمل لكل مبدع معنىً مختلفًا كأنها تعني كل شيء،ومنها مايترتب على تعدد عناصر الصورة الشعرية ووسائل تشكيلها أو تعدد أنماط أساليب بنائها؛ لأن للصورة دلالات مختلفة وترابطات متشابكة وطبيعة مرنة تَتَمَنَّع على  التحديد الواحد،وذلك راجع إلى ارتباط الصورة الشعرية بالإبداع الشعري وفشلت المساعي التي تبذل جهدًا لتَقْنيِنة،أو تحديده دومًا لخضوعه لطبيعة متغيرة تنتمي لحدود الفردية الذاتية،وحدود الطاقة الإبداعية المعبر عنها بالموهبة.
وهناك من ربط الصورة الشعرية من القدامى بالألوان البلاغية من تشبيهات،واستعارات، وكنايات، ومجازات،وهذا ما وجدناه عند (ابن طباطبا العلوي) وهو يتحدث عن أحسن التشبيهات في سياق حديثه عن طريق العرب في التشبيه،إذ يقول: فأحسن التشبيهات إذا ماعكس لم ينتقض،بل يكون كل مشبَّهٍ بصاحبه مثل صاحبه، ويكون صاحبه مثلَه مشبَّهًا به صورة ومعنى، وربما أشبه الشيءُ الشيءَ صورة وخالفه معنىً،وربما أشبهه معنىً وخالفه صورة.
كتبهاالشاعر الناقد/سامي ناصف.

انتظروا المقال الثالث.

المراجع.
١- الصورة الفنية في شعر مسلم بن الوليد للدكتور /عبدالله التطاوي.
٢- الصورة والبناء الشعري للدكتور /محمد حسن عبدالله.
٣-الصورة الشعرية في النقد العربي الحديث للدكتور/ بشري موسى صالح.
٤-ابن طباطبا: عيار الشعر ص ٤٩.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق