الخميس، 8 يونيو 2023

أفاضَ بنا الكأسُ المعتَّقُ بقلم الشاعرة ليلى_السليطي

 أفاضَ بنا الكأسُ المعتَّقُ

شَوقــــــــــًا ،
فرَقَّتْ له شفتَــــاك َ...
وانتفضَ الحسُّ النَّـــاعمُ
للكَوْنِ المحدِّقِ فيناَ
والليلُ منّي اشْتهاكَ...
فتَجلّى لنــَا البدرُ
في الظّلْماءِ مُلتحفاً
ثوْبَهُ النَّاصعُ ..
حيثُ دعاكَ
إلى ارتشافِ آخرَ قطْرةٍ
من نبيذِ العشقِ المُحلَّى
بنَدى الزّهْر
وإلى جنة الرُّوح هَــداكَ...
فعُدْنَـــا حينَها...
لسَبْرٍ أغْـــوارِ الليلِ
بكلماتٍ مُنمَّقةٍ..
ليْستْ كالكلمَات....
حروف تتوهّجُ منها المصابيحُ
بهذا المكانِ الفسيحِ
الذي ظل برهـــةَ يجْمعُنـــا
عناقـــًا...
وما عُدتُ ألقـــــــــــَاك ....
قدْ كنتَ هنــــَاك
عند آخر ضمّةٍ و قبلةٍ للوداع
ودمعةٍ رفلتْ منْ جُرحي
على محيّـــَاكَ ...
وقُلتَ بأنكَ راحــــلٌ
إلى غير سبيلي !
فقلتُ إلى أينَ ؟ ماذا دهاكَ ؟
و ما ذنبُ الهوَى
أنْ يموتَ قتيلا
أمْ تُــراه رمـــاكَ
بسهم قبل أنْ تُودّعني..
أمْ عساكَ
شربتَ من دمي حدَّ الثُّمالـــَة
فالسُّكْرُ أرْداك َ؟...
مـــَازال لهبُ الشّوقِ
وشْمًا على كتفي
وخصلةَ شعري الممدود
التي داعبتَـــها
بيُمْناكَ ...
فكيفَ لهذا الحُبِّ أنْ يمتدَّ غَرقاً
والشاطىءُ البعيدُ المُترامي
يصبحُ مجرّدَ سرابٍ
ليطفو على زبدِ المشاعرِ
و يرحلُ بي ... إلاَّك ..
أجلْ!
قدْ شربتَ نخْبي واكتفيتَ منّي
لتكْـــسرني
أمَا كَفــــاك ؟؟
وهذا الدّمُ النّازفُ من عيني
يمْلأُ الكفَّين رحيقـــاً
لِتحضنَهُ يداكَ...
و لستَ تعبأُ بأدْمُعي
ولا الحُزنُ يغْشـــَاكَ..
و لاَ نبضٌ يهْتفُ بي
حين ألــوذُ بحضنك َ
أمْ أنَّ الهوى أشْقـــاني فأشقاك؟
منْ لي بعدَ رحيلكَ سيدي
و هذي شقْوَتي رسْمٌ
منْ خُطوطِ يدي
تتشكَّلُ مع الريح لتتْبعَها خُطاكَ ...
وترحلُ عني ؟
لمنْ يا تُراك ؟
إلى ضفّةٍ أخْرى
إلى التي فتحتَ لها باباً ميْسُورا
في مدائـــنِ بُشراكَ...
وقذَفْتَ بي للموجةِ الصَّماءِ
لتَكْسِرَ خاطري
فأبْكيكَ حُرقَتي ..وتُسمعُها غِناكَ
يا بحْرَ أقْداري ...
و حباتِ الدُّرِّ التي عقدْتَها بيُمناكَ
لمَ انْفرَطَ العقدُ من جوفِ أحلامي
و أيُّ جُرفٍ من السيل
أراد َبيَ الهلَاكَ ....؟
أجْدى بكَ أنْ تعودَ إلى بريقي
كذا مُحيَّاي تَلفَحُـه الشمسُ
ولاَ يرْجو منَ النور سواكَ...
فــَثُبْ الى رشدكَ وأجِبْ
أمْ تُراني ..
لا أستحقُّ من الخيرٍ رضاكَ ؟
و الله يعْلمُ طُهرَ قلبي
و صدْقَ نبضي
الذي تيمَّم في المحْرابِ
حين إلى روْضي دَعاكَ...
أيَا غريبَ الدّارٍ أتيتُ بابكَ ناسكاً
وإنّي لأعْلمُ مقدارَ حُبّكَ لي
فأيُّ شيطانِ عنْ قربي نهَاكَ .....
وإني لأُعيذُكَ منْ كلِّ غاويَةٍ
و منْ شرِّ كلِّ طريقٍ
لا يبَلّغُكَ مُهجتِي
والعين بالأنجمٍ ترعَـاكَ ..
ترى والليل يسبق خطوتي
هل على الساجد دعوة ترضيك
أم أن صلاتي تنهى عَمّن دعاك....!
.
ليلى_السليطي
Peut être un dessin de cœur

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق