السبت، 1 أبريل 2023

أنت يا ذا الوجه الموشوم المخضب ــــــــ ليلى_السليطي


 أنت يا ذا الوجه الموشوم المخضب

بتجاعيد الرياح و لفحات الوهج الساطع
من نور سماءك القريبة جدا...
يا من تلوح بيدك كل صباح
إلى عصافيرك المهاجرة لتسألها كيف تهديك الطريق...
يا من ترتب للعودة كل يوم
و لا تعرف كيف تجمع حقيبة أفكارك في يوم واحد ؛
قد صار الدرب بعيدا جدا......
و لكنك يا ولدي هنا... وفي كل مكان ..!
تأتيني بك العواصف التي تهز عرائش قلبي....
أشم ريحك فأبصرك حيثما أولي وجهي قبلة البيت العتيق أراك في كل سجدة أعفر بها أنفي بمسك هذا الثرى ...
فيشق صدري عطرك العالق بثوبك الأبيض
المطرز بحبات الصبر و المخلل في كوب الفداء...!
أنتظرك على طاولة الغداء حتى مغرب الشمس
و أشعل موقد الحطب كي توقظ عينك شرارة فلت
أو صفارة الإنذار ككل يوم تنبئ بالوعيد !
ربما.... ما زلت تسمعها
ولكنك لن تعود ...
وكيف لك أن ترجع قبل أن تفتح الجنة أبوابها ؟
يقيني.. أنك حتما ستعود...!
سترجع لاحضان التي ودعتك بزغاريدها
وزفتك غيما للأرض وحرفا للقصيد....
ستعود حين آتيك بالبشرى لأصلي ركعة النصر في القدس المفدى...
حين يهدم حائط المبكى ويهزم الطاغوت..!
سلمت يا ولدي...
قد قدمت ما بيديك إجلالا بهذا البيت
ونلت الشهادة الكبرى للحياة الاخرى ....
و قدمت لي شرف الوداع الأول
ولأخوة مثلك القادمون على عجل ..
أنتم يا أبنائي من صلبي عظيم مطهر
من نسل يعقوب وراحيل..
وابراهيم واسماعيل...
من أرض القصيب والبطم والحضور
من حلة الصفصاف والطلح والأراك...
تلك هي سيدة الخصب لم يزل نبضها باسق من عروق ملتفة حول غصن زيتون...
يأتي بكم من جديد...
تلك هي سيدة الغضب ما لم يزل حجر من صلبها يلقى في وجه غاصب صهيون ...
تلك إذن بنت المحار ما لم تزل قلائد من جوفها تهدى لعيون فلسطين...
أنا التي تحنو وتحضن الشهداء الأبرياء ...
وتعيد بركات السماء بتسبيحة الفجر
وهو يهلل بالمآذن من حولكم .....حي على الصلاة...
أنا المشودة يا ولدي... للوعد الأخير
فانهض...!
إقتربت ساعة الصفر ..
وغدا يبدأ المعراج في العد
وانتظرني ...
عند الوداع الأخير....!!!
ليلى_السليطي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق