الساعة التاسعة و النصف ليلا
بتوقيت قلبي
دخلت المقهى من بابه الخلفيّ
مقهى يعجّ بالزبائن
و كلُهم يعانق جوّاله
جميع من بالمكان
يجلسون فرادي
بعضهم يقبّل شاشة رقمية
أحدهم يحكّ لحيته الكثّة
ليخلصها من بعض سواد عالق
و فجأة صاح رجل يضع ربطة عنق
تبا بلغة غريبة
ثم نالت منه هستيريا الضحك
مقهى الذين يجلسون فرادي
جميع روّاده يحتسون القهوة السوداء
مثل أيامهم
الرائع في المشهد
أنهم لا يرتكبون إثم النميمة
فقط أنا
أراقب لوحة زيتية
شخوصها الزبائن
و أتحاور معهم فردا فردا
أسألهم عن مجريات يومهم
و كيف باقي ليلهم
عن سبب وحدتهم
و سطوة محنتهم
و مهرب بسمتهم
جميعهم يعانق جوّاله
و يحتسي قهوته
فكان أن هربت
كي لا يجيء النادل
و يهديني وساما
و يخبر الجميع
بأني قادم رسميّ
لأنتمي لحزبهم
حزب الذين يجلسون وحدهم
فأعانق جوّالي
و أعيش في غربتهم
عبدالله بنعمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق