الخميس، 2 فبراير 2023

أناديكَ حبيبا شعر: زهيرة فرج الله

 أناديكَ حبيبا

هناك...
حيث قرابتي من صوت البحِّ
ناديتكَ يا حبيبي
بأقصى ما أستطيعُ من جهدٍ
خذْ قلبي وروحي لأقصى رواية للحبِّ
واِجهرْ بالغرام
واِسكرْ بأعضاءِ الجسدِ
حتّى تمتلىءَ الرّوحُ بروحها
الّتي خلّقتْ منها طبيعةَ الغيْبةِ
هاتِكَ بحرَ غضاضةٍ
تمشي الهًوَيْنَ على القدَرِ الجميل
وترفعُ رايةَ الصّدقِ
بكلّ طريقْ
أنتَ الحبيبُ وأنتَ القريبُ
وأنتَ الصّديقْ
أنتَ الوداعةُ وأنتَ البراعةُ
وأنتَ الشّهيقْ
هيّأني المجالُ لوعدكَ
فأفقتُ على الشّروقْ
وتجلّى لِيَ المُحالُ
فعشقتُكَ نارًا كالحروقْ
هل يعشق الجِلْدُ نارًا تحرقهُ؟
قلبي يعشقُ طبعَكَ
أين ذيّاكَ الرّحيقْ
أين تعامُدُ ظلّكَ واِنْبِهاري ؟
أين في الأيّام خبّاتُ العقيقْ؟
لم يزدني الخوفُ من مجهولكَ
إلاّ اِنبهارًا
لم يقدْني حزنُ عيْنيْكَ
إلاّ للوثوقْ
دفّئني برداءِ العشقِ
في شتاء العمرِ يا كلَّ ناري
فأنا ثلجُ الأماكنِ وأنتَ العشيقْ
حين لمحتُ هناكَ
طيفَكَ يجيءُ من فراغ
قتلتُ مسغبتي ونمتُ قرب حنيني
وبلعتُ مياه الملح كالغريقْ
أدمَيْتُني بالنّدم في كلّ وَجْدٍ
وقتلتُني في كلّ وقتٍ لا أفيقْ
أنا خزُّ الأمنيات في بحار العُمرِ
أنا رهانُ الاِنتفاخ كالنّقيقْ
وسمعتُكَ تمدحُني في خُلُوٍّ
وعرفتُكَ تورقُ في الغيابِ
دون عروقْ
يا واهبي كلَّ الحياةِ يا حبيبي
يا خالقَ الزّلزالِ في قلبي العتيقْ
كلّما زدتَ في مكيال الشّوقِ لي
زادتْ مشاعري كالوميض والبريقْ
قلبي وروحي وما تبقّى من عروقي
كلّها راياتُ حبٍّ كالفريقْ
فأنتَ الحقيقة مطلقة
وأنتَ الزّفيرُ والشّهيقْ
شعر: زهيرة فرج الله
تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق