الخميس، 27 أبريل 2023

يوميات شاعر شواي ــــــــــ ع جمال الجزائري


 يوميات شاعر شواي

آخر مرة :...هنا ناداني السي عبد القادر من أجل طلبية شواء...
أخذت مكاني عند الشواية وأنا أنظر تجاه الزاوية التي يجلس عندها قاسم فإذا بقاسم قد أخرج رأسه من خلف العمود الذي يختفي وراءه وأخذ ينظر الي وهو يبتسم كأنه قد ألف جلستي معه ولم ينزعج من أسئلتي يريد أن نكمل حديثنا اشرت اليه بيدي أقصد بعد أن أنتهي من الشواء سنكمل حديثنا ففهم وتبسم ورجع إلى الجلوس في مكانه وقد إختفى رأسه خلف العمود وبقيت رجلاه النحيلتان ظاهرتان تتحرك خلف سلة الخبز. وطبعا كثرت علي طلبات الشواء فلم يسعفني الوقت أن أعود إليه ونكمل حديثنا ، وأكمل هو سلته من الخبز دون أن أنتبه حتى وقف أمامي وهو يحمل خبزة بقيت أو ربما تعمد أن يتركها ليهديها إلي كعادته وكعادتي قبلتها منه (وانا أحص عدد الأرغفة التي أهداها إلي قاسم) ثم قال لي مع السلامة عمي نورالدين قلت مع السلامة قاسم غدا إن شاء الله نلتقي فتبسم وقال نعم .
وإنتهى يوما كان شيقا مع قاسم ....
في اليوم الموالي تأخرت قليلا عن وقت العمل بنصف ساعة فوجدت قاسم قد سبقني هو وسلته ولكن هذه المرة غير المكان ربما لأنه مر ولم يلحظني عند الشواية فظن أني لن أعمل اليوم لسبب ما !!! لقد إبتعد تقريبا بعشرة أمتار عن زاوية السينما التي أعتادها بعد أن إقترحتها عليه بادئ الأمر ، هذه المرة إقترب ناحية المصرف (البنك ) ربما شاهد تجمع الناس أمام البنك وهم ينتظرون دورهم في سحب أموالهم من الصراف الآلي او بالطريقة التقليدية والتي هي ورقة الشيك فخطر بباله أنها فرصته لبيع كل الخبز الموجود بسلته الخضراء في وقت وجيز والرجوع إلى البيت باكرا.طبعا فرحت كثيرا عندما شاهدته من بعيد أنه حاضر معنا اليوم .
حين وصلت عنده سلمت عليه فرد السلام ثم هم مباشرة بإخراج خبزة من سلته وأهداها إلي وهو يبتسم فأخذتها كالعادة (طبعا وأنا أحصي عدد الخبزات او الأرغفة التي أخذتها منه كلها ) واصلت طريقي إلى مقر العمل عند السي عبد القادر ، وصلت فألقيت السلام على الزبائن الذين كانت تعج بهم القاعة ،صافحت السي عبد القادر والعاملان شلبي وأحمد ثم إتجهت إلى شوايتي لمباشرة العمل و التي كانت نظيفة هذه المرة ( فقط بعض العوالق التي لا تضر) والتي كان الشاب أحمد قد حضر المشاوي عليها في غيابي ...
هذه المرة لم أكن أشاهد قاسم عند الزاوية كما ألفت لقد
غائب عن نظري تحسرت قليلا ثم قلت في نفسي ربما يكون قاسم اليوم على حق أنه إقترب من الجمع الغفيرالذي كان واقفا أمام باب المصرف ربما سيلاحظ الناس خبزه ويشترون منه ...
عدت إلى شوايتي أمسحها مسح روتيني من بقايا وعوالق الشواء الذي كان قد حظره عوضا عني الشاب أحمد ذو العشرين سنة،... طبعا كعادتي وقت خلو الشواية من الطلبيات أجلس على كرسي تحت الظل قدام باب المطعم ربما أتحدث مع صديق أو أخرج هاتفي ههه أكتب أبيات او أرد على تعليقات وهذا مايضحك السي عبد القادر في عديد المرات !!!( عندما أنشغل بالهاتف وأنسى الطلبيات هههه ولكنه إنسان طيب لاينزعج مني أبدا ، فهو أخ وصديق و رب عمل .)
ربع ساعة فقط حتى طلب مني زبون طلبية شواء فدخلت القاعة وفتحت الثلاجة التي تحوي عددا من أنواع المشاوي وأخرجت الكمية والعدد المطلوب وهممت بها إلى الشواية خارج القاعة فإذا بسلة قاسم عند زاوية السينما في نفس المكان المعتاد وقاسم كالعادة لا تظهر إلا قدماه هههه لقد عاد إلى مكانه لما رآني جئت للعمل اليوم ههه ....إنها الطفولة طبعا....
يتبع ......
بقلم ع جمال الجزائري .
المسمى حقيقة فرحي بوعلام نورالدين..
الموطن الجزائر.
ولاية سعيدة.
يوم 11/09/2022.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق