الخميس، 8 يونيو 2023

السراب بقلم الكاتب عبدالفتاح حموده

 السراب

ماذا ينتظر حسام لكى يتقدم لأهلي لطلب الزواج منى ثم يصحبنى إلى بيت الزوجيه ..العش الهادئ الذى يجمعنا معا ..ألم يخبرنى بأنني أول فتاه تعلق بها وأنني الضاله المنشودة التى طالما بحث عنها فوجد فيها كل ما يتمناه وأنه قد آن له أن يستقر عند بر آمن بعد المعاناه المتواصله من عناء علاقات عابره متناثره.
لازلت أحلم باليوم الذى أنتقل فيه إلى بيت يضمنى به نعيش حياتنا الزوجيه فى سعاده يكون لى وأكون له..أحرص على أسعاده وراحته وأنعم بدفء مشاعره التى سعدت بها وأحسست بها فى لهفته لرؤياى وعباراته الرقيقه التى يمطرنى بها وعيناه التى يبدو عليها تباشير الفرحه ويداه الرقيقه التى أحس بها وهو يمسك بيدى عندما نمر من الطريق وأحسست بخوفه علئ من حركه السيارات التى كانت تعج بالطرق والشوارع.
كثيرا ما أفكر فى بيت الزوجيه ويشغلنى أمر ترتيبه وتزينه بالورود والأزهار ..وأضاءات خافته ..موسيقى هادئه...كل ذلك دلاله السعاده التى ننعم بها أنا وزوجى جنه حياتنا..
بل وقديحملنى التفكير إلى أبعد من ذلك كله..إلى الأولاد .. وأختيار الأسماء المناسبة لهم...و..الخ.
أين أنت يا حسام..؟
هل تتركنى لأحلامي التى لاتنتهى..وتدعنى للهفتى... وتفكيري الذي لايتوقف حتى بلغ بى الأمر إلى أنادي شقيقى بأسمك.. ويطلب أبى أى شىء فأعطيه لأمي ..تبدّل حالى تماما..!
أصبحت شغلى الشاغل ..فى داخلى فى كل جزء منى تملأني تماما.
بالله عليك يا حسام لاتتأخر أكثر من ذلك ..ضقت ذرعا بالأنتظار..وأصبحت حياتى لا معنى لها ولايطيب لى فيها أى شىء..
ذات يوم وقفت أمام المرآه ورأيت مالم يكن فى الحسبان...
ماأفزعني وأخافني خوفاشديدا أنني لما وقفت أمام المرآه أرتدي ثوبا معينا ثم أشعر بأنه لن يعجب حسام عندحضوره فأستبدله بثوب آخر ثم آخر وهكذا وأثناء حيرتى أفزعني وجود شعره بيضاء فى شعر رأسي الأسود الذى كنت أتباهي به وبنعومته وروعته.
ماذا تعنى هذه الشعره ؟..هل توحى بطول أنتظاري لحسام أم أنها ايذاناً بأن العمر يتوارى من بين حياتى ويطبع أثره على كل جسدى وليس فى شعر رأسي فقط..هل تسللت هذه الشعره إلى رأسي بالخطأ فضلّت طريقها وتعلقت بى بدلاّ من أن تتعلق برأس غيرى.؟
ومن يومها كلما نظرت فى المرآه أترقب بحذر ظهور أى شعره بيضاء لابد أن يأتى حسام ويجدنى فى أبهى صوره وفى ريعان شبابى بكل حيوته ونشاطه.
ذات يوم أستبد بى القلق وتقلبت فى فراشى ولم أنم طوال الليل وأحاطت بى أحلاماً مزعجه .ولما لاحظت أمى ذلك أبتسمت وقالت :عندى لك خبر سوف يسعدك
_ ماذا ياأمي ..؟
_ حسام سوف يحضراليوم
لم أدرى ماذا أقول .. فرحت لدرجه كدت أرقص طربا وأبتهاجا بهذا الخبر..وجريت إلى دولاب ملابسي وإلى حيرتى فى أنتقاء الثوب المناسب الذى يسعد به حسام.
ولما هبط المساء وجاء حسام إلى بيتنا.. أختفيت فى غرفتى وحاولت أصغى إلى مايدور من حديث خارج غرفتى..
وبعد نحو ساعه جاءتنى أمى ويبدو عليها علامات الحزن وظننت فى بادىء الأمر أنها سوف تتأثر عندما أترك البيت ولكنى وعدتها الأ أنشغل عنها أبدا
_ ماذا بك ياأمى ...؟
_لاشىء
_ ماذا حدث؟
_ أنصرف حسام ومعه أبن خالته
_ أنصرف دون أن يرانى..!
_ نعم أنصرف منذقليل
_ ماذا حدث بالله عليك
_ لقد جاءحسام لكى. ..
_ لكى يطلب الزواج منى أليس كذلك
_لا يا أبنتى لقد جاء ليتحدث فى هذا الأمر نيابه عن أبن خالته حسين
_ ماذا...؟
_أمانى . أمانى..
مع تحياتي عبدالفتاح حموده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق