السبت، 8 أبريل 2023

الصيام في رمضان عبادة يحبها الله تعالى ــــ طه دخل الله عبد الرحمن


 الصيام في رمضان عبادة يحبها الله تعالى

إن من أكبر بشريات الصائمين أن الصوم عبادة يحبها الله سبحانه وتعالى، فهي من أجل الطاعات، وأعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، ابتغاء مرضاته، وطمعاً في ثوابه.
ومن أدلِّ الأدلة على حب الله تعالى لهذه العبادة السامية أنه يحب الأثر الذي تُحدثه هذه العبادة، وهو الخلوف الذي يعني تغيُّر رائحة الفم نتيجة خلو المعدة من الطعام، فهذه الرائحة التي يعافها كثير من الناس أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها أطيب عند الله من ريح المسك، كما جاء في الحديث المتفق عليه: (والذي نفس محمد بيده لخُلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)، فإذا كان الله عزّ وجل يحب أثر هذه العبادة (الخُلُوف)، فكيف يكون حبه للعبادة نفسها!
قال ابن القيم: (من المعلوم أنَّ أطيب ما عند الناس من الرائحة رائحة المسك، فمثَّل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخلوف عند الله تعالى بطيب رائحة المسك عندنا وأعظم، ونسبة استطابة ذلك إليه سبحانه وتعالى كنسبة سائر صفاته وأفعاله إليه، فإنها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين، كما أنَّ رضاه وغضبه وفرحه وكراهيته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك، كما أنَّ ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات خلقه، وصفاته لا تشبه صفاتهم وأفعالهم).
ومن الدلائل على حب الله جلّ وعلا للصيام أنه أضافه إلى نفسه إضافة تشريف، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به) متفق عليه، والله عز وجل إذا أضاف شيئاً لنفسه فإنه يدل على خصوصيته وعظم منزلته، وفي قوله (وأنا أجزي به) اختصاص للصوم بجزيل الأجر ووافر الثواب، فما دام الصوم له سبحانه فإن جزاءه لا يعلمه إلا الله جلّ وعلا.
وفي رواية لمسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل عمل ابن آدم يُضاعَف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)، ومثل ذلك قوله تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) [سورة الزمر: الآية 10]، والمعروف أن هناك مناسبة في اللَّفظ والمعنى بين الصَّوم والصَّبر، قال إمام المفسِّرين أبو جعفر الطَّبري: (والصَّوم بعض معاني الصَّبر عندنا).
ومما يدل على حبِّ الله تعالى للصيام أنه عبادة لا تعدلها عبادة من العبادات، كما ثبت من حديث أبي أمامه الباهلي رضي الله عنه، قال: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ: مُرني بعمل يدخلني الجنة، قال: (عليك بالصوم؛ فإنه لا عِدلَ له)، ثم أتيته الثانية، فقال: (عليك بالصيام) رواه أحمد والنَّسائي، وصحَّحه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وابن حجر.
فمن صام رمضان إيماناً، أي تصديقاً بوجوب صومه، واعتقاداً بحق فرضيته، واحتساباً، أي طلباً للثواب من الله تعالى، فليبشر بأنه تقرب إلى الله عز وجل بعبادة من أحب العبادات إليه، وليكثر من الصيام في غير رمضان حتى يدرك محبة الله له، مثل صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام الاثنين والخميس، ويوم عرفة، وعاشوراء، فإن الله تعالى يحب من تقرب إليه بالنوافل، فكيف إذا كانت هذه النوافل من أحب القربات إليه سبحانه وتعالى.
طه دخل الله عبد الرحمن
البعنه == الجليل == فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق