الجمعة، 5 مايو 2023

في حلب الشهبا ــــــــــ د. محفوظ فرج


 في حلب الشهبا

لي في حلب الشهبا
سَمَرٌ أحرفُهُ تَتَناغمُ في نجواها
وإذا دَبَّتْ في إحداها سِنةٌ
أوقِظُها وأعيدُ جمالَ الصوتِ
يضيفُ إلى الصورِ الجذّابةِ رونَقَها
أدعوها بالإجماعِ إلى وصفِ
معاني ( سَمَرٍ )
فتقول
وجهٌ حينَ تداهمُنا الحِلكةُ قمراً
لكنْ ليسَ كما الأقمار
سمرٌ قمرٌ تعلوهُ البسمةُ
في عينين دليلٌ
لِلحُسنِ المُتفرِّدِ بينَ حسانِ الشامِ
يحملُني منها لحظٌ من حلبِ
حتى غاباتِ الجبلِ الأخضر
في (شَحّات )(١)
تدورُ الأحرفُ حولَ مفاتِنها تَتَوغلُ
في طيّاتِ الشعرِ المُستَرْسِلِ
في عَبَقِ كالمسكِ
يداعبُ أذنيها ويلامسُ خدَّيها
النورانيينِ بلا إِشعارٍ
وبلا وَعيٍ نَتَوارى في جلسةِ سَمَرٍ
تحتَ الأشجار
يُسْلِمُنا غصنُ صنوبرةٍ في تشرين
إلى جذعِ اللَّوزِ
ويهمي ببياضٍ سحري بعدَ تماهينا
ويغَطِّينا زهرُ النوّار
أقولُ لها معذرةً
أنّي أعرفُ ( حَلباً ) أغلى مدنِ العالم
عندي في الحبِّ ( كسامراء )
لكنَّ البرِّيةَ تحمينا من لغطِ الطبّالينَ
ومن عُبّادِ الوِرْقِ
بيافطةٍ تَتَسمّى حزباً أو طائفةً
تَتَناحرُ دونَ قرار
دعينا غاليتي نَحْمِ بعضينا
ونؤسِّسُ مملكةً لسلامٍ لا يأتيهِ الباطلُ
لم يتدنسْ مهما اهتزَّتْ
كلُّ عروشِ العالمِ
مأوانا وِرْدُ التوحيدِ
نشربُ نخبَ ( أبولو )(٢)
ومأكلنا نبت ( السلفيوم )(٣)
د. محفوظ فرج
٥ / ٥ / ٢٠٢٣م
١٥ / شوال / ١٤٤٤هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق