شعراء الصنعة في العصر الجاهلي، وطَبِيعَةُ الصورة الشعرِيَّة في شعرهم.
...............
المقال رقم (١)
مفهوم الطبع والصنعة في الشعر العربي.
إن تحديد المفهوم بين هذين المصطلحين عند النقاد أدى إلى وجود اختلاف مثمر بين القدامى والمحدثين على تحديد معنى الطبع والصنعة:
يرى الأولون أن التهذيب الفني للأسلوب هو الصِنَاعَةُ.
فالمصنوع هو المثقف المهذب من الشعر.
أما الطبع في الشعر،هو خلو الأثر الأدبي من آثار التنقيح.
ويرى آخرون أن شعور الشاعر بنفسه حدٌّ بين الطبع والصنعة،فإذا كان الشعر صادقا مؤثرا فهو من شعر الطبع،وإلا فهو مصنوع متكلف.
* أما رأي المحدثين المعاصرين من النقاد لهم نظرة جديدة في التعريف بين المصطلحين.
قالوا: إن الطبع هو الملكة القادرة في نفس الشاعر والأديب، التي توحي إليه بفنه وأدبه وَحْيَ الفطرة والطبيعة،واستجابة لعواطفه ومشاعره دون تكلف وتعب في الصوغ أو استجداء لترف الأسلوب والصناعة.
*أما الصنعة عند المحدثين من النقاد،فهي إحساس الشاعر أو الأديب بآثار الجمال الفني وترف الأداء وزخرف الأسلوب، وقصده إليها،وأنه يستلهم الجمال للجمال،حتى يطغى ذلك على نفس الشاعر وشعوره وعواطفه.
ويرى فريق كبير من النقاد سواء كانوا من الأقدمين أو من المحدثين أن للصنعة في الشعر عيوب منها:
-التصنع، وسموا المصنعين من الشعراء، عبيد الشعر.
قال الأصمعي: إن زهيرا والنابغة وأتباعهم عبيد الشعر.
وقال الأصمعي أن الحطيئة، هو شاعر إسلامي : عبد لشعره.
وكان الأصمعي يستحسن التفاوت في الشاعرية لأنه مظهر الطبع،وخلو الشعر من آثار الصناعة،ويتسق بعض المحدثين مع الأصمعي في رأيه حول الطبع في الشعر؛ أن التفاوت في شعر الشاعر دليل على عبقريتة وطبعه،ويعتبر ذلك -العقاد - أن عبقرية المتنبي تكمن في طبعه وقوة شاعريته.
ومن شعراء الصنعة في العصر الجاهلي: أوس بن حجر من أصحاب التنقيح،وكان يُسمى (محبرا لحسن شعره)
وتتلمذ على يده، زهير،وطُفيل الغنوي،والنمر بن تولب، وأطلق عليه أبو العلاء المعري بالكيّس لحذقه بالشعر.
وكثير من النقاد يعتبرون النابغة الذبياني أيضا من المصنعين.
ويقول أنصار الصنعة:وكان امرؤ القيس يثقف شعره ويعيد النظر فيه فيسقط رديئه ويثبت جيده.
ولكن جمهرة النقاد يرون أن شعر امريء القيس ينعم بالطبعة.
والمقال الثاني عن مفهوم الصورة الشعرية ودورها في شعراء الصنعة عند بعض شعراء العصر الجاهلي.
كتبها لكم الشاعر الناقد /سامي ناصف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق