الخميس، 4 مايو 2023

ألـــووووووو… بقلم الأديبة فائزه بنمسعود

 ______ألـــووووووو….______

على الطاولة أوراق يدها تمتد للمقص ورنين الهاتف يغيّر وجهة اليد
تمسك الهاتف
ألووووو—-
تصيخ السمع
أنــتِ في حاجة لي
وأنا أحبك
صوت جريء بلا ذرة حياء
هاتف من الغيب
ترتعش
ألوووو من أنــتَ؟
على الطرف الاخر مات الكلام
ولكن السماعة ما زالت مرفوعة والخط ما زال مفتوحا
أنفاس هذا الطيف العاشق تأتيها تسقط كرذاذ مطر على وجنات بتلات ياسمين غض
وتتحول الى نقرات حبات برَد على بلور نافذة
عذراء -قابلها ارتفاع وجيب نبضاتها
كادت تلقي الهاتف بعيدا
ولكن شيئا ما شدها تريثتْ
جمعت شتات شرودها الذي داسه هذا الصوت…
ألوووو
لا ردَّ…
ألووووو-من تكون من أنتَ ؟
كادت تثور تصرخ وتلعن …هذا المراهق الذي يتسلّى بازعاجها بساديته المفرطة
وهذه الانفاس ما زالت بدورها تصرخ عبر الاثير
وتأتيها لحد عندها لهاثا محموما
لمست فيها رقة الاستجداء
أو ذل السؤال
وقد يكون عنفوان الحب هذاالإحساس الجميل والجائر الذي أخضع الجبارة وكسر حواجز اللّاتورط
والحب تورط حد الألم اللذيذ أو لا يكون…
ووووو…..
هدأت …. وراحت تقنع عقلها الرافض لهذا(الألووو)
وبدون اي حرج
تصطف وراء قلبها الذي سحبته نبرات هذا الصوت الذي يجمع قواه كالمحتضر لينفث بقايا الروح ونجح في اقناعها بان هناك سرا وراء هذا الاتصال فجرا
تساءلت في غرابة هل انا في حلم؟
هل هو كابوس من كوابيس هذا الفجر الوليد؟
نهضت واستوت مسندة ظهرها لرفيقة السهر وسهاد ليالي ضجر الوحدة تلك الوسادة التي كانت ومازلت صدرا حنونا
تبثه شكواها وآلامـها وقد تحس أنّ لوسادتها يدا تمدّ إليها تربت على كتفها وتمسح دمعها وقد تاخذها في رحلة فرح خاطف من حين لاخر فتعود ممتلئة سكينة وطمأنينه
كم هي وفية هذه الوسادة وكم هي كاتمة للسر
وحافظة للعهد!
تفطنت أن هذه الانفاس ما زالت تاتيها تباعا
وحروف في مخاض عسير تتحول الى كلمات..
فضلا
لحظة
لا تقطعي …..
وأخيرا هذه الــ(ألوووو) أنجبت
-اسمعيني ولا تقاطعيني
أنا رجل
مللت اصطحاب الرؤوس الفارغة
ومرافقة القلوب الخاوية من ذرات اليقين
فما امتثلت لأمر هذا الصوت
واندفعت
اسمعني أنت ولا تقاطعني
أنا امرأة
حظرت نفسي من التفكير فيمن يكتفون بــ(ألووو)
وراء جنح الظلام
لا تحدثني عن الطقس وتقول -والله السماء في كل مكان- هذا الصباح…
ولا عن رحلات تعقب الأحلام والأماني المتبخرة
أنت رجل خسرت الرهان مسبقا
أغلقت الهاتف
ألقته جانبا
كـمـن يجتـثُّ جذور نبات طفيلي
وشعرت براحة ورضى…
مدت يدها الى المقص وراحت تقص فراشات ورقية بلا الوان
كانت رسمتها لتطيّرها في عيد الانتظار الأربعين…..
فائزه بنمسعود
يوميات مارقة2
9/3/2023
Peut être une image de texte

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق