السبت، 18 فبراير 2023

الخروج من عباءة أبيها/بقلم حنان حلمي


 الخروج من عباءة أبيها

بقلم حنان حلمي
البنت حبيبة أبيها وكانت نها بنت وحيدة أبيها وحبيبته وغرامه كان يحتويها ويفيض عليها من حنانه وحبه كل ما تطلبه مجاب وكان عقابها إذا صدر منها فعل خطأ خصامه لها كان يفرض سطوته عليها بالحب والدلع والحنان ترعرعت نها في كنف والدها وأصبحت شابة في سن الزواج وتزوجت ودخل حياتها رجلا من نوع آخر لا يعرف الاحتواء ولا التفاهم ولا الحنان ولا الحب كل ما يتفوه به لسانه سب وقذف كانت الشجارات بينهم متواصلة حنت لحنان أبيها ودلعه واحتوائه أخذتها الحياة وكانت تتمنى أن تفهم زوجها ولكن كيف تطلب منه هذا وكيف تعلمه الحب والعطف والحنان فكل هذه المشاعر لا تستجدى وفي يوم قابلت إنسانا كان يكبرها بأربعة أعوام لكنه عكس زوجها في كل شيء دائم البهجة خفيف الظل مبتسما دائما عنده طاقة ليست في كثير من الشباب يشبه الدينامو عندما يسير يسير مسرعا ويطوي المسافات طيا وكأنه يسابق الزمن كانت تتعجب من هذه الهمة وهذا النشاط وهذه الروح التي تستشف وتقرأ ما بداخلها كانت نها ترى فيه ابيها الذي فارقها منذ سنوات وبسرعه صارت تحدثه في كل شيء عنها وطلبت منه أن تكون العلاقة بينهم علاقة أب بابنته كانت تشعر بغضبه الذي كان يخفيه عندما تقول له أنه ابيها كانت تذكره وتذكر نفسها أنه أباها الذي حرمت منه كان بالنسبة لها مصدر ثقة وأمان كانت تستشيره في كل أمورها كان يساعدها في تحقيق حلمها ويفتح أمامها أبوابا كثيره وكانت تسير خلفه على خطاه ولكن فجأة تغير وتبدل أصبح يتهرب من الحديث معها لا تعلم إن كان هروبا من حبها أو هروبا وخوفا من مرضه وقلبه العليل هل هو يحبها ولذلك يهرب أم يهرب حتى لا تراه مريضا أم خوفا من تطور العلاقة بينهما كان يتهيأ لها أنه لا يحبها وهنا صارحته لماذا يخفي عنها همومه وأوجاعه ولماذا الهروب قالت له أنا لا أريد أن أكون عبء عليك
ولوتحب أبعد عنك وأتركك قال لها كما تشائين وأتمنى لك كل التوفيق قالت له كما تحب فقد تعودت الفراق وجلست تحدث نفسها يجب الخروج من عباءة أبي لان ليس هناك من يصلح ليحل محله ويجب أن تنضج وتعرف كيف تسير أمورها أدركت أنها لابد أن تصنع معالمها دون مساعدة من أحد وكيف تفرق بين المشاعر المزيفة والمشاعر الحقيقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق